توجه الناخبون الكازاخيون، الأحد، للتصويت في الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي يبدو أنها ستعيد نورسلطان نزارباييف لولاية جديدة.


نصر المجالي: أدلى الرئيس الكازاخي بصوته في مركز الاقتراع الرقم 81 في العاصمة أستانا، معلنًا أنه "إذا جدد الكازاخيون الثقة بي، فإن الخطوة الأولى التي سأتخذها هي الإيعاز بتشكيل لجنة لإجراء خمسة إصلاحات مؤسساتية".

أضاف نزارباييف، الذي قفز من الآراء الإلحادية في العهد السوفياتي إلى الإسلام المتسامح، أن "هذا العمل يتطلب تغييرات تشريعية، وحتى في بعض الأماكن، دستورية". وكان من المقرر إجراء هذه الانتخابات في عام 2016، ولكن الرئيس نزارباييف (74 عامًا) قرر تقديم موعدها، في خطوة اعتبرها بعضهم تهدف إلى إجهاض التكهنات بوجود أي خليفة محتمل له.

التطور المستدام
وأكد نازارباييف، الذي تطارده "شبهات فساد"، أنه واثق من أن "الكازاخيين سيصوّتون، في المقام الأول، من أجل التطور المستدام لبلدنا وتحسين معيشة المواطنين، وثانيًا من أجل الاستقرار في الدولة، وتأييدًا للسياسة التي مارستها الدولة تحت قيادتي. واثق أنهم سيصوّتون من أجل مستقبلهم ومستقبل أطفالهم، من أجل كازاخستان مزدهر".

ووعد نزارباييف شعبه في حملته الانتخابية بتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي في كازاخستان المترامية الأطراف والغنية بالنفط. لكن منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان تتهم السلطات في كازاخستان باضطهاد المعارضة بشكل ممنهج.

رئاسة منذ 1991
يشار إلى أن نزارباييف يترأس جمهورية كازاخستان منذ تفكك الإتحاد السوفياتي واستقلال الأمة في 1991، وأعيد انتخابه لـ 7 سنوات في 2005 في ظل تشكيك من المعارضة بنزاهة الانتخابات، وانتقادات لاذعة من جانب المراقبين الدوليين.

وكان نزارباييف أصبح في العام 1984 الرئيس المحلي لمجلس الوزراء، الذي كان يعمل تحت سلطة الأمين العام للحزب الشيوعي في جمهورية كازاخستان السوفياتية، وخدم أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الكازاخستاني من 1989 إلى 1991.

تعتبر رئاسته دخولًا في عصر الإصلاح والكفاءة، وهو ذو شعبية بين الناخبين، فقد شجّع التدابير الاقتصادية للسوق الحرة، ومشاركة واسعة مع البلدان الغربية، وشجّع التسامح الديني والوطني، وعدم انتشار الأسلحة النووية وكان له موقف قاسٍ من الإرهاب والتطرف الديني.

لكنه في المقابل ينتقد من جانب البعض لبطء العمل على تفشي الفساد وعدم كفاية حرية التعبير. وبينما في السابق كانت لنزاربييف آراؤه الإلحادية أثناء الحقبة السوفياتية، فقد بذل جهدًا في ما بعد لتسليط الضوء على التراث الإسلامي بسفره على طريق الحج ودعم تجديد المساجد. وفي الوقت عينه، محاولته مكافحة الإرهاب الأصولي الإسلامي في كازاخستان. أنشأ نور سلطان نزارباييف أستانا بعد استقلال كازاخستان لتصبح عاصمة البلاد منذ عام 1998، بدلًا من مدينة آلما أتا الحدودية.

&