فيما العالم يحتفل بعيد المرأة اليوم، دعت الامم المتحدة الى بذل جهود حثيثة لتلبية حاجيات 1.3 مليون نازحة في كل أنحاء العراق، وكشفت منظمة عراقية عن مقتل واغتصاب وسبي 4000 امرأة على يد عناصر تنظيم "داعش" منذ احتلاله لمدينة الموصل الشمالية في حزيران الماضي.


أسامة مهدي من لندن: دعت الأمم المتحدة إلى "بذل جهود حثيثة لتلبية حاجيات ما يقرب من 1.3 مليون نازحة في كل أنحاء العراق المتضرر من جراء النزاع".

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي"، في بيان صحافي الاحد لمناسبة العيد العالمي للمرأة، وارسلت نسخة منه الى "إيلاف"، انه منذ بدء أعمال العنف في العراق في شهر كانون الثاني (يناير) 2014 تم تشريد ما يقرب من 1.26 مليون عراقية، وهنّ يكابدن الآن ظروفًا قاسية، حيث تمثل النساء والفتيات ما نسبته 51% من موجات النزوح الأخيرة حيث أجبر 2.5 مليون عراقي تقريباً على الهرب من ديارهم للنأي بأنفسهم عن العنف وانتهاكات حقوق الانسان والتهديدات بالقتل.
&
وقالت ليز غراندي، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في العراق بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، "إن من أولويات المجتمع الانساني الاستجابة لحاجيات المجموعات النسائية& في بيئة كهذه ويتعين علينا بذل المزيد من الجهود".

واشارت الى انه على الرغم من تضرر المجتمع العراقي بكامله من جراء الصراع الحالي، تبقى النساء والفتيات وخصوصاً المعرضات لسوء المعاملة، الهدف الأول للاعتداءات التي تشمل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، إذ إن التقارير التي تتعلق بعمليات الخطف والقتل والإتجار بالبشر والزواج القسري والعنف الجنسي تثير الانزعاج.

واضافت البعثة قائلة "لقد أحدثت عقود من الصراع تغييرات جذرية في بنية العائلة العراقية، إذ يوجد ما يقرب من 1.6 مليون أرملة بالإضافة إلى ما يفوق هذا العدد من النساء اللواتي يقمن يإعالة أسرهن".

واوضحت انه في الخامس من الشهر الحالي، بدأت الأمم المتحدة حملة تحت شعار "لننقذ نساءنا وفتياتنا"، في مسعى للفت اهتمام العالم إلى المعاناة والتجاوزات التي تواجه النازحات العراقيات،& وخصوصًا المختطفات من النساء والفتيات، وكذلك الناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وقالت انه في ذلك اليوم، وخلال الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة- والذي تم تنظيمه بصورة مشتركة من قبل وزارة المرأة لشؤون المرأة العراقية وفريق عمل الأمم المتحدة المعني بالنوع الاجتماعي- بدأ حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي حملة "هو من أجلها" بدعوة الرجال للانضمام إلى الحركة ودعم تعزيز حقوق المرأة. وتعتبر حملة "هو من أجلها" حركة تضامنية تناشد الرجال والفتيان الوقوف بوجه اللامساواة المستمرة التي تواجهها النساء والفتيات عالمياً.

وقال صادق سيد، الممثل القطري لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) في العراق، "نعتقد أن حملة (هو من أجلها) تمتلك إمكانيات هائلة لتكون قوة محفزّة لتعبئة رجال العالم ضد واحد من أكثر أشكال انتهاك حقوق الإنسان تفشياً"، مشددًا على أنه "لن يصبح العالم مكاناً يتصف بالحرية ما لم يتم القضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة والطفل."&

بينما قالت غراندي أيضاً "يمكن للنساء أن يلعبن دوراً قوياً في تسوية النزاعات وبناء السلام، ويُعدُّ منحهن الدعم والفرصة للقيام بهذا الدور أمراً رئيسيًا& للبلاد، كما تعتمد الاستجابة الانسانية الفاعلة على مساهمة النساء وإشراكهن بصفتهن صانعات قرار."

واوضحت بعثة الامم المتحدة في العراق أن الأولويات الأساسية في تلبية احتياجات النساء النازحات تشمل الإغاثة الانسانية ودعم سبل المعيشة والتقليل من مخاطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتوفير الخدمات الخاصة بهذين النوعين من العنف للناجيات منه، ويشمل ذلك بناء قدرات الموظفين العاملين مع النازحين، بمن فيهم منتسبو الشرطة وضباط الأمن.

واكدت الأمم المتحدة في العراق انها تضم صوتها الى أصوات وزارة الدولة لشؤون المرأة والمجلس الأعلى لشؤون المرأة في اقليم كردستان بشأن مواجهة العنف ضد النساء في أوساط السكان العراقيين النازحين واللاجئين السوريين والدعوة الى وضع حد لمعاناة الناجيات.

وقالت ان "حملة أنقذوا نساءنا وفتياتنا" تهدف الى لفت انتباه العالم الى محنة النساء النازحات في العراق- بمن فيهن النساء المختطفات والناجيات من الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي-& في محاولة لوضع حد للاعتداءات البشعة على حقوق الإنسان التي تعرضن لها.
&
قتل واغتصاب وسبي
&
ومن جانبها، أكدت حملة "حشد" مقتل وسبي واغتصاب نحو 4000 امرأة من قبل تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية منذ حزيران (يوميو) العام الماضي ودعت الى ضرورة اعداد برامج لتأهيل النساء المغتصبات.

