ما زال الوعي بالسرطانات العصبية الصماوية وأعراضها في بدايته، على الرغم من تفشي هذا الداء، ومعاناة مئات الملايين من البشر منه.

لندن: تنتمي الأورام العصبية الصمَّاوية إلى فئة ليست واسعة الانتشار من السرطانات، على الرغم من أنها تشكل 50 في المئة من الأمراض السرطانية و50 في المئة من مجموع الوفيات بالسرطان في بريطانيا مثلًا. فالسرطانات العصبية الصمَّاوية أوسع انتشارًا من سرطانات الخصية والمبيض وعنق الرحم والغدة الدرقية، لكنها ليست معروفة كهذه السرطانات، واحتمالات الخطأ في تشخيصها أكبر مقارنة بالسرطانات الأخرى.

تتطلب هذه المجموعة من السرطانات اختبارات عدة قبل التأكد من صحة التشخيص، وتؤدي أحيانًا إلى جراحة معقدة.

تشخيص متأخر

ينشأ الجهاز العصبي الصماوي من الخدة النخامية في الدماغ التي تربط الجهاز العصبي بالجهاز الصماوي من طريق الخدة النخامية. وتتمثل وظيفة هذا الجهاز بتنظيم حرارة الجسم والتناسل والتمثيل والجوع والعطش واستهلاك الطاقة وضغط الدم وإفراز هرمونات أخرى في الجسم. وتنشأ الأورام من هذا الجهاز.

ربما تكون الأورام حميدة أو خبيثة، وتحدث على الأغلب في الأمعاء، لكنها يمكن أن تصيب البنكرياس والرئة واعضاء أخرى في الجسم. وتُعامل هذه الأورام كمجموعة لأنها تشترك ببعض السمات وطرق العلاج.

من المشكلات الكبيرة في السرطانات العصبية الصماوية التشخيص المتأخر، لأن أعراضًا مثل التعب والربو واضطراب الجهاز الهضمي تُنسب إلى حالات شائعة أكثر، مثل متلازمة القولون المتهيج أو مرض كرون أو القرحة المعدية أو التهاب المعدة أو الربو أو ارتفاع السكر في الدم أو ضغط الدم او توقف الدورة الشهرية.

لهذا السبب، يأتي تشخيص سرطان الجهاز العصبي الصماوي بعد أن يكون المرض في مرحلة متقدمة، وربما مع ورم ثانوي، الأمر الذي يجعل العلاج الفاعل أكثر صعوبة.

وعي في بدايته

تظهر على بعض المرضى أعراض مشاركة، أكثرها شيوعًا المتلازمة السرطاوية التي تحدث عندما تنتج خلايا الجهاز العصبي الصماوي فائضًا من هرمون معين مثل الهستامين أو السيروتونين. يكون التنفس بصفير والإسهال واحمرار الوجه وسخونته وآلام المعدة واضطراب دقات القلب وارتفاع ضغط الدم أو هبوطه وتغيّر الحالة العقلية من علامات هذه المتلازمة التي يمكن أن تتفاقم إلى غيبوبة ومرحلة الأزمة.

وعلى الرغم من أن 30 ألف شخص في بريطانيا يعيشون مع هذا المرض، ويُشخص في 4000 آخرين كل عام، فإن الوعي بالسرطانات العصبية الصماوية وأعراضها ما زال في بدايته.

كانت السرطانات العصبية الصماوية غير معروفة نسبيًا قبل 11 سنة، ولكن حملات التوعية التي تقوم بها المنظمات غير الحكومة والجمعيات الخيرية ونشر المعلومات عن المرض تؤدي الآن إلى تشخيصات مبكرة وعلاجات صحيحة.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/health-fitness/body/little-known-cancer-30000-people-living/