قال نائب الرئيس العراقي المقال أياد علاوي إنه يرفض العمل مع العبادي حول قضية المصالحة الوطنية، لأنه غير مقتنع أو راغب أو مؤمن بأية مصالحة وطنية. وأكد رفضه للمؤتمرات الطائفية شيعية أو سنية، وانتقد اجتماع الدوحة الأخير للمعارضة العراقية.. فيما دعا مؤتمر دولي حول الأقليات في العراق إلى تشريعات وقوانين تحمي التنوع الديني والمذهبي في العراق.


أسامة مهدي: اكد علاوي، وهو زعيم ائتلاف الوطنية، عدم وجود اي خطط لإطلاق مبادرة مصالحة في العراق يعمل عليها مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بالتنسيق مع رئيس الحكومة حيدر العبادي.. وشدد بالقول في تصريح صحافي تسلمته "إيلاف" الاربعاء على أنه "لا وجود لأي عمل من هذا القبيل.. وجانب التنسيق مع رئيس الحكومة مرفوض اساساً لأنه غير مقتنع أو راغب وغير مؤمن بأية مصالحة وطنية في العراق".

واضاف علاوي انه ضد النهج الطائفي السياسي، وقد كان اول المتصدين له، "حيث لم ينتج منه سوى الموت والخراب والفساد وبالنتيجة".. ولذلك فهو يرفض اي شكل من اشكال المؤتمرات الطائفية سنية كانت ام شيعية، الا انه رأى ان المعالجات والحلول هي عراقية وطنية اولًا واخيرًا، اي ان لا يكون فيها اي طابع طائفي سياسي او عرقي، حيث تكتسب اللقاءات المزيد من المصداقية والديمومة اذا ما تمت بتوافقات عراقية داخل الارض العراقية، حتى مع الحضور العربي او الدولي الداعم. واشار الى انه لا يجد مبررا للمؤتمرات، بقدر ما يدعو الى اتخاذ اجراءات حكومية، تمهد الطريق نحو مصالحة حقيقية، الا ان حكومة بغداد تبدو غير قادرة وغير راغبة في ذلك.

وانتقد علاوي اجتماعات قطر الاخيرة للمعارضة العراقية.. مؤكدا انه غير معني بها، وان كان "يقدر جهود دولة قطر والدول الشقيقة والصديقة الاخرى في تبني التصورات لمعالجة مشاكل وازمات العراق الناشئة عن سياسات التهميش والاقصاء والتوجهات الطائفية السياسية" بحسب قوله.

واليوم قرر مجلس النواب تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول العلاقات بين العراق وقطر. وقال رئيس لجنة المصالحة والمساءلة النيابية هشام السهيل ان اللجنة التي تضم اعضاء من لجنتي المصالحة والعلاقات الخارجية وعددًا اخر من النواب كلفت بتقصي الحقائق الخاصة بالعلاقات مع قطر، حيث ستلتقي القائم بالاعمال القطري في بغداد والقائم بالاعمال العراقي في الدوحة، من اجل الوصول الى الحقائق كاملة حول ملابسات مؤتمر المعارضة العراقية في الدوحة، وما نتج منه من توتر للعلاقات بعدما قالت الحكومة العراقية ان متهمين بالارهاب قد شاركوا فيه. واوضح السهيل ان المجلس لم يحدد سقفا زمنيا لمهمة اللجنة التي ستقدم تقريرها بعد انجازه لرئاسة المجلس مباشرة.&

وقد تصاعدت ازمة العلاقات العراقية القطرية خلال الايام القليلة الماضية بسبب استضافة الدوحة مؤتمرا للمعارضة العراقية باتخاذ بغداد لقرار باستدعاء القائم باعماله في قطر للتشاور في اجراء احتجاجي ضد التصرف القطري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية احمد جمال ان "وزارة الخارجية قررت استدعاء القائم بالاعمال العراقي في الدوحة لغرض التشاور" من دون توضيحات اخرى، لكنه من المؤكد ان الاجراء العراقي يأتي اثر احتضان الدوحة في الاسبوع الماضي مؤتمرا للمعارضة العراقية، قالت بغداد انه ضم متهمين بالإرهاب وداعمين لتنظيم "داعش".

وكانت الخارجية اكدت لدى انعقاد المؤتمر في الاسبوع الماضي مشاركة شخصيات مطلوبة للقضاء العراقي، متهمة السلطات القطرية بالتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية مستنكرة احتضانها المؤتمر المعارض.
&
دعوة دولية لتشريعات تحمي الاقليات العراقية
دعا مؤتمر دولي حول الاقليات في العراق عقد في بغداد الاربعاء الى تشريعات وقوانين تحمي التنوع الديني والمذهبي في هذا البلد. وقال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خلال المؤتمر الدولي لحقوق الاقليات الدينية وحمايتها في العراق الذي عقدته المفوضية العليا لحقوق الانسان وبرعاية المجلس لمناسبة مرور عام على الابادة الجماعة الايزيدية في سنجار، والتي نفذها تنظيم "داعش"، وتابعته "إيلاف"، ان العراق شهد فجيعة الفجائع العراقية المتمثلة في ما تعرض له اشقاؤنا في الوطن والتاريخ والمصير والبناة الاصلاء للعراق ابناء الاقليات من كوارث تهجير قسرية من ديارهم التاريخية وتقتيل جماعي متوحش، يندى له جبين الانسانية الحرة، وسبي لم يشهد تاريخنا في كل مراحله مثيلا له، وامتهان وعسف وهوان أراد الباغون الموتورون الظلاميون من وراء فعله تشويه وجه التسامح والسلام والمحبة للدين الاسلامي الحنيف وفرط عقد الوشائج التاريخية الاصيلة بين ابناء شعبنا ومنح فرص نادرة لاعداء الوطن والشعب للنيل من عزمنا على اعادة بناء العراق على اسس ديمقراطية دستورية تكفل لكل مواطن فيه حرية المعتقد والرأي والتعبير وتصون كرامته وتحمي ماله وعرضه وتكف عنه غوائل الشر والغدر والغيلة.

