إيلاف - متابعة: بدأت جموع ضيوف الرحمن منذ فجر يوم أول أيام عيد الأضحى المبارك أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات وشهدت حركة ضيوف الرحمن انسيابية في التنقل من مواقع إقامتهم في منى وفق خطة التفويج المعدة لذلك.

وأدى جموع المصلين صباح اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي الشريف، وفي مختلف أنحاء المملكة، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل.

أدى قرابة المليون مصل صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد النبوي وسطحه وساحاته والساحات الخارجية وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي للزائرين والمصلين وتأمين أرقى درجات الخدمة وأكملها لكي يؤدوا عباداتهم بخشوع واطمئنان.

وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي الذي دعا للمسلمين بالمغفرة والعتق من النار وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وبلاد المسلمين وأن يحفظ علينا قادتنا وأن يجعل بلادنا آمنة مستقرة وبلاد المسلمين وأن يتقبل من المسلمين حجهم وصالح أعمالهم. وأوضح مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عبدالواحد بن علي الحطاب أن الوكالة ومن خلال إداراتها الخدمية التي تضع خططها ومقترحاتها لتوفير جميع الخدمات لراحة المصلين والزوار على مدار الساعة وتنفيذ الخطط من خلال أكثر من (6000) موظف وموظفة وعامل وعاملة والقيام بجميع الترتيبات اللازمة من فرش جميع المسجد النبوي وسطحه والأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات الغربية والشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية بأكثر من (16 ألف) سجادة وفتح الممرات في الساحات وفي داخل المسجد النبوي والسطح وانتشار المراقبين لتوجيه المصلين من الرجال لأقسام الرجال وللأماكن الخالية وتوجيه النساء لأقسامهن والساحات المخصصة لهن.

وبين الحطاب أنه تم توفير أكثر من (15000) حافظة لمياه زمزم الباردة و (40) خزان من المياه الباردة مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد إضافة الى عشرين موقعا للمشارب بها (385) نافورة شرب في ساحات المسجد النبوي& كم تم تشغيل كامل الطاقة الخاصة بالتكييف وكذلك تشغيل (250) مظلة و(436) مروحة رذاذ لتلطيف الجو داخل ساحات المسجد النبوي وكذلك تهيئة مواقف السيارات تحت الساحات التي تستوعب حوالى (5000) سيارة وتشغيل كامل مباني الخدمات الخاصة بالوضوء سواء الخاصة بالنساء أو الخاصة بالرجال التي فيها أكثرمن (11.000) نقطة وضوء وتشغيل السلالم الكهربائية المؤدية اليها وتوفير جميع الخدمات الإرشادية والعناية بهم لينعم المصلون بجو لطيف وعبادة خاشعة.

من جانب آخر رفع جموع المصلين خالص الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدا لعزيز آل سعود على ما تم تهيئته من مشروعات وخدمات في الحرمين الشريفين التي تُعينهم على أداء عبادتهم بكل يسر وسهولة فجزى الله خادم الحرمين الشريفين على ما يولي المسجد النبوي من رعاية فائقة وعناية بالغة خير الجزاء وعظيم الأجر والمثوبة وأن يجعل ذلك في موازين أعماله الصالحة.

في المسجد الحرام أدى جموع المسلمين اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك وأّمّهم إمام وخطيب المسجد الحرام٬ فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن لأنها الزاد الأعظم والمنهل الأكرم والنور الأتم في ظلمات الحياة ودروبها ومعترك الأقدار وأهوالها.

وخاطب فضيلته حجاج بيت الله الحرام بالقول: من أكرم منكم اليوم يوم العيد الأكبر والحج الأعظم وأنتم ضيوف الملك العظيم وحجاج بيته العتيق دعاكم فأجبتموه من كل فج عميق ولبيتم النداء الإلهي فما تظنون بالرب الرحيم الكريم٬ وماذا تتوقعون من ملك محسن كريم بيده خزائن الخيرات كلها وكنوز الرحمات وحللها ما جاء بكم سبحانه وتعالى إلى بيته الحرام إلا ليكرمكم ويسبغ عليكم عفوه وكرمه ورحمته.

