نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية، مقالاً تحدثت من خلاله عن تفاصيل كأس دبي العالمي لسباق الخيول. كما أشار المقال الى ما حققه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، بحيث جعلها من أهم الدول التي يقصدها مشاهير العالم من مختلف المجالات.

دبي:&تكررت كلمة "القوة الناعمة" في مقال نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية عن الفوائد التي حققتها الإمارات من تنظيم كأس دبي العالمي أكثر من 3 مرات، الأمر الذي يعني أن البطولات الرياضية لها جانب ترويجي، يظل الأكثر أهمية مقارنة بأي مكاسب أخرى، وعلى الرغم من النجاح التنظيمي المبهر لكأس دبي العالمي للخيول في نسخته الـ 20، وكذلك تتويج الجواد برنس بيشوب، المملوك للشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بالشوط الرئيسي والأغلى في كأس العالم، إلا أن المكسب الترويجي، واعتراف الصحف العالمية، بأن الإمارات تؤكد قوتها الناعمة ومكانتها الكبيرة باحتضان هذه الأحداث الرياضية يظل من أهم المكاسب.
&
تسويق دبي&
صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية، وعبر مقال بقلم دان بويلان، أشارت في عنوانها إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس الوزراء، حاكم دبي، نجح بامتياز في التسويق لصورة الإمارات الناصعة عبر منصة كأس دبي العالمي، وهذا هو سر القوة الناعمة للإمارات، في محيط عربي وشرق أوسطي لا يعرف الإستقرار منذ فترات طويلة وحتى الآن.

الأهم عالمياً&
وتابع المقال "في نسخته رقم 20 أثبت كأس دبي العالمي بأنه لا يقف فقط على قدم المساواة مع بريق السجادة الحمراء لديربي كنتاكي، أو مهرجان رويال أسكوت، فقد أصبح كأس دبي العالمي حدثاً رياضياً إجتماعياً له أهميته الكبرى، فقد جذب أكثر من 60 ألفاً لحضور منافساته المثيرة، كما أنه يقام على أحد أهم الميادين في العالم، وبالإضافة إلى ذلك فهو الأغلى من حيث قيمة الجوائز المالية، والتي تصل إلى 30 مليون دولار".
وأضاف: "بالنسبة للإمارات التي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث إحتياطيات النفط، وهي موجودة في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم، فإن تنظيم كأس دبي العالمي، وجذب أنظار العالم بهذه الصورة يجعل منه حدثاً يتجاوز في أهميته الجانب الرياضي، إنه ليس مجرد سباق خيول".

