أثنى النائب&وليد جنبلاط على ما أشار اليه الرئيس اللبناني في خطاب القسم بضرورة عدم التدخل في الحرب السورية. وأشار إلى أن الاهتمام السعودي بلبنان&لا يزال موجودًا، وقد انعكس بشكل واضح في زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج الى بيروت.

خاص بـ«إيلاف» من بيروت: أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أن هناك فرصة للبنان بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسًا، لافتًا إلى أنه لن تكون هناك حكومة من دون الثنائي الشيعي.

وأثنى جنبلاط على ما ورد في خطاب القسم الذي أدلى به عون بضرورة ترك الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، والاهتمام بالشؤون الداخلية اللبنانية، مطالبًا بعدم اطلاق أحكام مسبقة على عون، كما حثّ اللبنانيين على ضرورة تناسي صفحات الماضي، لأن عون ليس وحده مسؤولًا عنها.

جنبلاط اكد أن السعودية&لا تزال مهتمة بلبنان، وهذا ما ظهر جليًا في زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج الى بيروت، مؤكدًا بأنه لم يعد هناك لا 14 ولا 8 آذار، وسيكون أفضل أن نتفق على تسميات جديدة.

في ما يلي نص الحوار:

ما الذي دفع وليد جنبلاط لدعم عون رئيسًا؟

أتى ظرف محلي وإقليمي، واتفقنا جميعنا، والتقى الشيخ سعد الحريري مع الجميع في تأييد الجنرال ميشال عون، فلماذا أكون خارج السرب؟

على العكس، فإنه بعد عامين ونصف العام من الفراغ في مركز الرئاسة أرى أن هذه فرصة بأن ننتخب رئيسًا، وهكذا فعلنا. وأن ننطلق بتشكيل وزارة في ظرف مهم سياسيًا واقتصاديًا ونخرج من هذا المأزق.

هل يحتمل لبنان إيصال رئيس من دون مباركة حركة أمل؟

أبدًا، سليمان فرنجية بقي إلى فترة مرشحًا، ثم كانت الفتوى السياسية المهمة جدًا، وبعدها قبل فرنجية إلى حد ما الانسحاب عبر الدعوة للاقتراع له بورقة بيضاء.

رئيس مجلس النواب اللبناني هو ركن أساسي في الدولة، وفي تشكيل الحكومات المتعاقبة منذ الطائف، وما يؤكد ذلك تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله بأن لا حكومة دون رأي رئيس المجلس نبيه بري والحصة الشيعية في الحكومة ستكون من خلال رئيس المجلس نبيه بري.

هل يمكن ان يشارك اللقاء الديمقراطي في حكومة من دون الثنائي الشيعي؟

لن تكون هناك حكومة دون الثنائي الشيعي. حركة أمل و حزب الله اساسيان ومركزيان ولا أرى أي حكومة دونهما.

سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن الصراعات الإقليمية. هذا أبرز ما جاء بخطاب القسم. ألن تكون صعبة في ضوء تعهد أمين عام حزب الله بعدم العودة من سوريا قبل الانتصار؟

إن ظننا انه بتشكيل الحكومة، أو بالأحرى إن وضعنا شروطًا أنه بتشكيل الحكومة سنعالج الوضع في سوريا أو في العراق فهذا خطأ كبير، وإنني أوافق العماد عون حين قال: فلنترك الحرب الأهلية في سوريا، إنه صراع دول وأمم&وليس هناك من أحد في لبنان يستطيع ان يقرر الحرب في سوريا فلنهتم بشؤوننا ونترك الأمور كما هي ونبتعد عنها.

الرئيس اللبناني الجديد يظل حليف حزب الله، هل يمكن أن يطبق سياسة النأي بالنفس؟

حتى قضية النأي بالنفس اتركها جانبًا. الصراع الإقليمي والدولي على سوريا لا نستطيع أن نعالجه، فلنعالج قضايا المواطن كالكهرباء والمياه والتنمية والحفاظ على النقد ودعم الجيش اللبناني وغيرها من المواضيع أفضل بكثير من الدخول في المحاور الكبرى التي دمرت لبنان في الماضي .

هل الجنرال ميشال عون هو الرجل المناسب في رئاسة الجمهورية؟

لماذا نحكم عليه؟ إذا تعاونا معه كطبقة سياسية وتناسينا الماضي أعتقد نُنجح هذا العهد ونقوم بخطوات إيجابية من خلال التعاون، هناك صفحات كبيرة جدًا وليس فقط العماد عون مسؤولًا عنها ونحن نتحمل مسؤولية في الخلافات والحروب الماضية، فلنطوِ هذه الصفحة.

هنأت إيران الرئيس اللبناني واعتبرت انتخاب عون نجاحًا للمعادلة الإيرانية في الإقليم، كيف تقرأ وصول عون في إطار التطورات الإقليمية؟

صحيح. إيران تعتبر نفسها دولة كبرى وتتقدم في العراق وسوريا ولبنان ... ولكن الولايات المتحدة هنأت العماد عون وروسيا الاتحادية والعرب أيضًا. لا يمكن أن نتناسى زيارة الوزير السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان إلى بيروت قبل أيام من انتخاب عون، وبالتالي الموضوع ليس فقط إيرانيًا.

ما هي الرؤية السعودية لمسار التطورات السياسية المتلاحقة التي شهدتها بيروت؟&

عندما اوفدت السعودية ثامر السبهان إلى بيروت قال من لبنان إن ما يتفق عليه اللبنانيون نحن معهم ونريد استقرار وسيادة لبنان ونهنئ اللبنانيين مسبقًا، إذًا&لا تزال السعودية مهتمة بلبنان، ومن الخطأ أن نقفز إلى الاستنتاجات.

هل من موقف نقله الوزير السعودي ثامر السبهان إلى القيادات اللبنانية؟

نعم كان موقفًا جد إيجابي، لأنه في النهاية التقى مع تيار الرئيس سعد الحريري حول ضرورة الخروج من المأزق، وبالتالي فإن انتخاب ميشال عون هو بداية الطريق.

الرئيس بري قال إن وصول عون إلى سدة الرئاسة هو ثمرة اتفاق أميركي إيراني، وجعجع يؤكد أن عون هو رئيس صنع في لبنان. ما هي ملاحظاتكم على العهد الجديد بعد مواكبة عهود سابقة طوال أربعين عامًا؟

من كل تجربتي في رؤساء الجمهورية في لبنان، أقول إن هناك شيئًا يُصنع في لبنان مع توافق إقليمي دولي.

أعاد انتخاب الجنرال ميشال عون خلط الأوراق السياسية الداخلية. هل يؤرخ هذا إلى حقبة سياسية جديدة تزيل الشرخ القائم بين تكتل 14 و 8 آذار؟

هذا يعود إلينا، إذا ما شكلنا الوزارة بسرعة ودخلنا في معالجة الأمور الحساسة والمطلوبة من اجل المواطن اللبناني وابتعدنا عن المحاور الإقليمية قدر الإمكان. ولاحقًا لا بد من وضع قاموس جديد، فلم يعد هناك لا 14 و لا وسطي ولا 8 آذار، وسيكون أفضل أن نتفق على تسميات جديدة.