إيلاف من جدة: أظهرت دراسة سعودية، قام الوقف العلمي في جامعة الملك عبدالعزيز بتمويلها، أن مشاهدة مقاطع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي تأتي على رأس قائمة من اهتمامات الطفل &في السعودية، وجاءت الدراسة تحت عنوان دور التربية الإعلامية في تمكين المجتمع دراسة تقييمية للقائمين بالاتصال والجمهور في المملكة العربية للسعودية للباحثة حنان بنت أحمد اشي.&

وبحسب ما ذكره الرئيس التنفيذي للوقف العلمي في جامعة الملك المؤسس الدكتور عصام كوثر أن الألعاب الالكترونية، ومقاطع اليوتيوب كانت على رأس القائمة في اهتمامات الأطفال السعوديين بعد أن أجري البحث على عينية عشوائية من الأسر في جدة.&

منافسة الكبار

وقد أظهرت الدراسة أن للأطفال السعوديين اهتمامات أخرى مثل متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعة الواجبات، وتحميل التطبيقات، ومتابعة البرامج التلفزيونية إلا أنها مثلت نسباً متفاوتة في ما بينها، ولكن بنسبة أقل من متابعة اليوتيوب. في إشارة من الدكتور عصام إلى أن الدراسة كشفت مدى تعلق الأطفال في السعودية بالأجهزة الالكترونية الحديثة ومنافستهم للكبار في استخداماتها المتعددة.

وأوضحت الباحثة حنان اشي في تفسير للنتائج أن الاطفال في الوقت الحالي باتوا منجذبين بشكل أكبر للألعاب الالكترونية ومشاهدة مقاطع على حساب أنواع أخرى من الالعاب الحركية والتواصل المباشر، وأصبح تأثيرها واضحاً في حياة الطفل.&

فيما أشارت الدراسة أن الصغار هم غالباً من يحدد المقاطع، والبرامج المشاهدة من دون تدخل الآباء والأمهات.&

ادمان

وقد أوضحت الاخصائية النفسية نورا زاهر أن الهواتف والأجهزة الذكية وما تحتويه من تطبيقات سواء أكانت ألعاباً، أو مواقع للتواصل الاجتماعي تمثل نوعاً من الإدمان لأطفالنا ومراهقينا.

وفي حديث مع "إيلاف"، قالت: "سهولة التعامل والانتقال من صفحة إلى أخرى، ومن موضوع إلى آخر مصدر ترفيهي أساسي للأطفال والمراهقين وحتى الكبار. إذ لا يبذل المتصفح أي مجهود جسدي أو عقلي &فأصبح كل ما يريد عند أطراف أصابعه".&

وبحسب وجهة نظر الأخصائيين التربويين هي المتعة المدمرة لقدرات الأطفال، فهي من السهولة التي لا يكاد العقل يبذل واحداً من الف من العمليات العقلية التي من شأنها تطوير الذكاء، لأنه في وضعية المستقبل فقط، يستقبل كل ما ترسله تلك المواقع ويقوم العقل بتخزينها.

وترى نورا زاهر أن من أهم احتياجات الطفل في مراحل النمو الأولى، التعامل مع البيئة المحيطة به واستكشافها، ففي حال فقد التفاعل مع الوالدين والأخوة لن يتعلم الكلام والنطق بطريقة سليمة، وهذا ما اثبتته الدراسات، مشيرة إلى أنها أيضًا عائق قوي للتطور والنمو الاجتماعي، حيث يفقد حاجته في اللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين.

توحد ومفاهيم جنسية

بل وذهبت نورا في حديثها إلى أبعد من فقد التواصل الاجتماعي، حيث بينت بعض الدراسات مؤخرًا أن عددًا من الأطفال يتم تشخيصهم بالتوحد بناء على عدم توافق النمو الاجتماعي لدى الطفل مع عمره. وأيضًا من أخطار بعض المواقع كاليوتيوب وجود مقاطع من ثقافات مختلفة يشاهدها الصغار قد تحتوي على مشاهد وايحاءات جنسية، فلا نستغرب وجود أطفال لم تتجاوز المرحلة الابتدائية ويعرف ما هي العلاقات الحميمة والملامسات الجنسية.

وتلقي نورا زاهر بالائمة على الوالدين في عدم تقنين استخدام الأجهزة الذكية، ومراقبة المواقع، والمكالمات الهاتفية في ما بين الأبناء وأطراف أخرى. وتعتقد أن الوالدين أو أحدهما قد يساهم بدون قصد في هذا التوجه، حيث تحاول الأم الهروب من ازعاج أطفالها بإتاحة الفرصة لهم في استخدام الهواتف، وتحميل مواقع سواء أكانت ألعاباً، أو مقاطع للمشاهدة.&

إضافة إلى أن عنصر القراءة أصبح شبه معدوم في البيوت العربية، فلم تعد الأم أو الأب على حد سواء مهتماً بتشجيع الأبناء على شراء الكتب، أو القصص وتنمية مهارات الاطلاع، ومن ثم تخزين المعلومة السليمة، ومن ثم الحوار في فحوى الكتاب.&