ما زال الكثير من جثث المدنيين المقتولين في كوباني في الشوارع والبيوت، ووصل عددهم إلى 146 قتيلًا برصاص داعش وقذائفه، بعدما استطاع ثانية الدخول إلى المدينة الكردية المحاذية لتركيا.

بيروت: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة إن هجوم تنظيم (داعش) على مدينة كوباني (عين العرب) السورية وقرية قريبة منها، أسفر عن مقتل 146 مدنيًا على الأقل. ونقلت التقارير عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن التنظيم دخل كوباني الواقعة على الحدود مع تركيا الخميس، ثم اندلعت اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردية في المدينة، "والهجوم يمثل ثاني أكبر مذبحة يرتكبها تنظيم الدولة بحق المدنيين منذ مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات في شرق سوريا العام الماضي".

القتلى في الشوارع
وقال المرصد إنه استنادًا إلى مصادر طبية وسكان من كوباني، فإن 120 مدنيًا اعدمهم تنظيم داعش في منازلهم أو قتلوا بقذائفه أو برصاص قناصته، وما زالت جثث بعض القتلى في البيوت والشوارع، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها.
وتدور اشتباكات متقطعة اليوم بين مقاتلي داعش ومقاتلين أكراد وسط كوباني، في ظل حصار مطبق ينفذه داعش على مناطق مدنية مأهولة بالسكان. وتتركز هذه الاشتباكات في مناطق الثانوية والمركز الثقافي وشارع ثمانية وأربعين وحي المقتلة.
تجمعت عشرات الأسر الكردية الفارة من الاشتباكات منذ ليل الخميس في محيط معبري مرشد بينار ويامورتا لك، الفاصلين بين سوريا وتركيا، أملًا في أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول إلى أراضيها. وقالت مصادر رسمية تركية إن السلطات لم تتخذ قرارًا بعد بالسماح للاجئين بالدخول إلى أراضيها، موضحة أنها سمحت فقط بدخول الجرحى لتلقي العلاج في مشافيها.

أميركا لا تصدق
وبعد تناقل أخبار مفادها أن داعش دخل كوباني من الحدود التركية، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الخميس إنّ بلاده لا تملك أيّ سبب لتصدّق الادّعاءات التي تقول إنّ تنظيم داعش دخل إلى كوباني عبر الأراضي التركية، بحسب ما أفادت به وكالة الأناضول التركية.
وأكّد كيربي أنَّ تركيا حليفة أميركا في حلف شمال الأطلسي، وتلعب دورًا هامًا في محاربة داعش، موضحًا أنّ أنقرة تدعم قوّات التحالف الدولي "وعلينا أن نشكرها على الدوام لدورها"، وفق قوله.
وكانت الخارجية التّركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو كذّبوا بشكل قطعي تلك الادعاءات. وقالت مصادر أمنية تركية إنّ الهجوم نفذه مقاتلون تسللوا إلى كوباني من مدينة جرابلس غربًا، وشاركت فيه خلايا نائمة تابعة للتنظيم كانت موجودة داخل المدينة.
&