«إيلاف» من الرباط: على الساعة الواحدة و42 دقيقة من صباح اليوم (الأربعاء)، حسب توقيت غرينيتش، الذي يوافق توقيت المغرب، بدأت عملية إطلاق القمر الصناعي المغربي، الذي يحمل اسم "محمد السادس أ"، وذلك بواسطة صاروخ إيطالي الصنع، من طراز (فيغا)، تابع لشركة (أريان سبايس).

 

وتابعت "إيلاف المغرب"، في حينه، تفاعل المغاربة بفخر كبير مع نجاح عملية إطلاق القمر الصناعي ووضعه في مداره حول الأرض، سواء عبر الانترنت أو من خلال النقل المباشر الذي وفرته قناة "ميدي 1 تيفي"، عبر استديو تحليلي.

 

القمر الاصطناعي، وهو من نوع "بلياد أستريوم"، ومن تصميم "تاليس ألينياسبيس" و"إرباص ديفانس أند سبيس"، والذي تم إطلاقه، انطلاقاً من قاعدة (كورو) الفضائية في جزيرة (غوايانا) الفرنسية، ينتظر منه، بحسب عدد من التقارير، أن "يعزز الآليات الأمنية الاستخبارية والمدنية للمملكة"، بــ"التصوير الدقيق والتوثيق في سبيل تأمين الحدود البرية والبحرية"، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الهجرة السرية وتهريب المخدرات ومختلف التحركات المشبوهة؛ كما ينتظر أن يتم استعماله لأغراض المسح الخرائطي والرصد الزراعي والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها ورصد التغيّرات في البيئة والتصحر"، بحيث "ستلعب الصور، التي سيرسلها هذا القمر الصناعي، دوراً رئيسياً في تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية"، و"ترشيد وتدبير الموارد الفلاحية، حيث يمكن "الاعتماد على البيانات الفضائية لرصد هذه التغيّرات من جهة، وإنتاج قاعدة معلومات وخرائط رقمية تمكن من متابعة الأراضي المزروعة والمحاصيل، كما يساعد على إدارة الموارد المائية بشكل أفضل"، فضلاً عما يوفره في ما يتعلق بــ"مجال التهيئة الحضرية".

 

وبقمره الصناعي "محمد السادس أ"، الذي هو من الجيل الرابع، والذي ينتظر أن يدعم بقمر صناعي آخر، في 2018، يكون المغرب، الذي سبق له أن أطلق، في 2001، قمراً صناعياً، باسم "زرقاء اليمامة"، ثالث دولة أفريقية تتوفر على قمر صناعي.

وتبين المعطيات التقنية المتوفرة أن عملية المسح والرصد والاستطلاع، التي سيوفرها القمر الصناعي "محمد السادس أ"، بشكل دقيق، ستتم في شريط يناهز 800 كلم، مع التقاط 500 صورة يومية وإرسالها إلى محطة التحكم على الأرض، ضواحي الرباط، فيما يبلغ وزنه 970 كيلوغرامًا، ويحلق على بعد 695 كيلومترا على الأرض.

ورأى عدد من الخبراء أن من شأن القمر الصناعي "محمد السادس أ"، الذي وصفوا عملية إطلاقه بـ"الحدث التاريخي"، أن يمثل "آلية عمل استراتيجي"، فيما يؤكد أن "للمغرب كفاءات وطاقات لا تتوقف عبر تصنيعه وإطلاقه، بل بنيات تحتية مؤهلة بمواردها من داخل المغرب"، مشيرين إلى أنه بهذا القمر الصناعي "صارت للمغرب عين في الفضاء".