سان فرانسيسكو: حذر رئيس جهاز الامن القومي الاميركي مايكل روجرز من ان قراصنة الانترنت سيشنون هجوما الكترونيا ضد البنى التحتية الاميركية يتسبب في عطل في الطاقة كالذي حدث في غرب اوكرانيا في العام الماضي.&
&
وصرح روجرز في مؤتمر لامن المعلوماتية عقد في سان فرانسيسكو الثلاثاء "المسالة مسالة وقت قبل ان نرى دولة او مجموعة او شخص يقومون بسلوك مدمر ضد بنية تحتية اساسية في الولايات المتحدة". &وروجرز هو قائد القيادة المعلوماتية للجيش الاميركي ايضا التي تستهدف شبكات الاعداء وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.&
&
وفي 23 كانون الاول/ديسمبر قطعت الكهرباء عن اجزاء من غرب اوكرانيا بسبب فيروس اصاب شبكات العديد من شركات الكهرباء في المنطقة. وقال روجرز ان "شخصا تسلل الى شبكة الكهرباء الاوكرانية وعطل اجزاء كبيرة منها في هجوم منظم للغاية ركز على تعطيل النظام وكذلك على الطريقة التي من المرجح ان تعالج فيها شركات التزويد بالكهرباء هذا العطل". واضاف "قبل سبعة اسابيع كانت الهدف اوكرانيا. وما يقلقني ان هذا لن يكون اخر هجوم من نوعه".&
&
سلامة المواطنين &
وفي مداخلتين منفصلتين دعا روجرز ووزيرة العدل الاميركية لوريتا لينش خبراء امن المعلوماتية المشاركين في المؤتمر السنوي الذي يعقد في سان فرانسيسكو، الى العمل مع الحكومة الاميركية للحفاظ على سلامة المواطنين.&
&
وقال روجرز "اعتقد ان الشراكات والاندماج هما اهم شيء في المستقبل". واضاف "لن نحل هذه المسالة داخل الحكومة او داخل وزارة الدفاع بشكل خاص، بل ان الشراكات هي التي ستحقق افضل النتائج". وتاتي دعوة لينش وروجرز وسط معركة مع شركة ابل حول فك شيفرات هواتف آيفون.
&
يدور نزال بين شركة أبل ومكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) بشأن قضية رفض أبل تنفيذ امر قضائي يلزمها بفك شيفرة هاتف آيفون استخدمه احد منفذي اعتداء سان برناردينو الذي اوقع 14 قتيلا في كانون الاول/ديسمبر في كاليفورنيا.
&
وقالت لينش "نحن نعلم ان الاجهزة اصبحت بشكل متزايد مستودعات لكل اشكال المعلومات، واصبحت مهمة للغاية لحل الجرائم الخطيرة". واضافت ان "عدم القدرة على الحصول على ادلة يمكن ان تنقذ حياة الناس هو امر يشكل خطرا حقيقيا".&
&
واعربت لينش عن دعمها لتشفير البيانات، الا انها دعت الى التوصل الى ارضية مشتركة تمكن المحققين الذي يلاحقون الاشرار من الحصول بشكل قانوني على المعلومات التي يحتاجونها.&
&
واضافت في رد على سؤال حول المعركة مع آبل ان "الحكومة تعتمد على التعاون مع المواطنين والشركات، والحقيقة هي اننا نحن جميعا في هذا الامر معا". وقالت ان "القدرة على العيش في هذا البلد وصنع اشياء رائعة لا تأتي بدون مسؤوليات".&
&
واشارت الى المواجهة مع آبل على انها "شرارة" اشعلت نقاشا ضروريا وواسعا حول التوازن بين الخصوصية الرقمية والسلامة العامة. وتساءلت "هل ندع شركة واحدة - مهما كانت كبيرة ومهما كانت منتجاتها جميلة - تقرر هذه القضية لنا جميعا؟".&
&
معركة مع آبل&
واثناء شهادة امام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ في واشنطن، دافع رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) جيمس كومي عن جهود وكالته لاجبار آبل على فك شيفرة هاتف ايفون لمنفذي اعتداء سان برناردينو. وقال كامي ان الاميركيين يجب ان يطلعوا على الانعكاسات الامنية في حال اصبح فك الشيفرات مستحيلا للدخول على البيانات على الهواتف الذكية وغيرها من الاجهزة.&
&
وقال كامي "من واجبنا ان نبلغ الشعب الاميركي ان الادوات التي نستخدمها للحفاظ على امنهم اصبحت اقل فاعلية". الا انه اقر بان اجبار شركة آبل على فك شيفرة هاتف منفذ الهجوم يشكل سابقة لتحقيقات أخرى.&
&
والاثنين أصدر قاض في نيويورك قرارا اعتبر بموجبه ان الشرطة تجاوزت صلاحياتها بطلبها من شركة آبل مساعدتها لفك شيفرة هاتف آيفون يملكه شخص يشتبه في انه تاجر مخدرات.
&
وقال القاضي جيمس اورينستاين في قرار يقع في 50 صفحة "في النهاية السؤال المطروح في هذه المسألة ومسائل اخرى مشابهة في سائر انحاء البلاد ليس ما اذا كان بامكان الحكومة ان تجبر آبل على مساعدتها في فتح جهاز ما بل في معرفة ما اذا كان قانون +اول ريتس آكت+ يتيح حل هذه المسألة وبقية المسائل المماثلة المقبلة. خلاصتي هي انه لا يفعل".
&
وقانون "اول ريتس آكت" الذي صدر في 1789 ويقضي بوجود امر مكتوب صادر من هيئة قضائية او ادارية، هو النص الذي استندت اليه السلطات الاميركية لمحاولة ارغام آبل على فك شيفرة هواتف العديد من المجرمين او "الجهاديين".