وبيّن فضيلته أن أعظم المقاصد والقواعد التي من أجلها شرع الحج هو إعلان التوحيد الخالص بسبحانه وتعالى والبراءة والخلوص من الشرك، ومناسك الحج كلها دلائل وبراهين على التوحيد٬ فمنذ أن يُحرم الحاج وهو يعلن التوحيد ويستشعره بالتلبية والتكبير والطواف والسعي ورمي الجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة وغير ذلك٬ فيتربى الناس طيلة أيام الحج على التوحيد قولا وعملا وقصدا وإرادة حتى يصبحوا حنفاء غير مشركين به.

وأكد أن التوحيد أظهر ما يكون في الحج، حيث تلتقي أمة التوحيد من كل فج عميق، ليؤكدوا أن التوحيد عقيدة الأمة جمعاء من شرقها إلى غربها، وهو دين الله الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم خير قيام وقام صحابته من بعده بنشره وتبليغه وسار على دربهم أئمة الإسلام٬ مبينا أن من الخسران المبين أن يأتي الحاج إلى هذه المشاعر والشعائر التي تفيض بالتوحيد ويرتكب الشرك ويسأل غير الله أو يبتدع في دين الله فهو لا يبالي أكان حجه خالصا أو كان رياء وسمعة أو على غير هدي محمد صلى الله عليه وسلم أو كانت فيه شوائب الشرك وحب الثناء والمحمدة والتفاخر بالأعمال ليشار إليه بالبنان.

وقال فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم حّج حجة واحدة في حياته بعد بعثته فكانت حجة مهيبة فيها من العبر والدلائل والتشريع والحكم والمقاصد ما لا يحصى ومن ذلك خطبته العصماء التي قرر فيها صلى الله عليه وسلم قواعد الإسلام وأصول الأخلاق وقيم التعايش النبيلة وحقوق الإنسان في الإسلام٬ فلقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة في عرفات ثم في منى على حرمة الدماء المعصومة والأموال والأعراض، وهي حرام كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام٬ وقرر صلى الله عليه وسلم مبدأ المساواة
والعدالة وأن المؤمنين كلهم إخوة متحابون متساوون في الحقوق والواجبات لا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى٬ كما أكد صلى الله عليه وسلم على أن كل شعائر الجاهلية من الشرك والعصبيات وغيرها باطلة وأن من أعظم شعائر الجاهلية الباطلة الربا٬ وشّدد نبي الرحمة على حقوق المرأة وحّذر من ظلمها والتّعدي عليها لضعفها وقلة حيلتها.

وبين فضيلته أن في الحج آيات ومقاصد كثيرة من أهمها وأجلّها تعليم للناس وتدريبهم على النظام والترتيب في الأحكام والزمان والمكان فتلك الصفات هي صفة المؤمن الواعي الراقي المستنير بدينه وشريعته البعيد عن الفوضى وعدم الانضباط الذي يخلف آثارا سيئة على الفرد والمجتمع٬ وقال إن الحج مبني على أساس متين من الترتيب المدهش والنظام المتقن الذي يعين الأمة على التكيّف مع أحكام الشريعة وتصبح قادرة على تحمل التكاليف الشرعية مهما تغيرت الأحوال والعادات٬ فتغدو النفوس منضبطة مهيأة لكل عارض٬ وطارئ فتنتظم حياتها وتنجو من الفوضوية التي تدمر الجهود المبذولة وتبعثر الطاقات النافعة فتتأخر مسيرة حضارتها وتقدمها.

وأضاف فضيلته: إن هذه الحشود الهائلة في الحج التي تؤدي مناسكها في وقت واحد ومكان واحد إذا كانت واعية بأهمية النظام والانضباط في أداء شعائرها٬ فإن ذلك يثمر لها الطمأنينة والأمن والأمان الذي هو من أعظم المطالب الشرعية شاكرا فضيلته الله عز وجل على أن أنعم على حجاج بيت الله بالأمن والأمان٬ وذلك بفضله سبحانه وتعالى ثم بجهود المخلصين منقادة هذه البلاد المباركة ورجال الأمن الذين يقومون على راحة الحجيج وأمنهم.

وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة جعلوا أهم أولوياتهم رعاية الحرمين الشريفين وحّجاج بيت الله الحرام وسخروا كل الإمكانيات لراحة الحجيج وتسهيل أداء نسكهم والحفاظ على أمن الحرمين الشريفين وهذا من جلائل الأعمال التي تذكر في صباح يوم العيد فتشكر ويشار إليها وتنشر.

