اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في كامل الاراضي الفرنسية والاقاليم ما وراء البحار بعد احداث الجمعة الدامية الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، ودخلت حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم السبت، لكن ماذا سيُقدم وماذا سيؤخر هذا الإجراء؟


ميسون أبو الحب: هناك حالات خاصة تقتضي فرض حالة الطوارئ في فرنسا تتمثل بحالات الخطر الداهم الناجم عن هجمات خطيرة على النظام العام او في حالة وقوع أحداث تمثل بحكم طبيعتها وشدتها حالة كارثة عامة.

1955

تم تشريع القانون الخاص بحالات الطوارئ في الثالث من نيسان من عام 1955 وكان ذلك بسبب الاوضاع في الجزائر.
ولاحظت صحيفة لوموند الفرنسية أن الاحداث الدموية التي شهدتها العاصمة باريس مساء الجمعة لا تدخل ضمن التصنيفات والاسباب الموجبة لاعلان الطوارئ غير ان الرئيس فرانسوا هولاند اتخذ هذا القرار.

السلطات والصلاحيات

نشر قرار اعلان حالة الطوارئ في الجريدة الرسمية السبت كما نشر مرسوم آخر تضمن الضوابط والاجراءات والصلاحيات الممنوحة للسلطات المحلية بهدف فرض الامن والحفاظ عليه.

ومن هذه الصلاحيات فرض الاقامة الجبرية على كل شخص يمكن ان يتبين ان له نشاطات خطرة على الامن والنظام العام و اعطاء امر باغلاق صالات او حتى مصادرة بعض الاسلحة ومنع حركة الاشخاص او العربات في مناطق معينة ولساعات محددة وإنشاء مناطق أمنية يتم فيها تنظيم وجود الاشخاص وحركتهم.

يحق ايضا للادارات المحلية منع التجمعات لاسيما إذا كانت من النوع الذي يسعى الى اثارة الاضطرابات ويمكنها ايضا استدعاء اشخاص من منازلهم نهارًا او ليلاً كما يقضي القانون بمعاقبة من يرفض الانصياع بالسجن لشهرين وبدفع غرامة تصل 3750 يورو.

ولاحظت صحيفة لوموند ان بيان الاليزيه لا يشير الى اي اجراء يتعلق بالصحافة علما ان مثل هذا الامر يتطلب اصدار مرسوم خاص به.

وكانت بلدية باريس قد اعلنت قبل فترة قصيرة من نشر القرار في الصحيفة الرسمية قرارًا بإغلاق جميع مؤسسات الدولة من مدارس ومتاحف ومكتبات وقاعات رياضية ومسابح وكذلك الاسواق الكبيرة.

يذكر ان مجلس الوزراء هو الذي اتخذ قرار فرض حالة الطوارئ لمدة 12 يومًا فقط لا غير ولا يمكن تمديد العمل بها إلا بقانون.

حالات سابقة

اعلنت اول حالة طوارئ في مختلف انحاء فرنسا بعد عودة الجنرال شارل ديغول الى السلطة في 13 آيار/مايو 1958 تحسبًا لمحاولة انقلابية محتملة.

اعلنت حالة الطوارئ ايضا في 1961 بعد محاولة انقلابية قام بها اربعة جنرالات في الجيش الفرنسي في الجزائر.

ولاحقا، اعلنت حكومة لورون فابيوس الطوارئ في كاليدونيا الجديدة في 1984 بسبب احداث شغب وقعت هناك.

ثم اعلنها الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك في 8 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2005 عندما وقعت احداث شغب واضطرابات دامت 3 اسابيع في الضواحي وظلت جارية المفعول حتى كانون الثاني/يناير 2006.

توقعات القاضي تريفيديك

في لقاء اجرته معه مجلة باري ماتش ونشر في الثلاثين من ايلول/سبتمبر الماضي قال القاضي السابق في مجال مكافحة الارهاب مارك تريفيديك "لديّ قناعة بأن عناصر داعش لديهم الرغبة والوسائل للوصول الينا من خلال عمليات واسعة النطاق لم نشهد مثلها حتى الان".
&
واضاف تريفيديك بالقول "لا تزال اصعب الايام امامنا. الحرب الحقيقية التي ينوي تنظيم الدولة الاسلامية شنها على اراضينا لم تبدأ بعد".

وقال ايضا "تواجه فرنسا خطرين مزدوجين اولهما هجمات أفراد اسميهم "صواريخ سكود" بشرية للجهاد الفردي، وهم اشخاص يتحركون لوحدهم دون تدريب ودون تهيؤ مع درجات نجاح متفاوتة حسب ما رأينا خلال الفترة الاخيرة. أما الخطر الثاني فاكبر حجمًا وما اخشاه هي عمليات واسعة النطاق يخطط لها تنظيم الدولة الاسلامية شبيهة بالعمليات التي نفذها تنظيم القاعدة، والتي خلفت احيانا مجازر مرعبة".