كشفت دراسة علمية أن ازدياد حموضة المحيطات الناجم من ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في المياه بسبب ثوران البراكين قبل 252 مليون سنة، أدى إلى اختفاء 90 بالمئة من الحياة البحرية، وأكثر من 60 بالمئة من الأنواع الحية على اليابسة، في أكبر ظاهرة انقراض في تاريخ الأرض.


مروان شلالا من بيروت: امتصت المحيطات ثاني أكسيد الكربون، الذي زفرته البراكين، فتغيرت تركيبة المياه الكيميائية، وازدادت حموضتها، فكانت الكارثة التي يتحدث عنها باحثون أميركيون في دراسة منشورة في مجلة "ساينس" الأميركية.

نتائج مقلقة
في الدراسة، قال ماثيو كلاركسون، الباحث في جامعة ادنبره البريطانية والمشرف على الدراسة: "اشتبه العلماء منذ زمن في أن ما شهدته الأرض من انقراض كبير لأنواع حية كثيرة تزامن مع ارتفاع في حموضة المحيطات، من دون أن يتوافر أي دليل على هذه الفرضية، لكنها نتائج مقلقة فعليًا، إذ نعيش في زمن ترتفع فيه حموضة المحيطات بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الناجمة من النشاط البشري، والمسؤولة عن ارتفاع حرارة الأرض".

أوضح الباحثون أن كميات غاز ثاني أكسيد الكربون التي امتصتها المحيطات قبل 252 مليون سنة كانت على الأرجح أكبر بكثير مما يمكن أن ينبعث اليوم بسبب استخدام الطاقة الأحفورية. لكن تصاعد وتيرة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قديمًا يشبه وتيرة الانبعاثات الحاصلة اليوم.

الموت الكبير
ويطلق العلماء على الانقراض الكبير الذي ضرب الأرض اسم انقراض العصر البرمي الترياسي، أو الموت الكبير، وامتد ذلك العصر ستين ألف عام. فرغم أن تحمض المحيطات لم يدم أكثر من عشرة آلاف سنة، إلا أنه ساهم في ظاهرة الانقراض الكبير، ماسحًا أنظمة بيئية أنهكها ارتفاع الحرارة وانخفاض نسبة الأوكسجين في الهواء.

وبحسب الدراسة، قد تمتص المحيطات كميات معينة من ثاني أكسيد الكربون من دون ضرر، لكن متى ارتفعت هذه الكميات بشكل كبير، تتحمض المحيطات. وقد توصل العلماء إلى هذه النتائج بعد تحليل صخور من مياه الإمارات العربية المتحدة تعود إلى زمن الانقراض الكبير، تحتفظ حتى اليوم بشواهد طبيعية على تغيرات شهدتها المحطيات آنذاك.