وبين فضيلته أن الأمة تمر اليوم بفترة استثنائية عجيبة ومؤلمة مليئة بظلم الأعداء وتسلطهم وتكالبهم على هذه الأمة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها أنها سوف يأتيها زمان تصير فيه أمة هزائية تتداعى عليها الأمم، فتفرقت كلمتها وتشتّت جهودها، وابتعدت عن مصدر عزتها، فطمع فيها الأعداء وسلطّت عليها أقصى أنواع الغزو الفكري والثقافي والعسكري وسامها المجرمون والطغاة أبشع صور القتل والدمار والهلاك٬ مشيرا إلى أن ما نراه ونسمعه في بيت المقدس وما يحصل من اعتداءات وانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى من قبل المحتلين وما يحصل فيه غيره من بلاد المسلمين يُدمي القلب، ويذوب له الفؤاد كمدا وحزنا سفك بالدماء الطاهرة وتشريد للأطفال والنساء ومكر وكيد وعدوان ووحشية في ظل ضعف المسلمين وتخاذلهم وصمت مريب موجع ومخز من المؤسسات العالمية والمنظمات الحقوقية الدولية.

كما أكد فضيلته أن هذا الكيد الكبّار والعدوان والقتل والتدمير لو أُنزل على جبال لأزالها ولو صّب على أمة غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم لصارت أثًرا٬ ولكانت حديث من أحاديث التاريخ٬ ولكنها أمة الإسلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الأمم وأحبها إلى الله عز وجل جعل فيها عوامل البقاء وبشرها بأنها أمة مرحومة منصورة مهما دبّر الأعداء وكادوا وقتلوا وشرّدوا وانتهكوا المحرمات والمقدسات والأعراض٬ وأن ما أصابها إنما هو ابتلاء واختبار وتمحيص وتمييز للصفوف حتى تعود الأمة إلى ربها ودينها وتتوب إليه سبحانه وتعالى٬ مبينا فضيلته أن المبشرات بعودة مجد الأمة والتمكين لها تتكاثر كل يوم وتتضح معالمها في كل الأحداث.

واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام خطبته بتوضيح أعمال هذا اليوم يوم الحج الأكبر يوم العيد خير أيام الدنيا عند الله اجتمعت فيه أكثر أعمال الحج من رمي الجمرة الكبرى ثم النحر ثم الحلق أو التقصير والحلق أفضل ثم الطواف بالبيت العتيق ثم يعود الحجاج إلى منى ليرموا بها الجمار ويبيتوا فيها ليالي التشريق في ذكر وتكبير وأكل وشرب وتعظيم&وكذلك إسالة الدماء بنحر الأضاحي والهدايا فهي من أّجل القربات إلى الله سبحانه وتعالى٬ مستعرضا فضيلته شروط الأضحية وأنواعها وصفاتها.

المدينة المنورة
وفي المدينة المنورة٬ تقّدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة٬ جموع المصلين في المسجد النبوي وسط أجواء مفعمة بالإيمان والفرحة بقدوم عيد الأضحى المبارك٬ حيث امتلأت ساحات وأروقة وطبقات المسجد النبوي بآلاف المصلين، فيما أمهم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي.

عقب الصلاة ألقى فضيلة الشيخ عبد الباري الثبيتي خطبتي العيد٬ حمد الله فيها وأثنى عليه سبحانه وتعالى نظير نعمه الظاهرة والباطنة ولما من به على المسلمين من أداء مناسك الحج بكل طمأنينة وأمن وأمان٬ داعيًا المسلمين الى التمسك بتقوى الله عز وجل، لأنها سبب المخرج من كل كرب في الدنيا والآخرة. وقال فضيلته: في حجة الوداع وفي يوم عرفة العظيم نزلت أية عظيمة هي أكبر نعمة على هذه الأمة (اْليَوَم أَكَمْلُت لَكْمِ دينَكْمَ وأَتَمْمُتَ علَيُكْم نِعَمتِيَ وَرِضيُت لَكم ُاْلإْسَلاَمِ دينًا) ومات رسول الله صلى الله وسلم بعد يوم عرفة بواحد وثمانين يوما أكمل الله به الدين وهو خاتم الأنبياء فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه أكمل الله هذا الدين فلا يحتاج زيادة دين اكتملت أصوله وقواعده وأخلاقه وبلغت عروة الكمال دين أبديا ثبات هو المنهج الأقوم للحياة والأكمل مهما تغيرت الأزمنة وتغيرت العصور٬ فقد قال عليه الصلاة والسلام: إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا٬ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين٬ تمسكوا بها٬ وعضوا عليها بالنواجذ.

