يقول مساعدو الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الأخير، ومنذ اكتشافه أن بإمكانه إصدار قرارات العفو من دون العودة إلى أحد، شعر بسعادة غامرة، بسبب امتلاكه لهذه القوة غير المقيّدة.

إيلاف من نيويورك: سلطة إصدار قرارات العفو وفرت على ترمب الكثير، فهو ليس بحاجة إلى انتظار موافقة الكونغرس على مقترحاته.&

ونقلت بوليتيكو عن دوغلاس بيرمان، أستاذ القانون في جامعة ولاية أوهايو، قوله في معرض وصف سلطة الرئيس الأميركي في هذا السياق، إنه "يمكنه فعل ذلك بجرة قلم، وبالطريقة التي يريدها".

سلاح ذو حدين
لكن امتلاك ترمب لهذه السلطة الخارقة يعدّ بمثابة سلاح ذو حدين، خصوصًا إذا قرر إصدار عفو عن رئيس حملته السابق، بول مانافورت، الذي أدين منذ أيام قليلة بثمانية اتهامات تتعلق بالتهرب الضريبي، والتزوير، وعدم التصريح عن امتلاكه حسابات مصرفية في الخارج.

جريمته الكبرى
وأبدى ترمب تعاطفًا كبيرًا مع مانافورت، رغم قرار هيئة المحلفين بإدانته. وقال نيوت غينغريتش، أحد حلفاء الرئيس الموثوقين، "إن ترمب يعتقد أن جريمة مانافورت الكبرى كانت إدارة حملته الانتخابية. لو كان قد أدار حملة كلينتون، لكان قد حصل على الحصانة، ولم يكن ليواجه أي مشاكل".

تأجيل العفو
وكان الرئيس الأميركي حذروه من إمكانية إصدار قرار عفو عن مانافورت، أقله في الفترة الحالية. وأخبر رودي جولياني صحيفة "واشنطن بوست" أن "اجتماعًا حصل مع الرئيس، الذي وافق على عدم إصدار قرار عفو عن مانافورت الذي يواجه محاكمة ثانية، حتى بعد انتهاء الانتخابات النصفية".

وأشارت بوليتيكو إلى أن "كبار مسؤولي ترمب زعموا بأنهم تمكنوا من إقناعه بعدم إصدار مثل هذا القرار"، لكنهم أعربوا عن اعتقادهم أنه سيقوم بهذا العمل على كل حال.

ليس مطروحًا للنقاش
المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، أكدت يوم الأربعاء الماضي أن موضوع العفو عن بول مانافورت ليس مطروحًا للنقاش، وعادت وأصدرت إيضاحًا لفتت فيه إلى أن هذا الموضوع ليس مطروحًا داخل البيت الأبيض".

العفو عن فاسد
خشية حلفاء ترمب من إصدار العفو تعود إلى قناعتهم التامة بأن هذه الخطوة ستُحدث عاصفة سياسية يقف خلالها الديمقراطيون وقسم من الجمهوريين في وجه الرئيس، كما ستؤدي إلى زعزعة الثقة بترمب، الذي تحدث أكثر من مرة، عن نيته "تجفيف المستنقع" في واشنطن، فإذا به يريد إصدار قرار عفو عن "فاسد" بنظر الكثيرين.

الغالبية ضده
معارضة العفو عن مانافورت لا تقف فقط عند الدائرة القريبة من ترمب. ففي استطلاع للرأي أجرته بوليتيكو ومورنينغ كونسلت، أعرب 60% بالمئة ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن العفو عن مدير حملة ترمب السابق أمر غير ملائم. فيما قال فقط 11 % إنه سيكون قرارًا مناسبًا، فيما فضّل 29% عدم الكشف عن رأيهم.

العفو المحتمل لا يحظى بشعبية وسط أنصار الحزب الجمهوري أيضًا. ووفق الاستطلاع نفسه فإن ثمانية وثلاثين بالمئة لا يعتبرون القرار مناسبًا، في مقابل عشرين بالمئة يقفون إلى جانب إصدار العفو.