صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء أن بلاده تدرس استقبال المزيد من اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الطاحنة في بلادهم. كما أجرى اليوم اتصالًا هاتفيًا بنظيره الروسي سيرغي لافروف حول الوضع في سوريا، هو الثاني خلال بضعة أيام، مع إعراب واشنطن عن قلقها حيال تعزيز الوجود الروسي في هذا البلد.


إيلاف - متابعة: قال كيري عقب لقاء مع اعضاء من الكونغرس الاميركي "التقيت هذا الصباح باعضاء (من الكونغرس) ونحن ملتزمون بزيادة الاعداد التي سنستقبلها (من اللاجئين) وندرس بدقة العدد الذي نستطيع ان نتعامل معه فيما يتعلق بالازمة في سوريا واوروبا".

ولم يتجاوز عدد اللاجئين السوريين الذين قبلتهم الولايات المتحدة، الخيار الاول للاجئين في العالم، عن 1500 شخص منذ اندلاع النزاع في بلادهم في 2011. الا ان رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة احال نحو 15 الف سوري من مخيمات اللاجئين في انحاء الشرق الاوسط الى واشنطن لاعادة توطينهم فيها.

وبعدما اصيب المجتمع الدولي بالصدمة عقب انتشار صور اللاجئين الغرقى، تتعرض الولايات المتحدة لضغوط سياسية للتحرك بشكل اسرع. وسيعلن البيت الابيض توقعاته بالنسبة الى اعادة توطين اللاجئين بنهاية الشهر.

وفي هذه الاثناء يجري كيري وعدد من المسؤولين محادثات مع الكونغرس الذي سيوافق في النهاية على تمويل استقبال اللاجئين. وقال كيري "اعتقد ان الرئيس اوضح انه يريد ان تبذل الولايات المتحدة اقصى جهدها، خاصة وانها دائما ما تاخذ دور القيادة ف ما يتعلق بالقضايا الانسانية مثل قضية اللاجئين". وكان كيري يتحدث للصحافيين من مبنى الكونغرس عقب اجتماعات مع اللجنة الفرعية لشؤون الهجرة في مجلس الشيوخ وعدد من كبار اعضاء الكونغرس.

وتقبل الولايات المتحدة حاليا نحو 70 الف لاجئ من مناطق النزاع والاضطهاد كل عام، الا انها تباطأت في قبول السوريين. ويخضع اللاجئون من سوريا لعملية تدقيق امنية صارمة في الولايات المتدة لاستبعاد اي متطرفين حتى بعد تسجيلهم لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

وتشتكي الجماعات الاهلية التي تعمل مع اللاجئين من ان هذه العملية تباطأت خلال العام الماضي، حيث يستغرق معالجة اي طلب اكثر من 18 شهرا. وتعهد مسؤولون اميركيون محاولة تسريع العملية، الا ان الولايات المتحدة ليست لديها حصة معينة للاجئين السوريين ضمن خطتها لاستقبال اللاجئين.

مكالمة مع لافروف
هذا واجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف حول الوضع في سوريا، هو الثاني خلال بضعة ايام، مع اعراب واشنطن عن قلقها حيال تعزيز الوجود الروسي في هذا البلد.

وافاد بيان للخارجية الروسية ان لافروف شدد خلال المحادثة على "اقامة حوار بين السلطات السورية والمعارضة" وعلى ضرورة تعزيز "الحرب ضد المجموعات الارهابية التي يتحمل الجيش النظامي السوري العبء الاكبر منها". والاتصال الذي تم بمبادرة اميركية ياتي بعد ان اعلنت واشنطن انها تتحقق من معلومات تشير الى تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا.

والسبت اتصل كيري بلافروف لهذا الغرض. وقال لافروف ان "الجانب الروسي لم يخف تسليم معدات عسكرية للسلطات السورية لمحاربة الارهاب" وفق الخارجية الروسية.

تعمل روسيا حليفة الرئيس بشار الاسد منذ اشهر على تشكيل تحالف عسكري موسع يضم تركيا والسعودية والجيش السوري لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، ولكن هذه المبادرة لم تحظ بتأييد.

ورفضت بلغاريا السماح لطائرات روسية متجهة الى سوريا عبور مجالها الجوي في الاول من الشهر الجاري. لكنه مع ذلك، اعلنت اليوم انها مستعدة للسماح للطائرات بعبور مجالها الجوي شرط ان تقبل موسكو التي تؤكد انها لا تنقل سوى مساعدات انسانية، تفتيش حمولتها. وقالت اليونان انه ليست لديها مشكلة مع روسيا بشأن عبور الطائرات اجوائها موضحة ان الطائرات الروسية سلكت طريقا اخر لا يمر عبرها.

دمشق تنفي
من جهتها نفت موسكو اي تعزيز لوجودها العسكري في سوريا. واكدت الخارجية الروسية انها لم تخف ابدا دعمها للجيش السوري بالعديد والعتاد "لمحاربة الارهاب" لكنها رفضت كشف حمولة الطائرات الى سوريا. كما نفى نظام دمشق نفيا قاطعا هذه المعلومات واتهم "الاستخبارات الغربية والعربية" بالترويج لمعلومات خاطئة.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس قال المحلل المستقل الكسندر غولتز انه "من الطبيعي خلال تسليم اسلحة ان يكون هناك مستشارون عسكريون. هناك دائما اشخاص يرافقون المعدات العسكرية ويحضرون اولى الطلعات بالمروحية او الطائرات". وبشأن الصور التي تظهر جنود مشاة البحرية ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قال غولتز "انهم الجنود الذين نشروا على الارض لمراقبة محيط قاعدة طرطوس".

ويرى المحلل جيفري وايت من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان "الكثير من المعدات الروسية تصل عبر مضيق البوسفور" خصوصا المدرعات. وقال ان "الهدف الاول هو تعزيز النظام السوري. قد تكون بدأت هذه العملية في نيسان/ابريل ولم يلاحظها احد". واضاف ان الوجود الروسي "سيقضي على فرص المعارضين لتحقيق نجاحات" خصوصا في منطقة اللاذقية الاستراتيجية للاسد لانها تعتبر من المناطق التي يمكن ان يلجأ اليها الرئيس السوري والمقربون منه. ومنذ اشهر يمارس مقاتلو المعارضة ضغوطا متنامية على المنطقة.

وقلق واشنطن كبير لان روسيا تمكنت في الماضي من نشر جنود دون ان تقر بذلك. وخلال ضم شبه جزيرة القرم تم نشر قوات النخبة في الجيش الروسي ونفت موسكو في البداية اي تورط لها في هذه العملية. وبعد عام اقر بوتين امام الكاميرات انه عمل سرا على التدخل في شبه جزيرة القرم.