استولى المقاتلون الأكراد، على المعبر الحدودي بين مدينة اقجه قلعة التركية وتل ابيض السورية من تنظيم داعش، بعد أن قطعوا الامدادات على عناصر التنظيم.

بيروت: استولى المقاتلون الاكراد الاثنين على المعبر الحدودي بين مدينة اقجه قلعة التركية وتل ابيض السورية من مسلحي تنظيم داعش، كما تمكنوا من قطع طريق امداد للتنظيم يربط تل ابيض بمدينة الرقة السورية.

وتمركز العديد من المقاتلين التابعين لوحدات حماية الشعب الكردي في القسم السوري من المعبر.

وفي وقت سابق اعلن القائد في وحدات حماية الشعب الكردي حسين خوجر "قطعنا طريق امداد تنظيم الدولة الاسلامية الى الرقة"، في اشارة الى طريق تمتد من تل ابيض باتجاه الجنوب الى الرقة، معقل التنظيم المتطرف.

واوضح ان المدينة "باتت محاصرة تماما"، مضيفا ان "وضع مقاتلي داعش بات صعبا وهم لا يستطيعون ان يهربوا".

واكد ان المقاتلين الاكراد تدعمهم جماعات المعارضة تقدموا باتجاه تل ابيض من الشرق والغرب.

واوضح شرفان درويش، الناطق الرسمي باسم قوات "بركان الفرات" المعارضة التي تقاتل الى جانب عناصر الوحدات الكردية، ان "اشتباكات عنيفة متواصلة بين الطرفين، وهناك 19 جثة على الاقل لتنظيم داعش على اطراف تل ابيض".

وقال ان اكثرية المدنيين الذين كانوا يقيمون جنوب تل ابيض نزحوا من منازلهم تحت وطأة الاشتباكات بين الطرفين.

ويعد هذا التقدم ضربة لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتل للحفاظ على تل ابيض والابقاء على طريق الامداد الرئيس بين الرقة والحدود التركية.

وبدأ المقاتلون الاكراد والمسلحون السوريون تقدمهم باتجاه تل ابيض في 11 حزيران/يونيو بدعم من الحملة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأسفرت الاشتباكات وقصف طائرات التحالف الاثنين عن مصرع 11 عنصرا على الاقل من التنظيم، جثث معظمهم لدى الوحدات الكردية، فيما قضى ثلاثة مقاتلين اكراد، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويشن التحالف الدولي ضربات جوية منذ عشرة اشهر استهدفت مواقع الدولة الاسلامية في شمال سوريا، ما سمح للاكراد باستعادة مدينة عين العرب (كوباني) في كانون الثاني/يناير وعدد كبير من القرى والبلدات المحيطة.

استقبال السوريين

وبدأت تركيا الاحد باستقبال السوريين الهاربين من المعارك في محيط تل ابيض، بعد ان كانت اغلقت الحدود امامهم لايام.

وقال مصدر رسمي تركي ان نحو 16 الف لاجئ سوري دخلوا الى تركيا بعد فتح احد المعابر الحدودية.

وتسبب تدفق السوريين بحالة من الفوضى في بعض المرات حيث تسلل عدد منهم عبر ثغرات في السياج الشائك بسبب اغلاق المعبر وتأخير دخولهم.

وأعادت السلطات التركية ظهر الاثنين فتح المعبر.

واصطف نحو الف سوري منذ صباح الاثنين، قرب معبر اقجه قلعة الحدودي، بانتظار ان تسمح لهم قوات الامن التركية بالدخول.

وكانت تركيا منعت على مدى ايام دخول سوريين الى اراضيها قائلة انها لن تسمح بذلك الا في حال حصول مأساة انسانية.

وصرح نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش لقناة سي ان ان ترك الاثنين "اذا وافقت تركيا على موجة جديدة من اللاجئين القادمين من تل ابيض، فهذا يعني انها يجب ان تكون مستعدة لتدفق ما لا يقل عن مئة الف شخص".

وتقع تل ابيض على بعد نحو 85 كلم شمال مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة تنظيم الدولة الاسلامية، ويقول محللون انها نقطة عبور رئيسة للاسلحة والمقاتلين الجهاديين وكذلك لعبور النفط الذي يباع في السوق السوداء.

وقال تشارلي وينتر الباحث في شؤون الجهاد في مؤسسة كويليام في لندن ان تل ابيض "معقل لتنظيم الدولة الاسلامية منذ فترة، ووصفت بانها البوابة الى الرقة، ولها اهمية استراتيجية بالتأكيد لانها بلدة حدودية تمر عبرها المعدات والمقاتلون المجندون وغير ذلك".

كما تبعد تل ابيض مسافة 70 كلم فقط شرق بلدة كوباني التي تسكنها غالبية من الاكراد وشهدت قتالا استمر اشهرا قبل ان تتمكن القوات الكردية من طرد عناصر تنظيم&داعش منها.

وقال موتلو تشيفيراوغلو المحلل في الشؤون الكردية ان تل ابيض هي "شريان الحياة الرئيس لتنظيم الدولة الاسلامية" حيث يربط مدينة الرقة بالعالم الخارجي.

واضاف "تل ابيض هي المركز المالي واللوجستي لتنظيم الدولة الاسلامية. واذا خسر التنظيم هذا المركز سيكون من الصعب جدا عليه تهريب مسلحين وبيع النفط والمتاجرة بسلع اخرى يتاجر فيها حاليا".

سيطرة كردية

وخلال الاشهر الثلاثة الماضية تمكنت القوات الكردية من استعادة السيطرة على بعض المناطق التي كانت خاضعة للتنظيم المتطرف في محافظة الرقة.

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، تمكن الاكراد في الاشهر الاخيرة من السيطرة على أكثر من خمسين قرية وبلدة في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الرقة.

وتوقع وينتر ان يقاتل تنظيم داعش بشراسة للحفاظ على البلدة الاستراتيجية كما انه سيزرع فيها الكثير من الالغام.

واكد "لا اعتقد انهم سيستسلمون دون قتال".

واثار التقدم الكردي انتقادات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وترتبط القوات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وقال نهاد اوزكان المحلل في معهد "تيباف"، ومقره انقرة، ان انتقادات إردوغان سببها مخاوف من تصاعد "المشاعر الانفصالية" بين الاكراد في جنوب شرق البلاد.

واضاف "اذا سيطر الاكراد على تل ابيض بعد تحريرهم كوباني، فانهم سيظهرون كقوة قتالية في وجه تركيا".

كما اتهمت بعض الجماعات المسلحة السورية الاكراد ب"التطهير العرقي" وقالت ان وحدات حماية الشعب الكردي تطرد العرب السنة والتركمان من المنطقة.

وترفض القوات الكردية هذه المزاعم مؤكدة انها طلبت من المدنيين اخلاء مناطق القتال تجنبا لسقوط ضحايا بينهم.