واشنطن: اعلن البيت الابيض الاربعاء ان الولايات المتحدة والصين اتفقتا على مشروع قرار دولي "قوي" ضد "استفزازات" بيونغ يانغ، ذكر دبلوماسيون انه يتضمن عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية وسيطرح على التصويت في مجلس الامن الدولي قريبا.
&
وقال دبلوماسيون في مقر الامم المتحدة في نيويورك ان واشنطن وبكين، الداعمة الرئيسة لكوريا الشمالية، اتفقتا على مسودة قرار يتضمن "اجراءات قاسية جدا". اضاف الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم ان الولايات المتحدة عرضت مشروع القرار على الدول الثلاث الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي - بريطانيا وفرنسا وروسيا - الاربعاء وسيعرض قريبا على الدول الـ15 الاعضاء في المجلس.
&
وكانت المفاوضات على مسودة القرار بدأت قبل ستة اسابيع بعدما اجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة في السادس من كانون الثاني/يناير، مؤكدة انها نجحت في تطوير قنبلة نووية حرارية. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس في بيان انه تم التوصل الى هذا الاتفاق خلال اجتماع في البيت الابيض الاربعاء بين مستشارة الامن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية الصيني وانغ يي.
&
وقال البيان ان رايس ووانغ اتفقا "على اهمية ان يكون هناك رد دولي قوي وموحد على الاستفزازات الكورية الشمالية، بما في ذلك من خلال قرار لمجلس الامن الدولي يذهب ابعد من القرارات السابقة". واضاف انهما "اتفقا على انهما لن يقبلا بكوريا الشمالية كدولة تمتلك اسلحة نووية".
&
وتأكيدا على الاهمية التي توليها واشنطن لهذه المفاوضات، قال بيان المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان الرئيس الاميركي باراك اوباما انضم الى الاجتماع.
&
بالغ الجدية في جوهره
يأتي هذا الاعلان على الرغم من الخلافات المعلنة بين الصين والولايات المتحدة على الطريقة الافضل لمعالجة الملف الكوري الشمالي. وتريد الصين ان تتخلى جارتها عن برنامجها للتسلح النووي وتعود الى المفاوضات السداسية (تشارك فيها ست دول بينها الولايات المتحدة)، وتصر على ان الحوار هو الوسيلة الافضل لاحتواء سلوك بيونغ يانغ.
&
اما واشنطن فتصر من جهتها على ان تمارس الصين التي تعد من اهم الشركاء التجاريين لكوريا الشمالية ضغوطا على بيونغ يانغ لتحسين سلوكها. لكن الصين تخشى ان يؤدي ضغط كبير الى انهيار النظام الكوري الشمالي، ما قد يؤدي الى ازمة انسانية على حدودها والى تغيير في المنطقة الفاصلة مع كوريا الجنوبية حيث تتمركز قوات اميركية.
&
وقال دبلوماسي في مجلس الامن الدولي "كان هناك عدد كبير من نقاط الخلاف" بين الولايات المتحدة والصين. واضاف "هناك اتفاق الآن"، مشيرا الى "حدوث تقدم مهم بشأن القرار نأمل في ان يتم تبنيه في الايام المقبلة".
&
ووصف دبلوماسي آخر مسودة القرار بانها "نص بالغ الجدية في جوهره"، بينما اشار آخر الى انه يتضمن "عددا كبيرا من الاجراءات القاسية جدا"، اضافة الى اسماء ستضاف الى اللائحة السوداء للعقوبات. الا ان النص لا يرقى الى مستوى الاجراءات القوية التي اقترحتها الولايات المتحدة ولقيت معارضة شديدة من الصين.
&
الرئيس الصيني في واشنطن&
وفرض مجلس الامن الدولي اربع مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ ان اجرت تجربتها النووية الاولى في 2006. وقامت كوريا الشمالية باطلاق صاروخ في السادس من شباط/فبراير اعتبر تجربة بالستية، فيما اكد مجلس الامن الدولي مجددا نيته فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
&
وقال خبراء في الامم المتحدة خلال الشهر الجاري ان العقوبات أخفقت في منع بيونغ يانغ من تطوير برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ البالستية. ورأى هؤلاء انه بعد عقد من العقوبات "ليست هناك مؤشرات الى ان هذا البلد ينوي التخلي عن برنامجيه النووي والصاروخي". واضافوا "هناك تساؤلات جدية حول فاعلية نظام العقوبات الذي تفرضه الامم المتحدة".
&
وقال بيان البيت الابيض ان اوباما انضم الى الاجتماع بين رايس ووانغ "للتأكيد على اهتمامه ببناء علاقات دائمة وبناءة ومثمرة بين الولايات المتحدة والصين".
&
واضاف البيان ان الرئيس الاميركي قال ايضا انه يتطلع الى استقبال الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة الامن النووي التي ستعقد في واشنطن في 31 آذار/مارس والاول من نيسان/ابريل، "والعمل معا من اجل انجاحها".
&