وقال احمد الشمري، المتحدث الرسمي بإسم الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية، في تصريح صحافي الاحد، لمناسبة يوم المرأة العالمي، تسلمت نصه "إيلاف"، إن "الاشهر الاخيرة شهدت حدوث انتهاكات فظيعة وبشعة للغاية ضد المرأة العراقية تتمثل بعمليات القتل والاغتصاب والسبي، حيث تعرضت نحو 4000 امرأة الى القتل والاغتصاب والسبي وابشع جرائم الإبادة الجماعية".

واوضح أن "النساء الايزيديات والمسيحيات كان لهن النصيب الاكبر من هذه الجرائم والممارسات".

وأضاف المتحدث أن "الجماعات الإرهابية التي فرضت سيطرتها على اجزاء واسعة من مدن شمال العراق عمدت الى تصوير بعض عمليات الاغتصاب على قرص مدمج وارسال نسخ الى ذوي النساء"، لكنه اشار الى أنه "لا يوجد حصر لأعداد النساء المغتصبات نتيجة عدم ابلاغ ذويهن عن تلك الحالات".

ودعا المتحدث بإسم الحملة "الأمم المتحدة والحكومة العراقية والمنظمات المعنية الى انشاء واعداد برامج خاصة لتأهيل هذه النساء والعمل على دمجهن في المجتمع" .. محذرًا من أن "التهاون في ذلك سيعقد من الوضع اكثر ويساهم بخلق ازمات اجتماعية كثيرة".

وكانت منظمة العفو الدولية كشفت اواخر العام الماضي أن تنظيم "داعش" دأب منذ شهر آب (أغسطس) الماضي على اختطاف واغتصاب وارتكاب أشكال من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات الأيزيديات في العراق.

وقالت كبيرة مستشاري الأزمات بالمنظمة دوناتيلا روفيرا إن "المئات من النساء والفتيات الأيزيديات تحطمت حياتهن بسبب فظائع العنف والاستعباد الجنسي أثناء احتجازهن لدى تنظيم& "داعش".

حيث تحدثت مع أكثر من 40 سيدة وفتاة كنّ محتجزات في السابق لدى التنظيم.

وقامت منظمة العفو بتوثيق قصص النساء في تقرير جديد، نشر تحت عنوان "الهروب من الجحيم: التعذيب والعبودية الجنسية في أسر الدولة الإسلامية في العراق".

وقالت روفيرا إن "العديد ممن وقعن ضحايا عمليات الاستعباد الجنسي هنّ في واقع الأمر من الأطفال& تتراوح أعمارهن بين 14 و15 عاماً بل وحتى أصغر من ذلك".

وأضافت أن "مسلحي داعش يستخدمون الاغتصاب كسلاح"، واصفةً الأمر بأنه يُعد "جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية."

والنساء والفتيات هنّ من بين آلاف الأيزيديين الذين ينتمون إلى منطقة سنجار في شمال غرب العراق، والذين استهدفوا من قبل مقاتلي داعش، "الذين أصروا على إبادة الأقليات العرقية والدينية في المنطقة"،& بحسب منظمة العفو الدولية.

وحالياً، تعمل منظمة الأمم المتحدة لشؤون المرأة مع المجتمعات المحلية الأيزيدية في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق الشمالي لدعم ومساعدة النساء الأيزيديات اللواتي تمكنّ من الهرب من قبضة عناصر تنظيم "داعش" بعد اختطافهن في آب الماضي.

وقالت السفيرة السابقة للمنظمة في العراق فرانسيس غاي إن هؤلاء النسوة مررن بحالات صعبة للغاية، وجئن من مجتمعات مغلقة ومحافظة.

وشددت على أن أفضل ما يمكن أن تقوم به منظمة الأمم المتحدة للمرأة هو العمل مع المجتمعات الأيزيدية لمساعدتها كمرحلة أولية.

وأضافت أن المنظمة تعمل حاليًا على إعانة النازحات في مختلف أنحاء العراق على إقامة المشاريع المدرة للدخل.

واشارت غاي إلى نقص الأطباء النفسيين من الطائفة الأيزيدية.

وقالت إن الدعم النفسي الموجود لا يفي بالغرض وأكدت ضرورة منح النساء اللواتي تمكنّ من الفرار من تنظيم داعش فرصة اكتساب الدخل وتعلم المهارات واستغربت ارتفاع عدد الفتيات الأيزيديات اللواتي لا يذهبن إلى المدارس.

وقدرت كلفة إعادة تأهيل 350 امرأة أيزيدية تمكنّ من الهرب من داعش مؤخرًا بنحو 400 ألف دولار من خلال البرامج المدرة للدخل والبرامج التعليمية.

وأوضحت أن الأمر سيتطلب المزيد إذا ما تمت مساعدة 4000 امرأة.

وأما في ما يتعلق بالتنسيق بين المنظمة الدولية ومجلس الأمن لإنقاذ أكثر هؤلاء الأيزيديات المختطفات، فقد أكدت أن المدراء التنفيذيين في منظمة الأمم المتحدة عرضوا طروحاتهم أمام مجلس الأمن عندما كان العراق موضوع النقاش قبل أسابيع وأكدوا ضرورة عدم نسيانهن، وشددوا على ضرورة العمل مع القوات العراقية المحلية على الأرض للمساعدة في إنقاذهن.