يعود الحديث عن منطقة آمنة ومنطقة حظر طيران في سوريا، اذ قال نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان اليوم إن أنقرة تريد منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات داخل سوريا على حدود تركيا الجنوبية تشمل مدينة اعزاز.
&
وأضاف أقدوغان في لقاء مع قناة تلفزيونية، "ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل أعزاز بعمق عشرة كيلومترات داخل سوريا، وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات".
&
وأشار محمد برمو، رئيس الجمعية الوطنية السورية، في تصريح لـ"إيلاف"، الى أن "هناك ضرورة ملحة للمنطقة الامنة شمالاً وجنوبًا لتحييد المدنيين من الصراع المسلح".
&
وأيّد معارضون سوريون ضرورة المنطقة &لمساعدة الجيش الحر في حماية المدنيين واعتبروا وجوب أن تكون خطوة ضمن استراتيجية متكاملة وأجمعوا على تعقيداتها وتباطؤ تنفيذها نظرًا للموقف الأميركي الرافض.
&
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيليوف إنه "لا يمكن إقامة منطقة حظر طيران في سوريا دون موافقة نظام بشار الأسد ومجلس الأمن الدولي".
&
وأشار الى أن "اتفاق ميونخ لتسوية الأزمة السورية قد بدأ"، موضحاً أن "لجنة وقف إطلاق النار في سوريا ستعقد اجتماعاً، يوم الجمعة القادم، بمشاركة خبراء روس وأميركيين ودول أخرى مؤثرة"، كما أن "الفريق المكلف بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة أجرى أولى اجتماعاته وسيعقد يوم الجمعة اجتماعه القادم".
&
وأضاف غاتيلوف أنه "بالتوازي مع ذلك، فإن مسألة تنظيم عمليات إنزال مساعدات إنسانية في دير الزور قيد الدراسة، وأن المنظمة العالمية للغذاء جاهزة للبدء بعملية كبيرة بالتعاون مع شركة طيران روسية".
&
وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيليوف كردٍ على تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أعربت في تصريحات مفاجئة عن تأييدها لإقامة منطقة حظر طيران في سوريا.
&
وأكدت أنها تؤيد الاقتراح التركي بإقامة منطقة حظر طيران في سوريا يكون اللاجئون بها في مأمن من الهجمات، واعتبرت ميركل في مقابلة مع صحيفة ألمانية أنه لن يكون هناك تفاوض مع تنظيم الدولة بشأن إقامة تلك المنطقة.
&
وأضافت "أنه سيكون من المفيد أن يتوصل مؤيدو الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضوه لمثل هذا الاتفاق".
&
من جانبه، اعتبر ستيفين بايفر كبير باحثي معهد بروكينغز الأميركي المتخصص في الدراسات الفكرية والسياسة والاقتصاد، أن إنشاء منطقة حظر جوي في سماء سوريا في الوقت الراهن أمر مستحيل.
&
وقال بايف في حديث أدلى به لـ"إنترفاكس" الروسية اليوم : "من غير الواضح السبب من وراء توحيد منطقة الحظر الجوي التي تفرضها روسيا فوق سوريا وتلك التي يفرضها التحالف الدولي، إذ لا تتوفر أي دفاعات جوية لدى "داعش" أو سواه من فصائل الثوار" النشطة في سوريا.
&
واعتبر أنه "من الصعوبة بمكان في هذه الأثناء فرض حظر جوي فوق سوريا، نظرًا للتباين الكبير في الأهداف العسكرية الروسية وأهداف التحالف الذي تقوده واشنطن"، وأعاد إلى الأذهان أن "الهدف الرئيس من وراء فكرة الحظر الجوي هو منع الطيران السوري من استهداف المواقع المدنية".
&
في هذه الأثناء، دار سجال بين النظام السوري والأمم المتحدة بعد أن قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس إن حكومة النظام عليها التزام يتمثل في السماح للمنظمة الدولية بإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين وإن هذا سيكون محل اختبار يوم الأربعاء.
&
وأضاف "دي ميستورا" في بيان صدر في جنيف بعد اجتماعه الثاني أمس مع وزير خارجية النظام وليد المعلم في دمشق، أنهما بحثا المسألة ذات الأولوية والمتعلقة بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من قبل أطراف الصراع.
&
وأوضح أن "الدخول إلى هذه المناطق (المحاصرة) سيتم بقوافل ومن خلال تنسيق فريق الأمم المتحدة بالبلاد، ومن واجب الحكومة الوصول إلى كل شخص أينما كان والسماح للأمم المتحدة بجلب المساعدات.
&
ولكن النظام رد على تصريح دي ميستورا مؤكداً أنه لا يسمح له باختبار جدية النظام بسوريا، بل إن النظام عليه اختبار “صدقيته”، وذلك في وقت تتحضر اليوم قافلة من مئة شاحنة لدخول مناطق محاصرة في البلاد.
&
ونقلت وكالة الأنباء الناطقة باسم النظام"سانا" عن مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن حكومته "لا تسمح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سوريا في أي موضوع كان".
&
واعتبر المصدر أن "الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام بما يناقض تماماً ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية".
&
وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن النظام وافق على دخول مساعدات إلى سبع مناطق محاصرة يفترض أن تصل قريباً.
&
وقال مهند الأسدي عضو الفريق الإعلامي في الهلال الأحمر السوري: "سوف تنطلق اليوم وبالتزامن مع مئة شاحنة تحمل أغذية عالية الطاقة وسللاً غذائية وطحيناً وأدوية متنوعة"، مشيراً إلى أنها "ستتوزع 20 شاحنة على كفريا والفوعة، وحوالى 35 على مضايا والزبداني، ونحو 40 إلى معضمية الشام".
&
وبحسب الأمم المتحدة، فإن المناطق المعنية هي دير الزور والفوعة وكفريا في (محافظة) إدلب ومضايا والزبداني وكفر بطنا ومعضمية الشام.
التعليقات