غزة: ترك وائل خيمته التي يقيم فيها فوق انقاض منزله المدمر في حي الشجاعية اثر المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة والمنطقة ويزيد من معاناة اصحاب البيوت المدمرة في القطاع.

ويقول وائل الشيخ (37 عاما) انه اضطر للتوجه الى منزل احد اقاربه خوفا من اقتلاع الرياح الشديدة لخيمته التي يقيم فيها مع اثنين من ابنائه مؤقتا الى حين اعادة اعمار المنزل المكون من طبقتين والذي دمر كليا في الحرب الاخيرة.

واعلنت حالة الطوارئ في الاراضي الفلسطينية لمواجهة اثار هذا المنخفض الجوي المصحوب بانخفاض كبير في الحرارة وبعواصف وثلوج. ويؤكد رائد الدهشان المسؤول في جهاز الدفاع المدني في غزة ان "الوضع صعب للغاية في هذه العاصفة، نتعامل مع حالات الطوارئ التي يبلغنا بها المواطنون لكن عدم توفر معدات يعطل عملنا".

واشار الدهشان الى انه تم "تشكيل غرفة عمليات مركزية للطوارئ تضم البلديات ووزارة الاشغال والدفاع المدني وشركة الكهرباء لمعالجة الحوادث" مشيرا الى ازمة الكهرباء التي يعاني منها القطاع والتي "تفاقم الاوضاع صعوبة".

وبسبب التشغيل الجزئي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة لعدم توفر وقود صناعي يحصل مواطنو القطاع البالغ عددهم 1,8 مليون شخص على ست ساعات يوميا من التيار الكهربائي. ويستخدم كثير من المواطنين الشموع للانارة واشعال الحطب للتدفئة.

واصيب اثنا عشر مواطنا في حوادث متفرقة في غزة الثلاثاء كما اصيب طفل بجروح خطرة في حريق بمنزله في غزة صباح الاربعاء نتج عن احتراق شمعة. وتوفي مساء السبت طفلان شقيقان من عائلة الهبيل ويبلغان من العمر 3 و4 اعوام في حريق شب في منزلهما في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة ونتج& ايضا عن وقوع شمعة مشتعلة.

وحملت حركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة الفلسطينية وحماس مسؤولية وفاة الطفلين. ووصفت الجبهة الشعبية في بيان الحادث ب"الكارثة" الناتجة عن "استمرار المناكفات والانقسام والصراع على السلطة".

وقالت الجهاد الاسلامي انه "لا ينبغي التذرع بأية حجج لازهاق ارواح الناس..فشعبنا ليس العوبة بيد احد وليس رهينة لسجالات السياسة بين هذا الفريق او ذاك" في اشارة الى حركتي حماس وفتح. وفي حي النفق الواقع في منطقة منخفضة شمال وسط مدينة غزة وضع عدد من المواطنين اكياسا رملية في محيط منازلهم لتجنب دخول المياه اليها.

ويقول محمد زياد (30 عاما) ولديه اربعة توائم رضع "لا نملك الا الاستسلام للعاصفة والسيول من الامطار، قمنا بتخزين الحليب والحفاضات لاطفالي خوفا من حجزنا مجددا في المنزل" مشيرا الى ان الطابق الارضي في منزله المكون من خمس طبقات كان من بين مئات المنازل التي غمرتها مياه الامطار خلال العاصفة اليكسا الشتاء الماضي.

وفي بلدة خزاعة الحدودية مع اسرائيل شرق خان يونس في جنوب القطاع قال عماد مطلق انه غطى منزله المتضرر جزئيا في الحرب الاخيرة بالنايلون، ويضيف هذا الشاب الفقير "لا استطيع الخروج من المنزل، الليلة كانت صعبة جدا ولا كهرباء ولا تدفئة".

وتضررت عدة منازل من الصفيح والقرميد في القطاع وفق الدفاع المدني. ولا يزال 17 الف فلسطيني نزحوا من بيوتهم المدمرة يقيمون في 18 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الانروا) في قطاع غزة، حسب ما يفيد عدنان ابو حسنة الناطق باسم الانروا.

وتبين وزارة الاشغال والاسكان في غزة ان عدد البيوت المدمرة كليا او جزئيا بلغ 124 الف منزل في الحرب في القطاع. وتقوم حكومة التوافق الفلسطيني والامم المتحدة بالاشراف على ترميم البيوت المتضررة جزئيا لكن عملية اعادة الاعمار لم تبدأ حتى الان وفق مسؤولين فلسطينيين.

لكن هشام بربخ (50 عاما) وهو مزارع في خان يونس يقول "الاذاعات (المحلية) اقلقت وارعبت الناس وكأن غزة ستغرق وتموت، مهما كانت العواصف والسيول ماذا سنعمل الا ان نفوض امرنا الى الله" ويتابع "لا نعرف من اين سنلاقي المصائب من الحرب او المشاكل بين حماس وفتح او الفقر او هذا المنخفض".

وحذرت وزارة الزراعة المزارعين ومربي الدواجن من مخاطر "الصقيع الاشعاعي الناتج عن& فقد الحرارة ليلا واشتداد سرعة الرياح وتوقعات بتجاوز سرعاتها 80 كلم في الساعة".

وبين نزار الوحيدي مدير عام الارشاد بالوزارة ان "الصقيع يؤدي لاتلاف المحصول خاصة البطاطا والحمضيات". واغلق ميناء الصيادين في غزة امام حركة الصيد والتنزه مع ارتفاع امواج البحر واشتداد الامطار والرياح.

ويتزامن المنخفض مع احتفالات المسيحيين الفلسطينيين الذين يتبعون التقويم الشرقي بعيد الميلاد، حيث زار وفد من قيادة حماس برئاسة موسى ابو مرزوق نائب رئيس الحركة كنيسة "القديس بريفيريوس" في حي الزيتون شرق غزة وقدموا التهاني للمسيحيين لمناسبة عيد الميلاد.