إسماعيل دبارة من تونس: توعدت الحكومة التونسية مساء الأحد بمحاكمة قتلة المهندس الذي تم اغتياله يوم الخميس الماضي في محافظة صفاقس (جنوب)، وقال الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية إنه "قائد" في كتائب القسام واغتالته إسرائيل.

وقالت الحكومة التونسية في بيان نشر على صفحتها الرسمية على فايسبوك: "الدولة ملتزمة بتتبع الجناة الضالعين في عملية اغتيال المرحوم محمد الزواري داخل أرض الوطن وخارجه بكل الوسائل القانونية وطبقًا للمواثيق الدولية".

ولم تذكر الحكومة أي طرف أجنبي بالاسم، في حين تشير قراءات محلية في تونس وأخرى في فلسطين، إلى أنّ جهاز الموساد الاسرائيلي هو من نفذ الاغتيال.

وقال البيان إن الحكومة "تتابع تقدم التحقيقات والأبحاث الخاصة بجريمة اغتيال المواطن التونسي المرحوم محمد الزواري، والتي توصلت آخر الأبحاث إلى إثبات تورط عناصر أجنبية فيها".

وأكدت "التزام الدولة التونسية بحماية كل مواطنيها،&وأنها سوف تتبع الجناة الضالعين في عملية الاغتيال هذه داخل أرض الوطن وخارجه".

ومن المرتقب أن تعقد وزارة الداخلية التونسية، مؤتمرًا صحافيًا لـ"اطلاع الرأي العام على كل مجريات الواقعة"، على أن يتم ذلك مستقبلاً بحسب بيان الحكومة التونسية "حفاظًا على سرية التحقيق وضمان نجاعة أوفر للأبحاث الجارية".

واتهمت حركة حماس الفلسطينية إسرائيل يوم السبت باغتيال مواطن تونسي في تونس قبل أيام وصفته بأنه أحد خبرائها في شؤون الطيران وهددت بالرد.

وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، إن محمد الزواري الذي اغتيل رميًا بالرصاص قرب مدينة صفاقس يوم الخميس "التحق قبل 10 سنوات في صفوف المقاومة الفلسطينية .. وكان أحد القادة الذين أشرفوا على طائرات الأبابيل القسامية."

وقالت الكتائب في بيان نشر على موقع حماس على الإنترنت: إن "يد الغدر الصهيونية الجبانة اغتالت القائد القسامي الشهيد المهندس القائد محمد الزواري في مدينة صفاقس يوم الخميس."

وأضاف البيان "على العدو أن يعلم بأن دماء القائد الزواري لن تذهب هدرًا ولن تضيع سدى."

وقالت وزارة الداخلية التونسية إن الزواري قتل في سيارته بعدة طلقات أمام منزله في منطقة العين بالقرب من صفاقس يوم الخميس.

وأضافت الوزارة أن أربع سيارات استخدمت في الحادث، وأنه تمت مصادرة مسدسين وكاتمي صوت.

وأظهرت لقطات تلفزيونية أذاعتها وسائل إعلام محلية سيارة سوداء من طراز فولكسفاجن وقد تعرضت لإطلاق نار.

وقال مراد تركي، المتحدث باسم القضاء، لإذاعة شمس اف ام الخاصة، إن ثمانية تونسيين اعتقلوا على صلة بعملية الاغتيال.

وأوضح أن أحد المشتبه بهم صحافي تونسي مقيم في المجر اعتقل بصحبة مصور. وأضاف أن مشتبهين آخرين أحدهما بلجيكي من أصل مغربي ما زالا طليقين.

ولم تقدم السلطات أي تعليق بشأن المشتبه بأنه وراء عملية القتل.

وقال الوزير الإسرائيلي تساحي هنجبي المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي للقناة الأولى الإسرائيلية يوم الجمعة "أتمنى ألا تنسب هذه القضية لنا وألا تلصق بنا وألا يكون من بين من تم اعتقالهم أي حليف لنا."

وقالت وسائل إعلام محلية إن الزواري عاد إلى تونس عام 2011 بعد قضائه 20 عامًا خارج البلاد جزء منها في سوريا. وقالت إن عمره 49 عامًا وعمل مديرًا فنيًا في مؤسسة هندسية خاصة وخبيرًا للطيران.

وعبرت إسرائيل في السابق عن قلقها من أن ترسل الجماعات المسلحة في غزة ولبنان طائرات بدون طيار محملة بالمواد المتفجرة إلى أراضيها إذا ما نشبت حرب في المستقبل.

وأطلقت حماس وغيرها من الجماعات الإسلامية المسلحة آلاف الصواريخ على إسرائيل المتفوقة عسكريًا في صراعات سابقة، لكنها قليلاً ما لجأت لاستخدام طائرات بدون طيار.