ودعا الحكومة الى اتخاذ الاجراءات المناسبة العاجلة لحماية المدن والقرى والقصبات التي يسكنها المسيحيون والايزيديون والاقليات الاخرى ودرء الشرور عنهم من اية جهة اتت وتحت اي عنوان كانت وتعويض ضحايا الكوارث تعويضا يتناسب مع مستوى التضحيات المادية والنفسية التي قدموها على مذبح الولاء للوطن ورفض الافكار الخارجة من كهوف الظلام والجاهلية الجديدة.

وطالب بالشروع الفوري في وضع لوائح قانونية تستمد روحها وجوهرها من الدستور وتمنع التمييز بين مواطن ومواطن على اساس الدين او المذهب او الطائفة او المعتقد وتحاسب بشدة كل جماعة او فرد يقترف فعلا تمييزيا ضد جماعة اخرى او فرد آخر وتوفر مظلة طمأنينة ومحبة ووئام بين جميع ابناء الوطن على قاعدة جمعية واحدة هي قاعدة المواطنة، اضافة الى لوائح قانونية تكفل لجميع الاقليات حق ممارسة طقوسها وعباداتها وشعائرها ومراسمها بكل حرية وامان، وتحفظ لها لغاتها وثقافاتها من الاندراس، وتنشط مدارسها ووسائل تعليمها كيما يستمر العراق وطنا للتنوع المبدع الخلاق.&

من جهته دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم الحكومة الى "بناء العراق بعيدا عن المحاصصات والسياسات التي ما انزل الله بها من سلطان". وقال ممثل معصوم السيد حسين الصدر ان الانسان هو المحور في كل الاديان والقوميات، ومن اجله خلقت السموات والارض وما فيهن، وقد عانى الانسان في العراق ابشع انواع الاضطهاد والاجرام بجميع مكوناته واديانه.

واضاف ان "ماتعرض له الانسان في العراق يعد انتكاسة كبرى للانسانية".. داعيا& الحكومة الى الاهتمام بالانسان، والى ان تضعه ضمن اولوياتها. واكد بالقول "نحن شركاء في الوطن والمسؤولية، وعلينا ان نعمل بصدق بعيدا عن المحاصصات والسياسيات الغريبة من اجل العراق وابنائه جميعا بكل قومياتهم واديانهم".

اما الاتحاد الأوروبي فقد اكد حرصه على حماية الأقليات في العراق، مشيرا الى حجم الجرائم التي قام بها تنظيم "داعش" ضد النساء والأطفال.. معربا عن استعداده لدعم العراق في هذه المحنة الصعبة.

وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق كونستان تينوس في كلمة لها خلال المؤتمر إن الاتحاد يدرك مقدار الجرائم التي قام بها "داعش"، خاصة ضد الأقليات والنساء والأطفال. وأكدت أن "الاتحاد الأوروبي يقوم بدعم ومساعدة العراق لتلافي اي خروق في مجال حقوق الإنسان ودعم الحرية وحرية المعتقد".. مشددة على أن "السلم المستدام والتنمية والازدهار لا يمكن ان تظهر بدون احترام حقوق الإنسان، وهذا الاحترام يرتبط بإقامة علاقات مع جمهورية حقوق الإنسان".

واشارت تينوس إلى أن "الاتحاد الأوروبي حريص على حماية حقوق الأقليات، خاصة الشباب والحوار، ما بينهم وترسيخ سيادة القانون".. معربة عن "استعداد الاتحاد للتعاون في دعم العراق في هذه المحنة الصعبة".

اما القائم بالاعمال البريطاني في العراق فقد اكدت في كلمة لها ان الجرائم التي تعرّض لها الايزيديون والمسيحيون والتركمان والشبك في العراق شكلت انتكاسة للتاريخ الانساني حيث سبي وقتل وشرد الكثير منهم.

واضافت ان قوة العراق تكمن في تنوعه، ولكنه فقد جزءا من هذا التاثير بفعل جرائم الارهاب، ولذلك فإنه يجب الحفاظ على تعايش مكونات العراق المختلفة واعادة الوشائج في ما بينهما لتبقى كما كانت مثالا للعالم. واكدت دعم بريطانيا للعراق انسانيا واجتماعيا والتعاون مع المدافعين عن حقوق الانسان وحماية الحرية الدينية والاعلامية وترسيخ التسامح ومواجهة العنف والتطرف.
&