نفت فراوكة بيرتي زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للمهاجرين انتماء حزبها إلى اليمين المتطرّف، مُحذّرةً&في الوقت نفسه من أنّ توافد اللاّجئين والمهاجرين المسلمين سيغيّر الثّقافة الألمانيّة.&

لندن: قالت فراوكة بيرتي زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا في مقابلة مع مجلة شبيغل إن حزب البديل من أجل ألمانيا حزب ليبرالي محافظ ومن الخطأ النظر إلى المعركة السياسية على أنها معركة بين اليسار واليمين، أو بين الخير والشر.&

كراهية الأجانب

وأضافت أن اليمين في ألمانيا يرتبط بكراهية الأجانب وسياسة النظام النازي معتبرة ان حزبها هو ما كان عليه الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة انغيلا ميركل قبل ان يتغير، بحسب رأيها وبالتالي فإنّ حزب البديل من أجل ألمانيا هو "حزب ديمقراطي يمينيّ"، على حدّ وصفها.&

ويحذر برنامج حزب البديل من أجل ألمانيا من اخطار متعددة يقول إنّها تهدد ألمانيا في مقدمتها الاسلام، ثمّ الإتّحاد الأوروبي والحكومة الاتحادية الّتي يتّهمها الحزب بالكذب على الشعب.&

وقالت بيرتي إنّ هذا لا يعني أنّ الحزب ينظر إلى المستقبل نظرة متشائمة، بل يعبّر عن أفكار الأغلبية التي لا تجد وسيلة للتعبير عنها بل ترى أنّ الشّعب بوصفه صاحب السيادة لا يؤخذ على محمل الجد من جانب النّظام السّياسيّ التّقليديّ.

"عباءة الذنب"

وعن تشديد حزب البديل على فكرة "الأمة" والقومية في وقت يتسم العالم بالعولمة والاتحاد الاوروبي يجمع في اطاره 27 دولة قالت بيرتي ان سياسات ألمانيا النقدية تجاه المهاجرين تدمر التضامن الاوروبي وان العودة إلى فكرة الأمة في سائر البلدان الأوروبية رد فعلي تصحيحي طبيعي على المركزية التي يمارسها بيروقراطيو الاتحاد الاوروبي من بروكسل.&

وأكدت "ان هذه الموقف يتضمن أخذ المسؤولية عن تاريخنا لكنه يفترض مسبقا علاقة سليمة مع هويتنا التي من دونها يتعذر العمل بالتطلع إلى الأمام في الداخل والخارج".&

ودعت بيرتي القادة السياسيين الألمان إلى خلع ما سمته "عباءة الذنب" قائلة ان تاريخ ألمانيا يُستخدم لتبرير اشياء من كل الأصناف. وأشارت إلى أنّ هناك من يقول "ان على ألمانيا ان تندمج باوروبا الأكبر لمنع صعود النزعة القومية الألمانية مجددا ولكن ما يجري بانتظام هو الخلط بين النزعة القومية والوطنية. وحتى سياسة الهجرة الكارثية الحالية التي تتبعها الحكومة لا تُنفذ من دون أشارات إلى ماضي ألمانيا".&

ورفضت بيرتي تهمة العداء للمهاجرين قائلة "أنا لستُ ضد الهجرة ولكن الأمر الواضح أنّ هجرة هذه الأعداد الكبيرة من المسلمين ستغير ثقافتنا وإذا كان مثل هذا التغيير مرغوبًا، فيجب ان يكون نتاج قرار ديمقراطي تؤيده أغلبية عريضة. ولكن السيدة ميركل فتحت الحدود بكل بساطة، ودعت الجميع إلى المجئ دون ان تستشير البرلمان أو الشعب".&

إطلاق النار على اللاجئين

وكانت بيرتي قد دعت إلى اطلاق النار على اللاجئين، وأثارت دعوتها موجة احتجاجات واسعة، ولكنّها أكّدت مجدّدًا في حديثها لمجلة شبيغل "ان استخدام القوات المسلحة في حالات الطوارئ يتماشى مع القانون الألماني" ثم أضافت:& "خطوة أنا شخصيًّا لا أُريدها بصراحة، ويبدو ان هناك من أرادوا اساءة فهمي عن سابق إصرار".&
&
وحين سُئلت بيرتي عما إذا كان حزبها يؤيد حركة الوطنيين الاوروبيين ضد اسلمة الغرب "بيغيدا" التي تطالب في تظاهراتها بشنق المستشارة ميركل قالت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا "ان بيغيدا في اوائل 2015 ليست بيغيدا اليوم، ونشهد حاليًّا حدوث تطرّف في قمة القيادة. وحرصنا قبل عام على التحدث مع الأشخاص الذين يشاركون في احتجاجات بيغيدا كل يوم اثنين في مدينة درسدن وما زلتُ اعتقد ان هذا هو العمل الصحيح، ولكننا نعتقد ان الحل لا يمكن ان نجده في الشارع".&

وتابعت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا قائلة "نحن نتفق على ادانة العنف الشفهي والجسدي ضد الآخرين أيًّا&تكن اصولهم أو توجّهاتهم السياسيّة، ولكن عندما يحتج مواطنون سلميًّا ضد سياسة الهجرة التي تنتهجها الحكومة لا تكون عندي مشكلة إذا رفعوا شعارات تُستخدم في الثورات السلمية".&

&نسخة أنثوية من هتلر
&
وتطرقت بيرتي إلى التغطية السلبية التي ينالها حزبها في الاعلام الألماني، قائلة إنّ مجلة شبيغل نفسها قالت إنّ فراوكة بيرتي نسخة أنثويّة من أدولف هتلر لها مظهر السينمائية ليني ريفينتشال التي سخَّرت فنها للدعاية النازية في زمن الفوهر. وأضافت ان مثل هذه التغطية تضرّ بصورة الحزب وسمعته.&
&
وكانت بيرتي قد أعلنت في مطلع العام ان حزب البديل من أجل ألمانيا سيكون في الحكم خلال 10 سنوات.&

وقالت في حديثها لمجلة شبيغل "نحن لم يتوفر لنا وقت للنضوج كما توفر لحزب الخضر ولكننا أظهرنا حتى الآن اننا نتعلم بسرعة نسبيا واعتقد اننا سنصل إلى نيل 25 أو 30 في المئة من الأصوات إذا عملنا بنشاط واستمرت الأحزاب الأخرى في ارتكاب الأخطاء نفسها. وحينذاك سنكون قادرين على ان نقرر من ندخل في ائتلاف معه ومن نرفض الائتلاف معه. نحن نعرف ما نريد بلوغه، أمّا كيف ستتطور الأحزاب الأخرى فإنّ هذا لا يبدو واضحًا لي في الوقت الحاضر".&