ساعات وتنطلق القمة السعودية الأميركية المرتقبة، حيث يتوجه اليوم الخميس العاهل السعودي الملك سلمان إلى الولايات المتحدة في زيارة تاريخية يستقبله خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما ويبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
عبدالرحمن بدوي: أعلن الديوان الملكي في الساعات الأولى من اليوم الخميس أنه "انطلاقاً من حرص العاهل السعودي الملك سلمان على التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة وقضايا الأمتين العربية والإسلامية ، وتأكيداً على روابط الصداقة بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، وبناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس باراك أوباما، سيقوم الملك سلمان بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة اليوم الخميس& يلتقي خلالها الرئيس الاميركي وعددا من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك" .
&
بشائر النفط
يعود تاريخ العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة إلى عام 1931م، عندما بدأت تظهر بشائر إنتاج النفط في البلاد بشكل تجاري، ومنح حينها الملك عبدالعزيز حق التنقيب عن النفط لشركة أميركية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر.
&
وعزّز الملك عبدالعزيز بعد مرور 12عامًا من تاريخ الاتفاقية المذكورة آنفا العلاقات الثنائية مع أميركا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأميركي (يو إس إس كونسي) وذلك في 14 شباط/فبراير 1945م، بصحبة أخيه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، وابنيه الأميرين محمد ومنصور.
&
نقطة التحول
ووُصف هذا اللقاء التاريخي بنقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأميركا إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم، بما فيها أميركا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
&
ووضع الملك عبدالعزيز سياسة حكيمة للمملكة تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحترم حسن الجوار، وتعزيز علاقاتها بالأسرة الدولية من دون الإخلال بثوابتها الدينية، والعمل على رفع مكانتها الإقليمية والدولية في مختلف المجالات من دون أن تتدخل في شؤون الغير، ورفض أي سياسة تتدخل في شؤونها الخاصة، ما جعلها تفرض احترامها على دول العالم، وتصبح عضوا فاعلا في مختلف المحافل والمنظمات الدولية.
&
حظيت المملكة باهتمام عالمي عام واهتمام أميركي خاص، نتيجة مكانتها السياسية والإسلامية، والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وعدّت إحدى مرتكزات الأمن الاستراتيجي في المنطقة العربية، كما إن ثروتها النفطية زادت من دورها الدولي في إحداث توازن بالاقتصاد العالمي على مر السنين نتيجة تحول النفط إلى سلعة عالمية أثرت على اقتصاديات العديد من الدول المستهلكة له، فضلا عن أن إطلالتها على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي جعلها متميزة في موقعها الجغرافي في المنطقة حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
&
الملك سلمان يستكمل المسيرة
واليوم يستكمل الملك سلمان ما أسسه والده الملك عبدالعزيز من فكر استراتيجي حكيم يُسهم في تعميق علاقات المملكة مع دول العالم، ومنها الولايات المتحدة، ويحقّق التكامل في المصالح الداخلية والخارجية للبلدين من دون المساس بثوابت وقيم المملكة العربية السعودية التي تقوم على مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية.
&
بشائر النفط
يعود تاريخ العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة إلى عام 1931م، عندما بدأت تظهر بشائر إنتاج النفط في البلاد بشكل تجاري، ومنح حينها الملك عبدالعزيز حق التنقيب عن النفط لشركة أميركية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر.
&
وعزّز الملك عبدالعزيز بعد مرور 12عامًا من تاريخ الاتفاقية المذكورة آنفا العلاقات الثنائية مع أميركا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأميركي (يو إس إس كونسي) وذلك في 14 شباط/فبراير 1945م، بصحبة أخيه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، وابنيه الأميرين محمد ومنصور.
&
نقطة التحول
ووُصف هذا اللقاء التاريخي بنقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأميركا إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم، بما فيها أميركا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
&
ووضع الملك عبدالعزيز سياسة حكيمة للمملكة تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحترم حسن الجوار، وتعزيز علاقاتها بالأسرة الدولية من دون الإخلال بثوابتها الدينية، والعمل على رفع مكانتها الإقليمية والدولية في مختلف المجالات من دون أن تتدخل في شؤون الغير، ورفض أي سياسة تتدخل في شؤونها الخاصة، ما جعلها تفرض احترامها على دول العالم، وتصبح عضوا فاعلا في مختلف المحافل والمنظمات الدولية.
