إيلاف من نيويورك: في الانتخابات الأميركية عام 1992 دخل الرئيس جورج بوش الاب الذي كان قد مضى اربع سنوات على وجوده في البيت الأبيض، دخل في معمعة الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري.

وبدلا من حشد كل القوى الجمهورية خلفه وانتظار الفائز من انتخابات الديمقراطيين التمهيدية تمهيدا لمنازلته مرة واحدة في الانتخابات العامة، أُرغم بوش الاب على الدخول في المنافسات التمهيدية بعد اعلان عدد من الشخصيات مثل بات بوشانان، وديفيد ديوك وهارولد ستايسن وغيرهم ترشحهم للسباق الانتخابي الخاص بالجمهوريين.

فاز ولكن!

تمكن بوش من الفوز بترشيح الحزب معيدا تجربة 1988 ولكن السباق الطويل الذي خاضه والهفوات التي ارتكبها خصوصا في المناظرات الرئاسية وضع بيل كلينتون مرشح الديمقراطيين في موقف جيد لقلب الطاولة على الرئيس، فتلقى الأخير هزيمة كبيرة بعدما حصل على أصوات 168 مندوبا مقابل 370 لكلينتون.

منذ ذلك الحين لم يسبق لأي رئيس وان واجه انتخابات تمهيدية في طريقه للترشح لولاية ثانية، ولكن هذا الواقع قد يُغيّره الرئيس الحالي دونالد ترمب بعد الاخبار التي تشير الى إمكانية مواجهته لانتخابات تمهيدية جمهورية بحال قرر الترشح لولاية ثانية.

أوضاع صعبة

استطلاعات الرأي تظهر ترمب بأنه الأقل شعبية بين الرؤوساء الاميركيين، وعدا عن مواجهته لمعارضة ديمقراطية كبيرة، فإن أوضاعه داخل الحزب الجمهوري ليست على ما يُرام ويظهر ذلك جليا من خلال فشل الجمهوريين في الغاء واستبدال نظام أوباما كير وانقسامهم حول ملفات عديدة، وحتى الإصلاح الضريبي عبر بصعوبة بعدما استغرقت المباحثات الداخلية بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وقتا طويلا لإقناع المعترضين منهم على الموافقة على المشروع.

تحقيق مولر

وسيلعب تحقيق روبرت مولر دورا كبيرا في رسم مشهد 2020، فإذا حصد ترمب صك البراءة فمن الصعب مواجهته، أما بحال خروجه سالما وبالمقابل سقط صهره جاريد كوشنر تحت اتهامات روبرت مولر، فإن ذلك سيكون بمثابة الكارثة على الرئيس الذي سيضطر الى منح العفو لزوج ايفانكا، وسيعطي فرصة لخصومه من اجل ضرب مصداقيته اكثر، واظهاره بمظهر الرئيس الذي يوظف سلطاته وصلاحياته في خدمة المدانين من اقربائه.

خمسة مرشحين

وبحسب ذا هيل، فإن معركة الانتخابات التمهيدية لعام 2020 قد يفرضها خمسة مسؤولين جمهوريين ابدوا في اكثر من مناسبة معارضتهم لخطط الرئيس ترمب ومشاريعه، وعلى رأس هؤلاء يقف سناتور اريزونا جيف فلايك الذي أعلن عدم ترشحه للانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ عام 2018.

فلايك الذي اكد ان مشروع الترشح لانتخابات 2020 ليس ضمن خططه حتى الآن، لم يوصد الباب امام إمكانية مقارعته لترمب بعد ثلاث سنوات، علما بأن شعبيته في ولاية اريزونا منخفضة جدا حيث يلقى اداءه قبول 30% من الناخبين الاجماليين، و37% من الجمهوريين.

سناتور نبراسكا، بن ساسي يعد هو الاخر من الشخصيات التي قد تفرض انتخابات تمهيدية على ترمب، وعادة يبدي ساسي اعتراضه على أداء الرئيس من خلال موقع التواصل الاجتماعي، تويتر.

الحاكمة المعارضة

إرتبطت حاكمة ولاية نيومكسيكو، سوزانا مارتينيز بعلاقة متقلبة مع ترمب الذي سبق له وان وجه انتقادات لها اثناء زيارته الولاية في أيار 2016 غامزا من قناة عدم قيامها بوظيفتها على احسن وجه، ومن جهتها وجهت الحاكمة انتقادات تتعلق بسياسة الرئيس حيال الهجرة، واستغلت الشريط الصوتي المسرب له والمسمى شريط هوليود لشن هجوم كبير عليه مؤكدة عدم قدرتها على دعمه او التصويت له، ورغم ان معارضتها له لا ترقى الى مستوى فلايك وساسي غير انها قادرة على جذب الجمهوريين المناهضين للرئيس، والاستفادة من أصولها اللاتينية.

كذلك يعتبر حاكم اوهايو جون كاسيتش من ابرز المرشحين لمقارعة ترمب، خصوصا ان الرجلين يرتبطان بعلاقات سيئة جدا، ويستفيد كاسيتش من وجوده في ولاية تعد واحدة من الولايات المتأرجحة التي تمتلك عددا كبيرا من المندوبين.

عندما اعلن سناتور تكساس تيد كروز دعمه لترمب، نزل هذا الخبر كالصاعقة على الاميركين، فالرئيس وكروز تراشقا بكل شيء ولم يوفرا عائلات بعضهما البعض، ووصفت خطوة سناتور تكساس التأييدية آنذاك بأنها محاولة بيع موقف الى ترمب في 2016 واستثمار هذا الموقف امام الجمهوريين في 2020، فحسابات كروز كانت تشير الى ان كلينتون ستحقق فوزا كاسحا على المرشح الجمهوري.