أعلنت المعارضة الإيرانية اليوم ارتفاع عدد المتوفين من عناصرها اللاجئين في العراق إلى 23 شخصا، بسبب الحصار الذي تفرضه سلطاته على مخيمهم "الحرية" في ضواحي بغداد، وذلك برحيل احد قيادييها اليوم نتيجة مشاكل في القلب حيث دعت رجوي الإدارة الأميركية والأمم المتحدة إلى تنفيذ تعهداتهما بضمان أمن وسلامة السكان، ووضع حد لهذا الحصار الذي قالت إنه يشكل مثالا للجريمة ضد الانسانية.&


لندن: قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن أحد العناصر الإيرانية في مخيم الحرية "ليبرتي" في ضواحي بغداد الغربية هي السيدة مهين أفضلي، قد تعرضت إلى نوبة قلبية وتوفيت على اثرها في المركز الصحي العراقي داخل المخيم. واشار إلى ان أفضلي من مواليد &عام 1950 ومن مسؤولي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بخلفية نضالية لمدة 36 عاما "ضد الفاشية الدينية الحاكمة في ايران". واشار المجلس إلى أن أفضلي كانت تعاني مرضا قلبيا منذ فترة، وهي تعد المريض الـ 23 التي توفيت جراء الحصار الطبي اللا إنساني المفروض على مخيم الحرية.
&
وأوضح المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس تسلمته "إيلاف" اليوم، أن الضحية مهين أفضلي مقيمة في فرنسا وتتمتع بجواز سفر للاجئين السياسيين في هذا البلد، إلا أنه ولكون الحكومة الفرنسية قد امتنعت عن استقبال لاجئيها، تم تسجيل اسمها في قائمة أسماء المرشحين للنقل والمعالجة إلى الحكومة الفنلندية في السابع من كانون الثاني (يناير) عام 2014 واضافة إلى ذلك وبسبب تدهور حالتها الصحية تم ادراج اسمها في قائمة المرضى لاعادة توطين عاجل ثم تم تقديم القائمة إلى السيدة جين لوت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في شؤون اعادة توطين مجاهدي خلق (قائمة نيسان/ ابريل 2014 – رقم التسلسل 31). كما كان اسمها مدرجا في القوائم المقدمة إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تشرين الثاني ( نوفمبر) عام 2014 وكانون الثاني الحالي إلا أنه لم تصل أي من هذه المراجعات إلى نتيجة.
&
وأضاف انه نتيجة لذلك، فقد توفي منذ عام 2009 حين حولت الولايات المتحدة حماية مخيم "أشرف" شمال شرق بغداد إلى القوات العراقية قبل إغلاقه ولحد الآن 23 من سكان مخيمي أشرف والحرية اثر الحصار الطبي الذي تفرضه السلطات العراقية على اكثر من ثلاثة آلاف معارض ايراني في المخيمين بينهم الف من النساء والاطفال... إضافة إلى أن هناك العشرات من المرضى يعيشون حالة خطرة بسبب هذا الحصار.&
&
وحمل مجلس المقاومة الإيرانية الولايات المتحدة والأمم المتحدة، الأوضاع المتردية للاجئين الإيرانيين في العراق، وقال إنهما لو كانا ملتزمين بالاتفاق الرباعي الموقع في آب (أغسطس) عام 2012 وغيرها من تعهداتهما المكررة والمكتوبة تجاه أمن وسلامة السكان ولو كانتا ترغمان الحكومة العراقية على إلغاء الحصار الطبي لكان من الممكن منع وصول الحالة إلى وفاة السيدة أفضلي بحسب قوله.&
وأضاف أن الحصار الطبي المفروض على 3 آلاف انسان أداة بيد لجنة قمع المخيمين في رئاسة الوزراء العراقية لتعذيب السكان نفسيا وجسديا. في الوقت الذي لا يتمتع المركز الصحي العراقي داخل المخيم بأبسط الاجهزة الطبية للحالات الطارئة .. موضحا ان الحكومة العراقية تمنع نقل الاجهزة الطبية التي أعدها السكان بنفقاتهم الخاصة إلى مخيم الحرية منذ 3 سنوات.
&
رجوي تدعو واشنطن والامم المتحدة لضمان سلامة سكان المخيم
وأكد المجلس الإيراني المعارض أن الضحية أفضلي كانت فردًا محميًا بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، ومشمولة بالحماية الدولية بصفتها لاجئة شأنها شأن سكان مخيم الحرية الآخرين. وقدمت رئيسة المجلس رجوي تعازيها إلى سكان المخيم بفقدان أفضلي وقدمت بشكل خاص مواساتها لابنتها السيدة عاصفة حيدريان، وناشدت الحكومة الأميركية والأمم المتحدة، العمل بتعهداتهما تجاه أمن وسلامة السكان من أجل اتخاذ خطوة عاجلة لوضع حد للحصار الطبي الذي تفرضه السلطات العراقية على سكان المخيم "الذي يشكل مثالا بارزًا للجريمة ضد الانسانية" كما قالت.
&
ومؤخرا أكد الدكتور حسن جزائري الطبيب المقيم في مخيم الحرية ليبرتي أن السلطات العراقية تعرقل علاج المرضى تحت ذرائع وحجج مختلفة حيث تتعمد عدم وصول مرضى المخيم إلى المستشفيات والعيادات الطبية في ظل حصار طبي مفروض منذ اشهر طويلة الامر الذي يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى جراء التأخر في ارسالهم إلى المشافي وبقائهم فترة طويلة دون علاج.&
واوضح جزائري ان هناك حاليا حوالي 800 مريض ينتظرون دورهم للذهاب إلى مستشفيات في بغداد من بينهم 256 مريضا لهم مواعيد لعمليات جراحية لكن السلطات العراقية وضعت صيغة بطيئة جدأ لخروج المرضى حيث لا تسمح إلا بخروج 4 مرضى وللذهاب فقط إلى مستشفى واحد في اليوم واحيانا تضع الحظر الكامل على ذهابهم إلى المشافي لمدة تستغرق حتى ثلاثة أسابيع .
واشار إلى انه طيلة الاشهر الاخيرة كان هناك 75 مريضا على موعد مع العيادة الطبية وتشمل حالاتهم اصابات بأمراض القلب والسرطان وهؤلاء جميعا تم منعهم من الذهاب إلى المستشفيات وإلى الان فانهم لا يحصلون على الادوية والعلاج المناسب لاستمرار حالتهم .. مشددا بالقول "انه وضع مأسوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى".
&
&