تخوض روسيا في أوكرانيا "حربًا هجينة" قد تشكل مثالًا يحتذى به لدول أخرى، كالصين أو إيران، على ما حذر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره السنوي حول توازن القوى حول العالم.

إيلاف - متابعة: من المصادفة نشر التقرير فيما يجتمع رؤساء اوكرانيا وروسيا وفرنسا ومستشارة المانيا في مينسك في قمة الفرصة الاخيرة من اجل وقف المواجهات. وتدمج "الحروب الهجينة" أنواعًا عدة من العمليات العسكرية، بعضها مبطن، وحملات إعلامية مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تشكل تحديًا لغالبية الجيوش التقليدية القليلة التدريب لمواجهتها، على ما اوضح تقرير مركز الابحاث المرموق ومقره لندن.

اضاف المعهد انه على الحلف الاطلسي التحرك "بشكل طارئ" للرد على هذا التهديد الكفيل "بنسف استقرار" الدول الغربية "سريعا". بشكل ملموس، تشن موسكو في اوكرانيا "حربًا محدودة ذات اهداف محدودة"، فيما تتبنى سياسة "إنكار" تزعزع قدرة الرد لدى العواصم الغربية، وتعزز موقع الانفصاليين الموالين لها.

ويشدد التقرير على ان القوات الأوكرانية من جهتها سيئة التجهيز، وتعتمد اكثر من اللزوم على عتاد يعود الى الحقبة السوفياتية. وطلب الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو من دول الحلف الاطلسي تزويد جيشه بالاسلحة، فيما ترك نظيره الاميركي باراك اوباما الاثنين المجال مفتوحًا امام هذا الاحتمال.

وشدد المعهد على أن الطموحات الروسية قادرة على الاعتماد على ميزانية دفاع بلغت 27.9 مليار يورو في 2013، ويتوقع ان تصل الى 43 مليارًا هذا العام. وانذر التقرير من ان هذه "الحرب الهجينة" قد تدفع اخرين الى تقليدها. واوضح ان "صانعي القرار السياسيين عليهم استباق اقدام عدد من خصومهم الحاليين او المحتملين، سواء كانوا دولا ام لا، بما قد يشمل الصين او ايران، على الاستيحاء من هذه الحرب الهجينة التي تخوضها روسيا حاليا".

كما اشار الى ان بعض تقنيات الدعاية، التي يعتمدها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، لتجنيد مقاتلين اجانب تشمل "نقاط تشابه في الموضوع" مع المعتمدة في اوكرانيا. واعتبر مركز الابحاث الجيواستراتيجية ان هيئات الاركان الغربية، التي انهى الكثير منها أخيرا 13 عاماً من الحرب في افغانستان، وبات عليها التاقلم مع قيود في الميزانية، تركز اكثر من اللزوم على العمليات التقليدية، على غرار "الضربات الدقيقة الاهداف" التي تجري عن بعد.

غير ان تطور النزاعات المعاصرة ينبغي ان يحثها على تطوير تقنيات، على سبيل المثال، من اجل مواجهة دعاية العدو، فيما تبدي جماعات مثل تنظيم الدولة الاسلامية كفاءة في التعبئة والتكيف، تمنحها افضلية كبرى في ساحة المعركة. واضاف التقرير ان "الطبيعة الهجينة وقدرة التكيف لدى تنظيم الدولة الاسلامية، الذي يضم توليفة بين تمرد وقوة مشاة خفيفة ومجموعة ارهابية، شكلت عناصر حاسمة في تقدمه".

كما اعرب المعهد عن القلق من الاستثمارات العسكرية في اسيا، مشيرا الى ان بكين ضاعفت ميزانيتها الدفاعية مع وصول الرئيس شي جينبينغ الى الرئاسة، وسط مساعي الصين لمواجهة النفوذ الاميركي في المنطقة. واوضح المعهد ان "الطموح العسكري لبكين يرمي الى التزود اولًا بقدرة نفاذ اقليمية وقوة ردع تقليدية في مواجهة تدخلات خارجية محتملة".

ولفت اخير الى ان كوريا الشمالية بزعامة كيم جونغ ايل انجزت "تطورات بارزة" على مستوى الصواريخ والتسلح غير التقليدي، وان الفترة الممتدة بين شباط/فبراير وايلول/سبتمبر تميزت بتجارب صواريخ "ذات كثافة" غير مسبوقة. لكنه لفت الى ان النظام الستاليني ما زال يعتمد على "معدات قديمة العهد".
&