يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الزيارة الرسمية الأولى إلى دولة الإمارات يومي 18 و19 من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري. وسيشارك في افتتاح القمّة العالمية لطاقة المستقبل التي تقام ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة.


&أحمد قنديل من دبي: يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد الزيارة الرسمية الأولى له كرئيس مصر إلى دولة الإمارات، تستغرق يومين لإجراء مباحثات مع الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية والمسؤولين في دولة الإمارات، لتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، ولبحث مجمل الأوضاع والقضايا والملفات الشائكة التي تشهدها المنطقة، وللمشاركة أيضا في افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تقام ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، والتي تعقد في الفترة من 19 إلى 21 يناير الجاري، وذلك تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد.

وتعد هذه هي الزيارة الأولى للسيسي رئيسا والثانية له بوجه عام، حيث كان قد زار الإمارات من قبل بصفته العسكرية كوزير الدفاع المصري والقائد العام للقوات المسلحة في الحادي عشر من شهر مارس العام الماضي 2014.

وقد التقى الرجلان القويان في القاهرة وأبوظبي وقتها لبحث تدعيم وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين وبحث مستجدات وتطورات الأوضاع في المنطقة، كما شهد المشير السيسي خلال زيارته المرحلة الرئيسية من المناورة المشتركة بين الجيشين المصري والإماراتي "زايد 1"، في إطار بروتوكولي لترسيخ قيم التعاون المشترك بين البلدين في المجال العسكري.
&
روابط قوية

وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى أبوظبي الأحد في ظل الروابط القوية التي تقوم بين مصر والإمارات خاصة بعد الدعم الهائل الذي تلقته القاهرة من أبوظبي بعد ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بحكم تنظيم الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي.

وتبادل البلدان بعدها العديد من الزيارات الرسمية، وقد زار الشيخ محمد بن زايد القاهرة وحضر حفل تنصيب السيسي رئيسا لمصر في 8 يونيو 2014.

وكان قد سبقها وتبعها زيارات عديدة للشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي. ونتج عن توطيد العلاقات بين البلدين إنشاء المكتب التنسيقي للمشروعات الإماراتية التنموية في مصر. والذي قام وما زال بالعديد من المشروعات الهامة في مختلف المجالات في مصر خاصة في إعادة تأهيل المناطق العشوائية وتنمية المناطق النائية.
&
دعم ومساندة إماراتية

وكان بيان لرئاسة الجمهورية المصرية قد ذكر أن زيارة الرئيس السيسي إلى الإمارات تشكّل مناسبة لتسجيل تقدير وامتنان مصر للمواقف الداعمة والمساندة التي أبدتها دولة الإمارات قيادة وشعبا إزاء مصر ووقوفهم بجانبها في أعقاب ثورة& 30& يونيو، تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

وأوضح البيان أن "العلاقات بين البلدين تتميز بالخصوصية والرسوخ الشديد، حيث تحتل الإمارات قيادة وشعبا منزلة خاصة في قلوب المصريين، كما توجد روابط متعددة الأبعاد تجمع بين البلدين والشعبين، لا سيما في ضوء تواجد الجالية المصرية في مختلف أنحاء دولة الإمارات حيث ساهمت بجهودها في نهضتها التنموية الشاملة التي تثير الإعجاب والتقدير".

وأضاف أن "الشعب المصري لا ينسى المواقف التاريخية للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجاه مصر وشعبها والتي كانت تنم عن حكمة وإيمان عميق بضرورة التضامن العربي وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية للمساهمة في إعلاء شأنهما على المستوى الدولي وإزالة الشوائب التي علقت بهما، كما لن ينسى الشعب المصري مواقف دولة الإمارات المشرفة خلال " حرب 6 أكتوبر 1973".

وقال البيان إن الرئيس السيسي يتفق في الرؤية مع أشقائه في دولة الإمارات حول أهمية الطاقة كعنصر رئيسي لكافة أنشطة التنمية مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تعزيز وضمان أمن الطاقة من خلال اتخاذ مبادرات عملية تشمل تنويع مزيج الطاقة ليضم مختلف مصادر الطاقة المتجددة ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .
&
تعاون أمني

وسبقت زيارة الرئيس السيسي إلى الإمارات زيارة وزير داخليته اللواء محمد إبراهيم مصطفى تلبية لدعوة من دولة الإمارات.

وتضمنت زيارته مناقشة زيارة السيسي. وتم خلالها فتح آفاق جديدة من التعاون الأمني بين البلدين، ووضع أطر عامة لمكافحة الإرهاب لتجفيف منابعه في المنطقة عبر اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية وسرعة تبادل المعلومات المهمة.

وتم أيضا الاتفاق على توفير كافة سبل الدعم الممكنة من دولة الإمارات إلى مصر، ومنها تبادل الخبرات والخبراء في المجال الأمني بمختلف أقسامه، إضافة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة التي تطبقها الإمارات، ومنها الكاميرات وأجهزة الضبط.

السيسي في سطور

هو عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، من مواليد 19 نوفمبر 1954، متزوج وله 4 أبناء بينهم طفلة واحدة.

تولّى منصب رئيس جمهورية مصر العربية في 8 يونيو 2014، وقد حقق السيسي الذي يعتبر الرجل القوي في مصر الآن فوزا كاسحا في انتخابات الرئاسة المصرية في يونيو 2014 بحصوله على أكثر من 96% من الأصوات، وذلك بعد 11 شهرا من إطاحته بالرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.

شغل السيسي منصب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو وزير الدفاع الرابع والأربعين منذ 12 أغسطس 2012 حتى توليه الرئاسة.

تخرّج في الكلية الحربية في مصر عام 1977، وعمل في سلاح المشاة، وعين قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

في 3 يوليو 2013 أطاح بمحمد مرسي استجابة لتظاهرات شعبية حاشدة طالبت برحيله، وأعلن عدة إجراءات صحبت ذلك عرفت بخريطة الطريق.