&
حظيت المملكة باهتمام عالمي عام واهتمام أميركي خاص، نتيجة مكانتها السياسية والإسلامية، والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وعدّت إحدى مرتكزات الأمن الاستراتيجي في المنطقة العربية، كما إن ثروتها النفطية زادت من دورها الدولي في إحداث توازن بالاقتصاد العالمي على مر السنين نتيجة تحول النفط إلى سلعة عالمية أثرت على اقتصاديات العديد من الدول المستهلكة له، فضلا عن أن إطلالتها على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي جعلها متميزة في موقعها الجغرافي في المنطقة حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
&
الملك سلمان يستكمل المسيرة
واليوم يستكمل الملك سلمان ما أسسه والده الملك عبدالعزيز من فكر استراتيجي حكيم يُسهم في تعميق علاقات المملكة مع دول العالم، ومنها الولايات المتحدة، ويحقّق التكامل في المصالح الداخلية والخارجية للبلدين من دون المساس بثوابت وقيم المملكة العربية السعودية التي تقوم على مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية.
وتأتي زيارة الملك سلمان للولايات المتحدة بدعوة من الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة لتعزيز ما أثمرت عنه ثمانية عقود من الزمن من تطابق في وجهات النظر السعودية الأميركية تجاه دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحقيق المصالح المشتركة بينهما، علاوة على معالجة العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
&
قمة كامب ديفيد
وكان الملك سلمان قد عبّر قبل هذه الزيارة عن اهتمامه البالغ بدفع التعاون الاستراتيجي السعودي الأميركي حول العديد من القضايا إلى الأمام، حينما وافق على مشاركة المملكة في قمة كامب ديفيد في ولاية ميرلاند التي دعا إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما في 13 أيار/مايو المنصرم، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على الرغم من انعقادها بعد أحداث عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي جاءت لإنقاذ الشرعية في اليمن، والبدء في عملية "إعادة الأمل".
&
وفيما انطلقت أعمال قمّة كامب ديفيد في الولايات المتحدة، دشن الملك سلمان في الرياض "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" الذي يعبّر بجلاء عن حرصه على إعادة الأمن والسلام إلى اليمن، وإعانة شعبه المظلوم بالمساعدات الإغاثية والإنسانية التي تكفل له الحياة الكريمة،&بعدما دمرت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح البنية التحتية لليمن وأهلكا شعبه.
&
وأناب الملك سلمان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لرئاسة وفد المملكة في أعمال قمة كامب ديفيد، بمشاركة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وخرجت هذه القمة بتفاهمات عديدة تتعلق باتفاقات تدريب عسكري مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي وأميركا، والعمل على تطوير منظومة الدفاع الصاروخي والقدرات الصاروخية البالستية لدول الخليج العربية، ونظم الإنذار المبكر، وحماية الملاحة ومكافحة الهجمات السيبرانية، والتصدي لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة، وغيرهما من المنظمات الإرهابية.&
&
محطات مهمة
وبرز في تاريخ العلاقات السعودية الأميركية العديد من المحطات المهمة التي عدت مرتكزًا أساسيًا في دعم مسيرة العلاقات بين البلدين، ومنها الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان في 11 نيسان/إبريل 2012م للولايات المتحدة - حينما كان وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع - بدعوةٍ من وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا، والتقى خلالها - رعاه الله - الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبحث معه تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجال العسكري والاستراتيجي المشترك.
وفي 27 كانون الثاني/يناير من عام 2015م قام الرئيس الأميركي باراك أوباما برفقة وفد رفيع المستوى بزيارة قصيرة إلى المملكة، ليقدم التعزية في وفاة الملك عبدالله، وأجرى خلال الزيارة محادثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأحداث في المنطقة، في حين كانت آخر زيارة للرئيس أوباما الذي إلى المملكة في شهر آذار/مارس عام 2014م.
