رفض العراق اليوم تصريحات للشيخ علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني، إدّعى فيها أن ما أسماها بالإمبراطورية الإيرانية أصبحت تشمل العراق الآن، وأن عاصمتها هي بغداد، مؤكدًا أنه بلد ذو سيادة، ولا يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية.


أسامة مهدي: أكدت وزارة الخارجية العراقية أن العراق لن يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بسيادته الوطنية. وعبّرت الوزارة في بيان صحافي الاربعاء، اطلعت على نصه "إيلاف"، عن استغرابها "للتصريحات المنسوبة للشيخ علي يونسي مستشار الرئيس الايراني للشؤون الدينية والاقليات بخصوص العراق".

وشددت الخارجية العراقية على "استنكارها لهذه التصريحات اللامسؤولة".. وقالت إن العراق دولة ذات سيادة يحكمها ابناؤها، ويقيم علاقات ايجابية مع كل دول الجوار، من ضمنها ايران.

خارج حسابات النووي
من جهته، اكد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري رفض العراق أن يكون الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة على حسابه. وقال الجعفري في تصريح صحافي إن الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والقوى الكبرى وبين ايران "سيكون لمصلحة العراق، ويأتي انسجامًا مع تطلعاته في الاستقرار، وبدء صفحة جديدة من الانسجام بين مختلف الدول، لكن عندما تنسجم الولايات المتحدة مع ايران، فذلك لن يكون على حسابنا".

واكد الجعفري "ان العراق لن يسمح أو يتسامح مع أية دولة تمس سيادته أو تتدخل في شؤونه الداخلية، سواء كانت إيران أو غيرها لكونه يتمتع بسيادة كاملة". يذكر أن مستشار الرئيس الايراني للشؤون الدينية والاقليات علي يونسي قال في تصريحات صحافية الاحد الماضي "إن إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم، كما في الماضي".

ومع استمرار الحملة العسكرية على مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) بمشاركة ايرانية، لم تعد تخفى على أحد، يحتدم الجدل داخل العراق وفي الولايات المتحدة حول الأهداف التي تسعى طهران الى تحقيقها من خلال هذه المغامرة الجديدة في المنطقة التي تخوضها بذريعة محاربة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

أثمان باهظة
وحذرت مصادر برلمانية عراقية من نتائج مرحلة ما بعد هذه الحرب المستعرة، والتي تشهد معركة برية قاسية وشرسة بين القوات العراقية المدعومة من قوات الحشد الشعبي للمتطوعين ومن مقاتلين ايرانيين وبين مسلحي تنظيم "داعش". ويوم امس، كشف المشرف على الحشد الشعبي للمتطوعين لقتال تنظيم "داعش" هادي العامري عن وجود نحو 100 خبير عسكري ايراني يشاركون القوات العراقية في معارك صلاح الدين.

وقال العامري، وهو قائد منظمة بدر الشيعية، إن "هناك خبراء عسكريين من الجارة ايران موجودين معنا في حربنا ضد داعش في محافظة صلاح الدين من جميع المحاور".. مبيناً أن "هؤلاء الايرانيين لديهم الخبرة العسكرية الكافية، لاسيما بعد مشاركتهم في الحروب في سوريا ولبنان والشيشان، ونكنّ لهم كل التقدير والاحترام، وهؤلاء هم اصحاب فضل علينا، لأنهم يعطوننا خبراتهم في الحروب ضد داعش بلا مقابل".

وأضاف العامري أن "عدداً من السياسيين في العراق يقبلون الأيادي، لكي يأتي مستشارون اميركيون مقابل مبالغ مالية".. مشيراً الى أن "نحو 100 مستشار ايراني شاركوا في المعارك ضد تنظيم داعش في محافظة ديالى وصلاح الدين، وهم مستمرون معنا بدون مقابل".

ويعد العامري مشرفاً مباشراً على الحشد الشعبي في العراق، وقاد معارك الحشد ضد تنظيم داعش، منذ بداية المعارك في محافظتي ديالى وصلاح الدين، وتوعد التنظيم بالقضاء عليه كلياً في جميع المناطق، التي سيطر عليها بعد احتلال مدينة الموصل الشمالية في حزيران (يونيو) عام 2014.

يذكر أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر باشروا منذ الاول من الشهر الحالي بعملية أمنية واسعة لتطهير محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت من تنظيم داعش، الذي استولى عليها في 11 حزيران (يونيو) الماضي.
&