نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالة لمسؤول في حركة أحرار الشام الاسلامية السورية، لتعطي بذلك منبرًا لمنظمة متحالفة في القتال ضد النظام السوري مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
بهية مارديني: فاجأت صحيفة واشنطن بوست المعارضين السوريين بنشر مقالة لمسؤول في حركة "أحرار الشام" الاسلامية السورية، لتمنح بذلك منبرًا لحركة تتهمها بأنها متحالفة مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في القتال ضد النظام السوري.
وكتب المقال على موقع الصحيفة الأميركية مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، لبيب النحاس، انتقد فيه بشدة استراتيجية الادارة الاميركية في سوريا ووصفها بأنها استراتيجية "فاشلة تمامًا".
ولطالما كانت العلاقات بين واشنطن و"أحرار الشام" سيئة اذ أن الحركة مدرجة ضمن قوائم الارهاب الاميركية، حتى أن روبرت فورد السفير الاميركي السابق كان يردد لبعض زائريه، حسب روايات متطابقة، أنه يرفض لقاء ممثلي الحركة، ولكن مصدر معارض كشف لـ"إيلاف" ان أحرار الشام هي من كانت ترفض لقاء أي مسؤول أميركي.
&
وفيما أكد لـ"إيلاف" عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس العبدة، "تواصل اللجنة المختصة بالمجلس الاعلى العسكري مع القوى والتشكيلات العسكرية" الفاعلة على الارض، ومن ضمنها أحرار الشام، وذلك بوجود ممثلين من كل الكتل في الائتلاف عبر اجتماعات متعددة بغية التنسيق وتوحيد المواقف، أوضح منذر اقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض لـ"إيلاف" أن "احرار الشام هي حركة إسلامية جهادية سلفية المنهج، ولديها قوة عسكرية كبيرة نسبيًا في الشمال السوري، و لديها علاقات متميزة مع تركيا".
قوة ضاربة
وقال: "من ايجابيات هذه الحركة انها قارعت النظام بشجاعة وانتصرت في عدة معارك كان آخرها تحرير أغلب محافظة إدلب ضمن إطار جيش الفتح، وكذلك اكتشفت الحركة الحقيقة الإجرامية لداعش وتقاتلها منذ بدايات عام 2014، وغالبًا ما تتفوق عليها و تهزمها، وبالتالي تعتبر هذه الحركة قوة ضاربة في النضال السوري ضد الاستبداد الاسدي والداعشي".
&
ولكنه اعتبر أن "مسيرة الحركة لم تكن بدون سلبيات، فقد اعترف بعض المقربين منها ان الاغارة على مقر الاركان و سرقة محتوياته كانت حركة خاطئة، إضافة إلى المساهمة بتشتيت قوى المعارضة السورية عندما فصلت الحركة سوية مع حلفائها في الجبهة الإسلامية نفسها عن بقية القوى الثورية من مجلس عسكري وائتلاف في اواخر صيف عام 2013 مما سبب آنذاك زوبعة إعلامية عالمية، سلبية بالطبع، و كان ذلك اثناء زيارة وفد الائتلاف إلى نيويورك ضمن اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. هذا يضاف إلى ان الحركة قد خدعت لداعش في البداية وذلك لمجرد ممارسة داعش خطابًا دينيًا مماثلاً".
أخطاء
ورأى آقبيق أن "آخر اخطاء الحركة انها منعت اللجان التعليمية والصحية التابعة للوزارة السورية الموقتة من ممارسة عملها في ادلب". أما حول منهج الحركة فكرياً فقال "لقد ذكرت الحركة في عدة مناسبات أن لها مشروعًا إسلاميًا سياسيًا، يعبر عن نفسه احيانا بمفهوم دولة حسب الشريعة، او دولة إسلامية و ما إلى ذلك".
وأوضح أن حركة أحرار الشام و مثيلاتها تنطلق "من افتراض خاطئ هو أن المسلمين السنة كلهم لديهم اتجاه فكري واحد، و ينسجم خيارهم من خيار الحركة وبالتالي عندما يتكلمون عن خيار الأغلبية هم يقصدون ان الاغلبية السنية تريد دولة حسب الشريعة الإسلامية، وهذا طبعا افتراض غير دقيق. خصوصًا ان تلك الدولة التي تدعو اليها التيارات الإسلامية المختلفة غير واضحة المعالم الهيكلية والتنظيمية والتشريعية و الإدارية، و لا يوجد اتفاق بينها على تلك المعالم".
وأكد المسؤول المعارض "أن هذه الحركات التي تملك القوة العسكرية على الارض مما يمكنها من حكم مناطق واسعة، سوف تفاجأ بمدى المعارضة السنية التي سوف تواجهها عندما تحاول فرض ايديولوجيتها".
تقرب من الرأي العام الأميركي
أما بالنسبة لمحاولة تقرب الحركة من الرأي العام الأميركي عبر نشر مقالات في وسائل اعلام أميركية، فاعتبر آقبيق أنه " تطور ملحوظ، حيث كانوا في السابق يرفضون لقاء الأميركيين"، وقال "في رأيي أن أي انفتاح على الآخرين هو امر إيجابي، وتحتاج حركة احرار الشام إلى الانفتاح ايضا على شركائها في الوطن والمعارضة السورية، وممارسة خطاب وطني جامع وليس أيديولوجيا ضيقة، بما يصب في صالح مشروع الثورة السورية الاساسي وهو بناء دولة المساواة و الحريات".
هذا واعتبر النحاس في مقال واشنطن بوست أن الولايات المتحدة في حرصها الشديد على عدم تقديم أي دعم للمجموعات الاسلامية المتشددة في سوريا، وتشديدها على تقديم هذا الدعم للتنظيمات "المعتدلة" وحدها، انما تستثني بذلك الغالبية العظمى من التنظيمات السورية المعارضة.
&
وقال إن حركة احرار الشام "قد اتهمت زورًا" بقربها من تنظيم القاعدة، ووجهت اليها اتهامات "ظالمة" من قبل ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما. ودعا النحاس الولايات المتحدة الى وقف هذه التصنيفات المعتمدة والاعتراف بالمجموعات السورية المعارضة على غرار حركة احرار الشام.
وأضاف "أن سياسيي البيت الابيض ينفقون ملايين الدولارات التي يدفعها المكلف الاميركي في عمليات فاشلة وغير مثمرة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لدعم ما يطلق عليه "القوات المعتدلة" في سوريا".
وأكد أن على الادارة الاميركية "القبول بأن الايديولوجية المتطرفة لتنظيم الدولة الاسلامية لن تهزم الا ببديل سني محلي مع توصيف "معتدل" يحدده السوريون انفسهم، وليس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية".
التعليقات