دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء الى "عدم انتظار" مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ الذي سيعقد في باريس والإعداد له خلال قمة مجموعة العشرين منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك خلال زيارة الى سيول التي اعتبر انها "مفيدة جدا" في هذه العملية.


إيلاف - متابعة: قال هولاند خلال افتتاح طاولة مستديرة في سيول حول المناخ والتنمية الخضراء "اذا كنت هنا اليوم، لانه لا يجوز ان ننتظر باريس: يجب ان نعد لباريس: هناك مؤتمر المناخ (...) وهناك ايضا اجتماع مجموعة العشرين (في انتاليا بتركيا) حيث سيتواجد كبار القادة في القاعة نفسها".
&
واكد ان "نجاح باريس يبدأ قبل باريس، ولهذا اعتقد انه قبل باريس يجب المرور بسيول". ويقوم فرنسوا هولاند باول زيارة لرئيس فرنسي الى كوريا الجنوبية منذ 15 عاما. واوضح هولاند ان "كوريا الجنوبية ضالعة خصوصا في الإعداد لهذا المؤتمر (من 30 تشرين الثاني/نوفمبر الى 11 كانون الاول/ديسمبر) وستكون مفيدة جدا في العملية".
&
واشار الى ان كوريا الجنوبية تستضيف الصندوق الاخضر للمناخ، وهو الية تموّلها الامم المتحدة، وتهدف الى توجيه تمويل الدول المتطورة نحو مشاريع تتلاءم مع التغيير المناخي في الدول النامية. والهدف الذي وضعته الدول هو تمويل الصندوق بمعدل مئة مليار دولار سنويا حتى العام 2020. وقال هولاند ايضا "انه الية ستثير انتباه الدول النامية لانه بالنسبة لها مصدر تمويل بنى تحتية كبيرة وطاقات متجددة".

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند توجه الاربعاء الى كوريا الجنوبية، بعد الصين، في اول زيارة لرئيس فرنسي الى هذا البلد في خلال خمسة عشر سنة تتمحور حول التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي والمناخ.

تأتي هذه الزيارة الرسمية لمناسبة مرور 130 سنة على اقامة العلاقات الدبلوماسية والعام الثقافي بين فرنسا وكوريا 2015-2016، كما تهدف بشكل خاص الى زيادة الاستثمارات المتبادلة الكورية والفرنسية لاطلاق مشاريع. ولمناسبة الزيارة، ترغب فرنسا، التي تعد ثاني بلد في الاتحاد الاوروبي مستثمر في كوريا، "اعطاء زخم" للشراكة الثنائية، عبر ترسيخ الحوار السياسي، وتنويع العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون في الميادين الجامعية والعلمية والثقافية وغيرها. وسيرافق هولاند وفد من رؤساء الشركات وعدد من الوزراء (الخارجية، البيئة، المالية والثقافة).

تندرج هذه الزيارة ايضا في اطار مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ، المرتقب عقده في باريس من 30 تشرين الثاني/نوفمبر الى 11 كانون الاول/ديسمبر، بمشاركة 195 دولة سعيا الى انتزاع اتفاق شامل وملزم قانونا من اجل الحد من ارتفاع حرارة الكوكب. ويأتي الرئيس الفرنسي خصوصا الى سيول بحثا عن حليف له وزنه في المفاوضات النهائية قبل افتتاح قمة المناخ في باريس، ولاسيما اثناء اجتماع مجموعة العشرين المرتقب في انطاليا في تركيا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.

وتستطيع كوريا الجنوبية، التي تضم الصندوق الاخضر للمناخ (آلية مالية للامم المتحدة حول التغيرات المناخية)، ان تلعب دورا وسيطا بين البلدان الصناعية في مجموعة السبع والبلدان الناشئة الكبرى الاكثر تحفظا ازاء التوصل الى اتفاق في باريس. وكوريا الجنوبية هي اول بلد في آسيا اقام سوقًا وطنية للكربون في كانون الثاني/يناير 2015. كما نشرت مساهمتها في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، باعلانها في حزيران/يونيو الماضي خفضا بنسبة 37% لانبعاثات غازات الدفيئة بحلول 2030 استنادا الى سيناريو ثابت.

وبعد وضع باقة من الازهار عند نصب المقبرة الوطنية الكورية برفقة ثلاثة من المحاربين القدامى الكوريين من الكتيبة الفرنسية لكوريا، التقى الرئيس الفرنسي اصحاب مشاريع فرنسيين وكوريين قبل المشاركة في طاولة مستديرة حول المناخ والنمو. وكان حاضرا الى هذه الطاولة المستديرة الرئيس الجديد لمجموعة الخبراء الحكومية حول تغير المناخ التي تعتبر اعمالها مرجعا في المفاوضات المناخية، الكوري الجنوبي لي هوسونغ الذي استقبله هولاند أخيرا في قصر الاليزيه. ثم افتتح الرئيس الفرنسي مع نظيرته الكورية الجنوبية بارك غيون هيه منتديين اقتصاديا وجامعيا، قبل ان يختتم زيارته بتوقيع اتفاقات وحفل رسمي في رئاسة الجمهورية الكورية.
&