نصر المجالي: ينظر الجانبان العربي والصيني إلى أن مستقبل الشراكة الاستراتيجية بينهما لا ينعكس على شعوبهما ودولهما بقدر ما تحمل انعكاسات إيجابية على العالم وتحقيق قدر كبير من الاستقرار والأمن والتبادل الفكري والثقافي بين الشعوب.&

يوم العاشر من يوليو 2018 كان يوما تاريخيا للعلاقات الصينية - العربية، حيث تم في بكين انطلاق الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، لإقامة شراكة استراتيجية بين الجانبين.

كان الاجتماع حافلا بالحضور العالي ونسبة التمثيل والملفات المهمة حول الشراكة العربية الصينية، وشارك الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية بإلقاء خطاب مهم، كما شارك أيضا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وممثلو 21 دولة عربية والأمين العام لجامعة الدول العربية.

كان انعقاد الاجتماع مرحلة متقدمة لتدشين مسار جديد في العلاقات العربية الصينية والزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، وبدء خطوات البحث المعمق بين الجانبين حول سبل بناء "الحزام والطريق" وتعزيز التعاون الجماعي، بما يرسم سويا الخطة العريضة للعلاقات الصينية - العربية في العصر الجديد.

وتزامنا مع ذلك، طرحت (إيلاف) في استفتائها الأسبوع الماضي سؤالاً محوره: "هل تفرض الشركات الصينية - العربية توازنات جديدة إقليميًا؟"... وكانت الأجوبة متفاوتة بين الـ "نعم" والـ "لا"، فبينما رأت ما نسبته 40 % (186) من المشاركين إمكانية فرض هذه الشراكة توازنات إقليمية جديدة، عارضت ذلك ما نسبته 60 % من المشاركين في الاستفتاء (282 مشاركا).&

ألفا عام

يشار إلى أن التواصل بين الصين والدول العربية إلى زمن بعيد. ويعد نموذجا يحتذى، مما يقول وزير الخارجية الصيني في مقال نشرته صحيفة&(الشروق)، وأضاف: وعلى مدى 2000 سنة، تواصلت الأمتان الصينية والعربية بشكل مستمر برا وبحرا. واستفادت الحضارتان الصينية والعربية من بعضهما البعض، حتى أصبحتا نموذجين مشرقين.&

ومنذ منتصف القرن الماضي، تضامن الجانبان الصيني والعربي بإخلاص في نضالهما من أجل التحرر الوطني. وتبادلا الدعم في مسيرتهما لبناء الوطن، مما سجل آيات جديدة للصداقة والتعاون. وفي عام 2004، تأسس منتدى التعاون الصيني- العربي، الذي يجعل العلاقات الصينية- العربية تتقدم بـ «المحركين» الثنائي والجماعي، ويدفع التطور المتسارع للتعاون بين الجانبين في كافة المجالات".

من جانبه، كان الرئيس الصيني شي جين بينغ تحدث بنظرة شاملة إلى أن الصين والدول العربية شريكا التعاون الطبيعيان في بناء "الحزام والطريق، وقال إنه يجب على الجانبين تكريس روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، بما يزيد القواسم المشتركة للأمتين في طريقهما إلى النهضة. وبفضل التوجيه والإرشاد والدعم من قادة الجانبين، صار للعلاقات الصينية العربية مشهد جديد.

تعاون شامل&

ومن جهتها، قالت وكالة (شينخوا) الصينية في تقرير: إن علاقات التعاون الاستراتيجية الصينية العربية التى تتميز بالتعاون الشامل والتنمية المشتركة أقيمت خلال الاجتماع الوزارى الرابع للمنتدى، الذي&انعقد في&مدينة تيانجين في&شهر مايو 2010، وبعد 8 سنوات فقط من إقامة تلك العلاقات، شهد الاجتماع الوزاري&الثامن الارتقاء بها إلى الشراكة التي&تمثل مستوى أعلى للتعاون الثنائي، حيث لم تقم الصين هذه الشراكة مع العالم العربي&ككل في&السابق، ما عدا بعض الدول العربية.

وأشارت الوكالة الصينية، إلى أن الوصول بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية يعد نتيجة محتومة للتعاون السريع والسليم بين الجانبين، خاصة فى إطار بناء مبادرة "الحزام والطريق"، حيث تم توقيع مذكرات تفاهم بشأن بناء "الحزام والطريق" بين الصين و9 دول عربية حتى نهاية يونيو الماضي، فيما أصبحت الصين أكبر شريك تجارى لعشر دول عربية.

الجانب العربي

وإلى ذلك، فإنه من الجانب العربي، يرى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أن الشراكة الاستراتيجية والعلاقات العربية الصينية تشكل "نموذجا ناجحاً" للتعاون جنوب - جنوب و تتجه "نحو تحقيق تكامل حقيقي" في العديد من المجالات لكونها لا تقتصر على التنسيق في المسائل السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك والتعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري فقط، بل تشمل كذلك تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب العربية والصين، معبرًا في هذا الاطار عن تطلع الجزائر إلى توسيع أفاق التعاون العربي الصيني من خلال هذا المنتدى و برنامجه التنفيذي (2018-2020).