اعربت منظمة اليونيسكو الجمعة عن قلقها البالغ ازاء تقدم تنظيم الدولة الاسلامية الذي بات على مشارف مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا، فيما ارسل الجيش تعزيزات اضافية ويواصل طيرانه الحربي قصف محيط المدينة.


بيروت: قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" ايرينا بوكوفا "نحن قلقون للغاية ونتابع الوضع نظرا للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الاثري".

وأكدت في مؤتمر صحافي في بيروت ان "محو ذاكرتنا الجماعية ليس مقبولا وحماية تراثنا وثقافتنا هو ردنا على المتطرفين".

واضافت "مسؤوليتنا ان ننبه مجلس الامن الدولي ليتخذ قرارات قوية".

ويخوض مقاتلو الدولة الاسلامية اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص في وسط سوريا، بعد تمكنهم الاربعاء من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد ثمانين كيلومترا من المدينة وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الجمعة "بات مقاتلو التنظيم على بعد كيلومتر واحد من المواقع الاثرية في تدمر".

وتعرف آثار تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة.

وتواصلت المعارك اليوم في شمال وشرق وجنوب مدينة تدمر، وفق المرصد.

وقال عبد الرحمن ان "النظام ارسل تعزيزات عسكرية الى تدمر فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة".

واكد محافظ حمص طلال البرازي الجمعة لوكالة فرانس برس ان الوضع في مدينة تدمر "تحت السيطرة"، مضيفا ان "تعزيزات (برية) في طريقها الى المدينة وسلاح الجو والمدفعية يتعاملان مع اي عملية".

واوضح مصدر امني من جهته لوكالة فرانس برس ان "الجيش عادة ما يقوم بارسال تعزيزات في حالات مماثلة واعادة تجميع لقواته" لمواجهة اي تطورات.

وقال ان "عمل الطيران الحربي يتركز على تدمير هذه المجموعات التي تحاول التقدم من العمق باتجاه المدينة وتستهدفها على المحاور التي تستخدمها".

وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة منذ ليل الثلاثاء الاربعاء الى 138، هم 73 من قوات النظام والمسلحين الموالين و65 من مقاتلي التنظيم.

واعلن المرصد الخميس ان التنظيم "اعدم 26 مدنيا" قرب تدمر، وقطع رؤوس عشرة منهم بعد اتهامهم بـ+العمالة والتعاون مع النظام النصيري+".

ويقطن& في مدينة تدمر اليوم وفق محافظ حمص، اكثر من 35 الف نسمة، بينهم نحو تسعة الاف نزحوا الى المدينة منذ بدء النزاع السوري قبل اربعة اعوام. كما نزح مئات الى المدينة من بلدة السخنة المجاورة بعد سيطرة التنظيم عليها الاربعاء.

وبحسب المرصد السوري، يقطن اكثر من مئة الف سوري بينهم نازحون في مدينة تدمر والبلدات المجاورة.

وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منظمة اليونيسكو "بالتحرك العاجل لحماية المدينة، ووضعها على رأس أولوياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لدق ناقوس الخطر وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته".

واتهم الناطق الرسمي باسم الائتلاف سالم المسلط في بيان الجمعة "النظام بانه يفضل تحصين مراكزه الأمنية والعسكرية في المدن التي لا يزال يسيطر عليها" فيما هو "مرتاح إلى الكارثة الحضارية التي يمكن أن يرتكبها تنظيم الدولة في المدينة، متأملاً أن توفر تلك الكارثة غطاءً للخسائر التي يتكبدها على مختلف الجبهات".

وخسر النظام خلال الشهرين الاخيرين امام مقاتلي المعارضة وجبهة النصرة مدينة بصرى الشام ومعبر نصيب الحدودي مع الاردن في محافظة درعا الجنوبية. كما خسر مدينة ادلب، مركز محافظة ادلب (شمال غرب)، ومن بعدها مدينة جسر الشغور الاستراتيجية ومعسكر القرميد المجاور.

في حلب (شمال)، قال المرصد ان 14 مدنيا بينهم اربعة اطفال قتلوا في "مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية، إثر استهدافها صهريجا يحوي مادة المازوت"، في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.

واضاف ان ثلاثين اخرين اصيبوا بجروح، حالات بعضهم خطرة.

وتقصف قوات النظام باستمرار المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة في حلب وريفها جوا، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي حصدت مئات القتلى، فيما يستهدف مقاتلو المعارضة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام بالقذائف.

في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر جنوب العاصمة، تمكن 155 طالبا من الخروج سيرا، متوجهين الى دمشق لاجراء امتحانات الشهادة الرسمية المتوسطة المقررة الاحد المقبل، وفق ما اكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) كريس غينيس لوكالة فرانس برس.

ونشرت منظمة اونروا الجمعة صورة لطفلة تبلغ شهرين وتزن كيلوغراما واحدا، نتيجة سوء التغذية بفعل الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام على المخيم منذ عامين.

وقالت المنظمة ان صورة الطفلة التي تدعى اميرة "يجب ان تُخجل العالم".

ويعاني المخيم ازمة انسانية حادة في ظل نقص فادح في المواد الغذائية والادوية، ما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص، وفق المرصد.

ومن بيروت، اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير الجمعة، ان "عدد اللاجئين السوريين الموجودين في المانيا الان فاق مئة الف لاجئ، لتكون المانيا اكبر دولة استقبلت لاجئين سوريين مقارنة بدول الاتحاد الاوروبي".

وقال "لن نترك لبنان في المأزق لوحده (...) وتتكفل ألمانيا بدفع تكاليف تعليم ستين في المئة من الاطفال السوريين في المدارس اللبنانية".

من جهة اخرى، اقترح مثقفان اميركيان في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز على الولايات المتحدة استقبال خمسين الف لاجىء سوري واسكانهم في مدينة ديترويت في ميشيغن بهدف اعادة اعمار هذه المدينة التي فقدت من اهميتها.

وادى النزاع السوري المستمر منذ اربعة اعوام الى مقتل اكثر من 220 الف شخص ونزوح نحو نصف السكان. كما لجأ نحو اربعة ملايين سوري الى دول الجوار.