تولي صحف عربية اهتماما كبيرا، في نسختيها الالكترونية والورقية، بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.

ويفيض كتاب في تقييم الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر.

ويعبر بعض المعلقين عن أسفه للحال الذي وصلت إليه البلاد بعد مرور خمسة أعوام على الاحتجاجات غير المسبوقة.

مشكلات تراكمت عبر عقود

يصف حسن أبو طالب في الأهرام المصرية النشطاء الذين ما زالوا يطالبوا بثورة في مصر بــ "الناقمين".

يقول الكاتب: "جزء من مشكلة الذين شاركوا في بناء نظام يونيو 2013 ثم غيروا جلدهم بعد ذلك لانطفاء الأضواء أو الابتعاد عن مراكز التأثير أو اصطدموا بمشكلة شخصية هنا أو هناك، ينكرون حدوث أي تغيير إيجابي تم بالفعل أو يجرى حدوثه، ويتصرفون وكأن اهداف الثورة، وهي العيش والحرية والكرامة، يمكن أن تهبط على المجتمع بين عشية وضحاها، ويتجاهلون حجم المشكلات التي تراكمت عبر ستة عقود أو أكثر، ويطرحون تصورهم وكأن البلاد لديها كل عناصر التقدم ولكنه النظام القمعي الذى يحول دون ذلك لأنه أبعد رموز الثورة عن القيادة، وهو طرح مغلوط جملةً وتفصيلاً، فلا خصومة بالمطلق بين النظام وفئة الشباب، ولا فئة الشباب كلها على قلب رجل واحد وضد النظام كما يوحى البعض بذلك".

"كعبة الثائرين"

في المقابل، يقول وائل قنديل في صحيفة الغد العربي الصادرة في لندن "الثورة مستمرة، وكراهية السيسي لها مستمرة، حتى وإن ألقى ألف كلمة في ذكراها، وحاول تملّقها، كما حاول معلمه المشير حسين طنطاوي، في مناسبات عدة، التودد لمن سمّاهم "النبت الطاهر من أرض مصر" الذين يعرف قيمتهم جيداً. ولذلك، يزرعونهم في أرض السجون والمعتقلات الآن".

ويضيف قنديل "يحاصرون "التحرير"، لأنه يتجاوز كونه "كعبة الثائرين" إلى عقيدة ومبدأ لكل من ينشد الخلاص من الظلم والفساد والجبروت. لذا، حري بالثوار أن يجعلوا "التحرير" في كل مكان يوجدون فيه".

وفي البديل المصرية يقول علي المنزلاوي "الحقيقة من ضد 25 يناير ليسوا ضدها كثورة بل معترفون بها، لأنها هزت عرش حاكم حكم أكثر من 30 سنة، لكن الفكرة أنه ضد مطالب الثورة، فكيف لمثل هؤلاء الشباب أن يهزوا كيان الدولة العميقة، التي عاشت وتأسست وترعرعت على الفساد والرشوة والمحسوبية، ليقضوا على روتين دولة العجائز".

ويقول مايكل عدل في الصحيفة ذاتها: "ربما يكون سبب عدم وجود جديد هذا العام هو أن العام الماضي 2015 كان عاماً بلا صوت ولا حركة حتى على المستوى الشخصي"

الشعب يدفع الثمن

&

أما في الوطن المصرية، يشن محمد الدسوقي رشدي هجوماً على "كل من فشلوا بداية من النشطاء أو القيادات الحزبية ومروراً بالمسئولين والمنظرين وانتهاءً بالإعلاميين والإرهابيين والإخوان"، متهماً إياهم بأنهم "يحملون الشعب وحده نتائج فشلهم السياسي".

ويضيف الدسوقي: "فقط الشعب وحده من يدفع كل ثمن ولذا يبقى السؤال: لماذا يدفع البسطاء ثمن معارك السياسيين على تورتة السلطة، وتغير دفة مكاسب الكتاب والوزراء والنشطاء والقيادات الحزبية؟ لماذا يحمّل كل فصيل وتيار فشله في أي ممارسة ديمقراطية سواء كانت حشداً لانتخابات أو لمظاهرات للشعب دوماً، دون أن يسألوا أنفسهم وماذا فعلوا هم للمصريين؟"

وفي الحياة اللندنية، يتعجب عزمي عاشور مما يطلق عليها "التقسيمات القطعية للبشر في مصر المحروسة التي أصبح أسهل شيء فيها اختصار الإنسان في جملة من التوصيفات التي تحمل تهماً واستبعادا وكأن من يطلقونها لا يقعون تحت هذه العادة الذميمة".

ويقول الكاتب: "هو الأمر الذي أدى إلى إشعال الرأي العام، سواء بإعلامه أو بفضائه الإلكتروني، بحرب بين هذه الأطراف بتسمياتها المختلفة ما بين فلول وإخوان وثوار".

سجل حقوق الإنسان

&

وفي الراية القطرية كتب أحمد ذيبان "بعد مرور خمس سنوات على ثورة يناير، تبدو أوضاع مصر أكثر سوءا من مرحلة مبارك، ذلك أن سلطة الانقلاب التي أطاحت بأول رئيس منتخب الدكتور محمد مرسي، رغم أنها من بقايا الدولة العميقة التي بناها نظام مبارك، لكنها تفوقت عليه بممارسة أشد صنوف القمع وإرهاب الدولة، وحولت مصر الى دولة بوليسية بامتياز، ذات سجل أسود في ملف حقوق الإنسان".

ويضيف ذيبان "كانت مسرحية الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، ومهزلة الجلسة الأولى لمجلس النواب، شاهدا على حالة البؤس السياسي لسلطة الانقلاب ! يضاف الى ذلك حالة الفلتان الأمني التي تشهدها مناطق عديدة في مصر، وكان أحد تداعياتها الضربة الموجعة، التي تعرض لها قطاع السياحة بعد إسقاط الطائرة الروسية في سيناء"

تحميل 25 يناير وزرا

وفي صحيفة السفير اللبنانية كتب حسام مؤنس "حُمّلت «25 يناير» بما لا يمكن أن تتحمله، من مسؤولية عن تدهور الأوضاع، ووصول البلاد إلى ما وصلت له، بما في ذلك تدهور الأوضاع الإقتصادية وظهور المزيد من الأمراض المجتمعية، فضلاً عن خطيئة وصول «الإخوان» الى الحكم".

ويضيف "الحقيقة أن كل هذا وغيره الكثير، يأتي كجزء من مساع مستمرة، منذ فترة حكم المجلس العسكري للمرحلة الإنتقالية الأولى، وحتى الآن، لتشويه «يناير» من جانب خصومها، وهو تشويه ممنهج مرّ بمراحل مد وجزر على مدار السنوات الخمس الماضية، لكنه ربما شهد أكبر مراحل المد خلال العامين الأخيرين، بعدما بدأ خصوم الثورة بالعودة الى تصدّر المشهد مجددا بعد «30 يونيو»، مدّعين ملكيتهم لـ «يونيو»، وأنهم أصحاب الفضل فيها، وأنها جاءت لتنتزع الشرعية من «يناير» لا لتستكمل مسارها".

&