«إيلاف» من بيروت: أحبطت مديرية الاستخبارات في الجيش وشعبة المعلومات في الأمن العام أكثر من عمليتين انتحاريتين كانتا في صدد التنفيذ خلال فترة الأعياد، وبيّنت التحقيقات أن تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" أعطيا الأمر لأفرادهما بالتحرّك متى أمكن، ولم يكن هناك توقيت محدد للضرب، لكن حُددت الأهداف بين الجنوب والضاحية والشمال في انتظار الجهوزية اللوجستية.

وبحسب مصادر أمنية، تمكّنت مديرية الاستخبارات من توقيف خلية مرتبطة بالقيادي في "جبهة النصرة" شادي المولوي، وهي مؤلفة من أحد عشر مشتبهًا فيهم في طرابلس. وبحسب المصادر، فإن معظم الموقوفين بايعوا المولوي أميرًا لهم، وكانوا على معرفة سابقة به قبل فراره إلى مخيم عين الحلوة.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب قاسم هاشم في حديثه لـ "إيلاف" أن لبنان ما زال عرضة للإستهدافات طالما وضع المنطقة مضطربًا، وطالما الوضع في سوريا والعراق على هذا النحو، فبالتأكيد ما زالت دائرة الخطر في لبنان، ولكن ما يطمئن تبقى الخطوات الإستباقية الوقائية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية والقوات الأمنية، وما تقوم به هو الضابط للإستقرار الوطني والأمني، وهو ما يحفظ لبنان ضد "الإرهابيين"، الذين ما زالوا يضعون لبنان، ككل أقطار المنطقة، في دائرة الإستهداف، ولكن ما يطمئن هو الإجراءات التي تتخذها مؤسسة الجيش من قوى أمنية من أمن عام وداخلي وكل المعنيين.

مساعدة خارجية

عن الحديث بأن كل العمليات الإستباقية لقوى الأمن في لبنان من أجل درء "الإرهاب" هي مدعومة من قوى استخباراتية خارجية، يلفت هاشم إلى أن الكلام كان واضحًا من مدير عام الأمن العام بأننا لم نعد متلقين بل نقوم بدورنا بشكل واضح، ويتم تزويد الأجهزة لاستخباراتية الدولية بكثير من المعلومات، وتتقاطع هذه المعلومات مع بعضها، ما يعني أن الأجهزة اللبنانية تقوم بواجبها وأكثر، وأصبحت تساهم في الإستقرار العام خارج حدود لبنان.

المولوي والمخيم

عن العمليات الإنتحارية التي كانت ستجري بلبنان، وأنها كانت بأمرة شادي المولوي المختبىء في مخيم عين الحلوة في صيدا، ما يعني عودة المولوي إلى دائرة الضوء، أيّ دور للتنسيق مع الفصائل الفلسطينية في لبنان لتفادي أي اضطراب أمني في المستقبل؟ يرى هاشم أن لا بد من تفعيل التنسيق مع القوى الفلسطينية داخل المخيمات ويجب أن تكون متعاونة إلى أبعد الحدود مع القوى الأمنية اللبنانية، وهي أظهرت ذلك في مرات عديدة وقدمت الكثير من المعلومات والمساعدات للأجهزة اللبنانية، لتلقي القبض على كثير من "الإرهابيين" وتحبط الكثير من العمليات "الإرهابية"، والمطلوب اليوم، تفعيل هذا التعاطي الإيجابي بكل مستوياته مع القوى الفلسطينية، لأن استقرار لبنان هو واحد لا يتجزأ، وأي محاولة للإخلال بالأمن من أي جهة أتت ستنعكس على الجميع على المخيمات والقوى الفلسطينية وعلى اللبنانيين بالمستوى عينه.

كيف يمكن الحد من دور المخيمات في لبنان من إثارة المخاوف بتهديدات أمنية تستهدف لبنان؟ يلفت هاشم إلى أن ذلك يكون من خلال الإجراءات المتخذة من قبل المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، ومن خلال رفع السقف للتنسيق والتعاون بين كافة الفصائل الفلسطينية والقوى بكل تصنيفاتها مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها، لأن المسؤولية تبقى مشتركة، وأي خلل سينعكس على الجميع.

الإرهاب عالمي

عن الإرهاب الذي أصبح عالميًا كيف يمكن للبنان أن يبقى خارج إطاره؟ يؤكد هاشم أن "الإرهاب" أثبت أن لا هوية له، ولا دين له، هو "إرهاب" عابر للحدود والقارات، ولكل القيم، لذلك المطلوب تضافر كل الجهود والعمل على إيجاد إطار أممي، بعيدًا عن بعض المصالح وبعض الإستهدافات والرهانات لبعض الدول التي تفتش عن مصالحها، ولو على حساب دماء الآخرين، والمطلوب التعاون لمواجهة "الإرهاب".

حول محاربة "الإرهاب" ثقافيًا وليس فقط بالسلاح، يؤكد هاشم أن المواجهة العسكرية لا تكفي للتخلص من "الإرهاب"، لأن ما يجري له وجهة ثقافية وفكرية، والمسؤولية مزدوجة، من هنا مسؤولية المؤسسات الدينية والفكرية، بكل مستوياتها، لوضع أسس ومنطلقات فكرية وثقافية لمواجهة هذا الفكر "الإرهابي"، الذي لا يقل خطورة عن الأدوات العسكرية التي تقتل الأبرياء في كل زمان ومكان.

&

&

&