شعبية بن راشد
كما تناول المقال الشعبية التي يتمتع بها صاحب السمو&الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مضيفاً "منذ توليه مقاليد الحكم في دبي، وهو يحقق نجاحات متلاحقة، فقد تمكن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من العبور بدبي آثار الأزمة الإقتصادية العالمية، وكذلك تأثيرات إنخفاض أسعار النفط، ومن الواضح أن شعبيته اللافتة هي من أهم أسباب هذه النجاحات، وقد اتضحت هذه الشعبية التي يتمتع بها في كأس دبي العالمي".
وحول أهمية كأس دبي العالمي، وغيره من الفعاليات الرياضية العالمية التي تقام في دبي، جاء في المقال أن هذه المهرجانات والبطولات تؤكد نظرية وواقع القوة الناعمة، وكذلك الإستقرار والإنفتاح على العالم، وسرعة التطور في شتى مجالات الحياة في دبي والإمارات.
&
شخصيات عالمية
ونقلت الصحيفة عن كارتر كارنيجي، وهو أحد الوجوه الحاضرة بقوة في سباقات الخيول العالمية، والذي يتولى الترويج لسباقات الخيول البريطانية، قوله إن حاكم دبي نجح في جعل دبي قبلة للشخصيات العالمية المرموقة، حيث يلتقي معهم على هامش كأس دبي العالمي، ويتيح لهم الفرص للتعارف، وفي نهاية المطاف أصبح السباق واحداً من منصات الترويج لدبي وللإمارات كقوة ناعمة، خاصة أن التمازج الثقافي أصبح واقعاً مؤكداً في دبي، بفضل التنوع في شخصيات الحضور، بداية من قادة السياسة، مروراً بنجوم السينما العالمية، وصولاً إلى مشاهير الرياضة وغيرها من المجالات، وهو مشهد سنوي معتاد تنجح دبي في جعله واقعاً على أرضها في كأس دبي العالمي للخيول.
وخلال حضور دبلوماسي أميركي سباقات كأس دبي العالمي، قال إن الجميع يحضرون للإستمتاع بهذه السباقات المثيرة، وتدور بينهم أحاديث ودية بعيداً عن أي مناصب رسمية، والدليل الأكبر على ذلك، هو أن هذا الدبلوماسي كان حاضراً بصفته الشخصية لا الرسمية.
&
تاريخ من التطور
سيكون بمقدور الآلاف في الولايات والمتحدة وخارجها التعرف عن قرب على دبي والإمارات من خلال هذه المقالات التي تنشرها الصحف العالمية، فالأمر لا يرتبط فقط ببطولة أو سباق رياضي في عالم الخيول، بل هو أبعد من ذلك، فقد تناول مقال "واشنطن تايمز"، قصة تطور دبي بداية من حقبة الستينات، ورسم ملامح هذا التطور في خط يتوازى مع عشق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لعالم الخيول، بداية من دراسته في بريطانيا، وهو في مراحل الشباب الأولى، وصولاً إلى الآن، حيث تزهو دبي بكأسها العالمي الذي أصبح أكثر شهرة وتأثيراً في عالم سباقات الخيول.
وتابع المقال: "صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اكتشف وتعلق بعالم سباقات الخيول في أوروبا، والأمر لم يكن غريباً عليه، فهو يرتبط بموروثه الثقافي والأشياء التي تربى عليها في طفولته وصباه وشبابه، لقد تعلم قراءة رمال الصحراء، وكذلك الإهتمام بالخيول وغيرها من الأشياء التي ترتبط بالبيئة الإماراتية، وفي غضون سنوات قليلة أصبح من أشهر وأنجح ملاك الخيول".
وأشار المقال الذي نشرته الصحيفة الأميركية، إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أقام أول سباق للخيول في الإمارات على ميدان رملي كان يستخدم في سباقات الهجن، عام 1981 بعد عودته من أوروبا، وبمرور الوقت أصبحت دبي واحدة من أهم الوجهات العالمية في سباقات الخيول لتشهد تطوراً في هذا المجال على كافة المستويات، حيت يأتي إليها خيول من كافة أرجاء العالم للمشاركة في سباقها الشهير الذي بدأ منذ عام 1996".
&
ميناء ثم عاصمة
ونوّهت الصحيفة الأميركية إلى أن دبي "الميناء الصغير" في العصور السابقة، تحولت بفضل السياسات الناجحة لصناع القرار إلى عاصمة إقتصادية للمنطقة وللعالم العربي بأسره، وفي كأس دبي العالمي كان هناك تمازج ثقافي كبير، حيث لا مجال للتصادم في دبي والإمارات تحديداً، ويكفي أن الثياب البيضاء التي تميز أهل الإمارات شكل لوحة متناغمة مع قبعات الحضور من الأجانب.
&
الشخصية الأعظم
الأميركي ستيفين كوبرن، مالك الجواد الشهير كاليفورنيا كروم، بطل ديربي كنتاكي 2014، والذي كان مرشحاً بقوة للفوز بالسباق، إلا أن برنس بيشوب إقتنص اللقب، فقد ظهر عبر صفحات الصحيفة الأميركية ليعبر عن رأيه في شخصية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بناء على معرفته بسموه، فقال: "صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أعظم الشخصيات التي قابلتها في حياتي".
وكشف تقرير الصحيفة الأميركية عن أن كأس دبي العالمي ليس مجرد حدث رياضي فقط، بل هناك فعاليات مصاحبة لها أهداف ثقافية وترويجية مهمة، فضلاً عن أنه يجذب على مستوى الحضور الجماهيري جنسيات العالم كافة، سواء من الغرب أو الشرق، لتتأكد مكانته الخاصة رياضياً وثقافياً وإجتماعياً.
&