وأكد أن شريعة الإسلام أفضل ما تساس به الأمم وأصلح ما يقضى به بين الناس٬ فهي صالحة لكل زمان ومكان بل لا تصلح الدنيا بغيرها٬ وكل ما تقدمت العصور وترقت الأمم ظهر برهان جديد على صحة الإسلام ورفعت شأنه٬ ومن كمال الإسلام أنه كل لا يتجزأ٬ ووحدة لا تتفرق لا تجد في أحكام الدين تناقض أوًلا في شرعه اختلافا قال سبحانه وتعالى (َولَوَ كاَنِ مْن عنِدَ غْيِرَّاللهِ لَوَجُدوا فِيِه اْختِلافًا َكثِيًرا). وبين فضيلته أن الذين لا يعيشون منهج الله ويحكمون منهجا من صنع البشر يصارعون الكون والحياة فلا
تسكين نفوسهم ولاتستوي فطرهم ولا تهنأ حياتهم٬ ويظهر ذلك آثارا مدمرة ومهلكة أما الإسلام فهو منهج متكامل للحياة ينظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان وعلاقته بالكون من حوله ويلبي كل حاجات البشرية في أمور الدنيا والآخرة في السلم والحرب في السياسة والاقتصاد مستشهدا بقول الله تعالى (ونزْلنَاَ علَيَك اْلِكتَاَب تِبيَانًا لِّكلِّ شْيٍءَ وهُدىَ وَرْحَمةً وبُشَرى لِلُمْسلِميَن).

وأفاد أن الإسلام تشريع رباني يصلح الظاهر ويهدم الباطل٬ ويخلو من العيوب ولا يخضع لأهواء البشر ولا لمصالحهم الذاتية ودوافعهم٬ مشيرا إلى أنه قد يحصل التمكين المؤقت لمن يمتلك الأسباب المادية لكنها تكون تمكينا ناقصا وتعتريه المنغصات ولايكتمل فيه الأمن مع قلة البركة في الأرزاق والأولاد.

تحريم المخدرات
ومضى فضيلته إلى القول: إن ديننا يحفظ العقول ولهذا حرم الخمر والمخدرات وكل مايؤدي إلي فساد العقل ويحفظ المال ولهذا حث على الأمانة وحرم السرقة ويحفظ الأنفس ولهذا حرم قتل النفس بغير الحق ويحفظ الصحة ويصون العلاقات والأنساب بنظام الزواج والأسرة يحفظ الشرف والكرامة لا يدعى الغرائز تنطلق دون وعي ولا ضابط فصان المرأة ووضع نواة للأسرة مستشهدا بقول الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

وتابع قائلا: إن ديننا دين العدل مع القريب والصديق والبعيد حتى مع العدو، وهو دين القوة والجد والعمل والحزم فالإسلام يدعو إلى تآلف القلوب ووحدة الصفوف وهو دين المحبة والاجتماع والألفة والرحمة، ويأتي العيد ليجدد هذه المعاني ويؤكد الأواصر ويوثق الروابط بحصول الأمن وحفظه فيعلمنا ديننا، إن الإيمان سبب لحصول الأمن وحفظه، وهذا الأمن الذي نعيشه في بلادنا نعمة لا تقدر ومنة لا توصف حيث أدى المسلمون حجهم ونسكهم بيسر وسهولة الطمأنينة تحفهم والسكينة تغشاهم.

وأكد أمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الأحداث العابرة في الحج التي تكون قدرا من أقدر الله لا تقلل من قيمة الجهود المبذولة والأموال المصروفة والإنجازات المترادفة التي لا تخطئها عين منصف. وأشار فضيلته في ثنايا الخطبة إلى أن المسجد الأقصى يئن من فقد الأمن فقد انتهكت حرمته وعاث المفسدون في باحته فسادا، مبينا أن واجب المسلمين التكاتف والتنادي لنصرته وحفظ حقه وحماية حده وردع المعتدين، شادا على أيدي المقدسيين في مواقف البطولة والعزة والكرامة والتضحية التي سطروها نصرة للأقصى وأداء للواجب.

