ثريسور: يحاول رجال الإنقاذ بمساندة عشرات المروحيات ومئات السفن، إنقاذ آلاف الأشخاص الذين تحتجزهم الفيضانات في ولاية كيرالا الهندية، التي أسفرت عن أكثر من 350 قتيلا، فيما يستمر هطول الأمطار الغزيرة.
وأعلنت السلطات المحلية الأحد أن حصيلة ضحايا هذه الفيضانات، وهي الأخطر التي تتعرض لها هذه الولاية في جنوب الهند منذ قرن، قد ارتفعت الى 357 قتيلا. وكانت الحصيلة السابقة 324 قتيلا.
وتتعرض هذه المنطقة السياحية في جنوب الهند، منذ نهاية شهر مايو لأمطار غزيرة أدت الى انزلاقات للتربة وفيضانات مفاجئة جرفت قرى بكاملها.
واضطر حوالى 350 الف شخص للجوء الى ثلاثة آلاف مخيم للطوارئ. وانتشر آلاف من عناصر جيش البر والبحرية وسلاح الجو لمساعدة الأشخاص الذين ما زالت الفيضانات تطوقهم. وتعرضت طرق كثيرة و134 جسرا لأضرار وعزلت مقاطعات بكاملها في مناطق تلال كيرالا الأكثر تضررا.
ويوجه سكان مرعوبون نداءات استغاثة على شبكات التواصل الإجتماعي، مؤكدين أنهم لم يتمكنوا من الاتصال بأجهزة الإغاثة.
وأكد مسؤول محلي أن انهيار الشبكات المحلية أدى الى تعقيد القدرة على الإتصال بالناس.
تمت الاستعانة بمروحيات لالقاء زجاجات من مياه الشرب ومواد غذائية في مناطق معزولة، وأرسلت أيضا قطارات محملة بمياه الشرب نحو كيرالا.
مدينة معزولة عن العالم
فتحت عشرات السدود والخزانات، لأن مستوى المياه قد بلغ عتبة خطرة. وقد غمرت المياه عددا كبيرا من القرى الواقعة في مجرى التيار. وذكرت الحكومة المحلية أن أكثر من 10 آلاف كلم من الطرق تضررت.
الوضع في مدينة شينغانور التي تبعد 120 كلم شمال ثيروفانانثابورام عاصمة كيرالا، وقطعت عن العالم طوال اربعة ايام، يتسم بخطورة بالغة. وأرسلت سفن للجيش وجنود الى هذه المدينة التي عثر فيها على جثث كما ذكرت وسائل الاعلام.
وقال ساجي شيريان الذي يمثل شينغانور في جمعية كيرالا، لتلفزيون "ايجانت" انه يتخوف من حصيلة تبلغ 50 قتيلا على الأقل في مدينته، وانفجر بالبكاء لدى مطالبته بمروحيات لانقاذ الناس. وسيقفل مطار كوشي الدولي حتى 26 أغسطس على الاقل.
وقد زار كيرالا اكثر من مليون سائح في العام الماضي، كما تفيد الإحصاءات الرسمية. وهي تتعرض كل سنة لأمطار غزيرة خلال الرياح الموسمية (من يونيو الى سبتمبر) لكن الأمطار غزيرة جدا هذه المرة.
وتقول وزارة الداخلية الهندية إن 868 شخصا لقوا مصرعهم في سبع ولايات هندية منذ بداية الرياح الموسمية. وتؤكد الحكومة المحلية أن قيمة الخسائر التي أوقعتها في ولاية كيرالا هذه الأحوال الجوية السيئة، بلغت 2.9 مليار دولار "حسب تقديرات أولية". وأوضح البيان أن الخسائر النهائية "لا يمكن تحديدها إلا عندما تنحسر المياه".
من أجل تعزيز عمليات الاغاثة، طلب رئيس السلطة التنفيذية في كيرالا، أموالا اضافية وارسال عشرين مروحية و600 سفينة مزودة بمحركات اضافة الى السفن التي ارسلت حتى الان. واعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي حلق السبت بمروحية فوق الولاية المنكوبة، عن مساعدة فورية تبلغ 75 مليون دولار.
التعليقات