&
أول زيارة ملكية
أما تاريخ لقاءات قيادات المملكة والولايات المتحدة فإنه يعود إلى عام 1943م، حينما لم يتمكن الملك عبدالعزيز من زيارة الولايات المتحدة تلبية للدعوة الرسمية من الرئيس الأميركي فرانكلين دي روزفلت، ، فأناب نجليه الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الخارجية، والأمير خالد بن عبدالعزيز آل سعود (الملكان في ما بعد ) لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
&
وزار الملك سعود بن عبدالعزيز الولايات المتحدة الأميركية بدعوة من الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور في 29 كانون الثاني/يناير عام 1957م، ليكون - رحمه الله - أول الملوك السعوديين الذين زاروا أميركا، وفي شهر حزيران/يونيو من عام 1945م، زار الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود الولايات المتحدة الأميركية في عهد والده الملك عبدالعزيز بوصفه ممثلا للملك عبدالعزيز، لحضور تأسيس منظمة الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو، والتوقيع على اتفاقية انضمام المملكة إلى المنظمة، لتصبح الدولة الخامسة والأربعين المنضمة إليها.
&
وفي عام 1985م زار الملك فهد بن عبدالعزيز&والتقى الرئيس الأميركي رونالد ريغان في واشنطن، في حين زار الرئيس الأميركي جورج بوش (الأب) المملكة ثلاث مرات، الأولى عام 1990م، تلتها زيارة عام 1991م، ثم عام 1992م، وفي كل هذه الزيارات كان الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - على رأس مستقبليه.
&
أما في عام 1994م زار الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون المملكة، والتقى الملك فهد في حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين.
&
كما قابل الملك عبدالله عام 1998م - حينما كان وليا للعهد- الرئيس الأميركي بيل كلينتون، أثناء زيارته لأميركا في إطار جولة عالمية شملت سبع دول، وسبق ذلك لقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين، منها اجتماع الملك فهد&والملك عبدالله& بنائب الرئيس الأميركي آل غور عندما زار المملكة، واجتماع الأمير سلطان بن عبدالعزيزعندما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام بالرئيس كلينتون في البيت الأبيض.
&
وكرّر الملك عبدالله حينما كان ولياً للعهد - زيارته للولايات المتحدة مرات عدة، السابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر 1987م زاره الملك المفدى أميركا، وقابل في هذه الزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، وفي عام 1998م قام بزيارة أخرى إلى واشنطن، ثم أتبعها بزيارة أخرى عام 2000م، وعدت زيارتا الملك عبدالله لأميركا عام 1998م، وعام 2002م، وعام 2005م من المحطات المهمة في دفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى أفضل، وفي عام 2008 م قام الرئيس الأميركي جورج بوش بزيارتين للمملكة الأولى في شهر كانون الثاني/يناير والثانية في شهر أيار/مايو من العام عينه، التقى خلالهما بالملك عبدالله وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
&
حوار الأديان
وفي الثالث عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2008م استقبل الملك عبدالله في مقر إقامته بمدينة نيويورك الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي ثمن مبادرة الملك عبدالله بالدعوة إلى اجتماع حوار أتباع الأديان والحضارات والثقافات في مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، كما شارك في الخامس عشر من الشهر نفسه، في أعمال اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية في واشنطن، وكان في استقباله لدى وصولة مقر الاجتماع الرئيس الأميركي جورج بوش.
&
وزار الأمير سلطان بن عبدالعزيز& الولايات المتحدة الأميركية مرات عدة&من بينها في 29 - 9 - 1985م، بتكليف الملك فهد لإلقاء كلمة المملكة في الأمم المتحدة، ثم قام بزيارة رسمية لنيويورك في الشهر نفسه وقابل الرئيس الأميركي ريغان، وبعد هذه الرحلة بعشر سنوات أخرى قام الأمير سلطان بن عبدالعزيز برحلة إلى أميركا عام& 1985م، لحضور احتفالات الأمم المتحدة بعامها الخمسين، وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1999م، زار الأمير سلطان بن عبدالعزيز&أميركا مرة أخرى وقابل الرئيس الأميركي بيل كلينتون.
&
التعليقات