وفي الخطبة الثانية، أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي أن الدنيا مزرعة الآخرة التي على العباد التزود من الدنيا للآخرة بالأعمال الصالحة فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. وقال فضيلته: إن يوم عيد الأضحى يوم عظيم يوم الحج الأكبر فيه يشترك الحجاج وغير الحجاج بإراقة دماء الهدي والأضاحي تقربا إلى الله عز وجل، مستشهدا بقول الله تعالى (لنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّه َعَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ).

وأبان فضيلته أن وقت ذبح الأضاحي يكون من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من أيام التشريق، ويبدأ التكبير بعد الصلوات المكتوبة منفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. وفي نهاية الخطبة دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين إلى الفرح والاستبشار بالعيد، ولبس الجديد وتجديد معاني العيد، وبر الآباء وزيارة الأقرباء وتفقد الجيران، ومواساة الفقير والمسكين واليتم.

الرياض
وفي منطقة الرياض أدى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض. وأمّ جموع المصلّين عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، الذي دعا في خطبته إلى تقوى الله عز وجل في السر والعلن والعمل على الطاعة واجتناب المنهي عنه، مشيراً إلى فضل يوم النحر الذي يتقرب فيه المسلمون بأضاحيهم إلى الله بتحقيق التوحيد الخالص له سبحانه وتعالى وإتباعاً لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يعيده على أمتنا الإسلامية وهي تنعم بكل خير وعز وتمكين.

وقد أدّى الصلاة مع سمو أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الأمير مشاري بن سعود بن ناصر، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وصاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن مشاري، وأصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب الفضيلة العلماء، وأصحاب المعالي، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين بمنطقة الرياض، وجموع من المصلين.

جازان
وفي منطقة جازان أدى المصلون صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جيزان يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان. وأم المصلين رئيس محكمة الإستئناف بجازان الشيخ علي بن شيبان العامري الذي دعا المسلمين إلى تقوى الله عز وجل في السر والعلن والمحافظة على الصلوات والمداومة على فعل الطاعات والأعمال الصالحة.

وبين في خطبته أهمية اختيار الأضحية من حيث سلامتها من العيوب والمرض، مذكرا الجميع بأهمية تقديمها عن المسلم المستطيع وأهل بيته اقتداءً بسنة البني محمد صلى الله عليه وسلم، ونبي الله إبراهيم عليهما الصلاة والسلام. ودعا الجميع إلى المداومة على فعل الطاعات والأعمال الصالحة وإخلاص النية في القول والعمل مبتهلاً إلى الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة على بلادنا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات. كما أديت صلاة العيد في جميع محافظات ومراكز منطقة جازان.

حائل
وأدى جموع المصلين بمدينة حائل صلاة عيد الأضحى في جامع خادم الحرمين الشريفين يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة حائل. وأم المصلين فضيلة رئيس المحكمة العامة بمنطقة حائل الشيخ محمد بن صالح الجزاع الذي تحدث عن عظم يوم الحج الأكبر وتعظيم الشعائر فيه وتعظيم حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم والتذكير بأهمية اجتماع الكلمة ووحدة الصف والبعد عن الفرقة والاختلاف، مبينا فضيلته أهمية الأمانات وتأديتها وبين حقوق النساء على الأزواج وحقوق الأزواج على النساء.

ودعا الشيخ محمد الجزاع في ختام خطبته الله العلي القدير أن يحفظ لبلاد الحرمين أمنها ورخاءها وعزها واستقرارها وأن يوفق قادتها إلى مافيه عز الإسلام وصلاح المسلمين.

وتابعت وكالة الأنباء السعودية تناسق ضيوف الرحمن في رميهم للجمرة من دون تزاحم أو تدافع بحمد الله في الأدوار الأربعة لجسر الجمرات، مع توافر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والدفاع المدني إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه.

ورصدت "واس" الجهود التي يبذلها رجال الأمن وأفراد الكشافة في نصح وإرشاد الحجاج باستخدام الأدوار لجسر الجمرات في الرمي والالتزام بالمسارات نحو الجسر بما يوفر للحاج راحة ويسرًا في الحركة.

واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة بها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات، وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة الى مواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالاً بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج.