في أقل من عام واحد سقط ستيف بانون كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق للرئيس الأميركي بشكل مدوّ بعدما أثبتت التجارب أن صاحب الفضل الأول في فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية عام 2016 هو ترمب بالمشاركة مع القاعدة الشعبية التي استنهضها خلال حملته الانتخابية.

إيلاف من نيويورك: بانون الذي نسب نجاح المرشح الجمهوري إلى نفسه، مُدّعيًا وقوفه خلف الشعارات التي رفعها ترمب، ولاقت استحسان الناخبين، أصبح اليوم وحيدًا يستجدي الظهور إلى جانب مرشحين جمهوريين للانتخابات النصفية من دون أن يحقق مراده في معظم الأحيان.

تقهقر بانون
وكشفت التقارير الصحافية الواردة من الولايات الأميركية مدى تقهقر بانون على المستوى السياسي في البلاد، فالمنظر الشعبوي الذي أراد تدمير المؤسسة الجمهورية وإطاحة المسؤولين التقليديين من قيادة الحزب بات غير مرغوب فيه من قبل شخصيات في التيار الذي يدّعي تمثيله.

سوروس اليمين
وفي الوقت الذي يريد فيه بانون قيادة الثورة الشعبوية وقوى اليمين في أوروبا، ومقارعة جورج سوروس، يعجز عن تأمين حشد كاف للمهرجانات الانتخابية التي يشارك فيها لمصلحة المرشحين في الدوائر الانتخابية.

حضور هزيل
بحسب "دايلي بيست"، فإن ثمانية وثلاثين شخصًا فقط حضروا حفلًا انتخابيًا شارك فيه بانون من أجل دعم أحد المرشحين الجمهوريين في ستاتن آيلاند في نيويورك.&

أما في بافالو فوجد منظم الحفل مايكل كابوتو صعوبة في إقناع المرشحين بحضور احتفال انتخابي كان كبير المساعدين السابق ضيف الشرف خلاله، حيث اكتفى بإلقاء كلمة تحدث فيها عن أهمية دوره في انتخابات 2016، وانسحب المرشح لعضوية مجلس ولاية نيويورك ديفيد ديبيترو من الحفل أيضًا.

صدمة في فلوريدا
ورغم مأساوية المشهد بالنسبة إلى بانون في الشمال الشرقي للولايات المتحدة، إلا أن أوضاعه كانت أكثر سوءًا في الجنوب الشرقي، وتحديدًا في فلوريدا، فقد كان من المقرر أن يشارك في حفل عشاء في مدينة هيلزبورو بمناسبة الذكرى الثانية لفوز ترمب بالانتخابات، وحددت أسعار البطاقات على الشكل الآتي: 20 ألف دولار لقاء طاولة تضم عشرة مقاعد يجلس عليها بانون، وألف دولار لبطاقة تخوّل حاملها الجلوس على طاولة كبار الشخصيات، و125 دولار للطاولات العامة.

العشاء أصبح مجانيًا
عدم الإقبال على شراء البطاقات دفع بالقيّمين على النشاط إلى تخفيض الأسعار، حيث أصبحت طاولة بانون بخمسة آلاف دولار، وانخفضت أسعار بطاقات كبار الشخصيات إلى خمسمئة دولار، والمقاعد العامة إلى خمسين دولار.&

لكن هذه التنزيلات لم تغيّر شيئًا على ما يبدو، لأن العشاء أصبح مجانيًا بعد ذلك. وقال الجمهوري جيف لوكنز نائب رئيس مجلس الشيوخ في هيلزبورو لصحيفة "تامبا باي تايمز" إن العشاء أصبح مجانيًا، بعد قيام أحد المانحين بتغطية النفقات كاملة".

أسقطه ترمب
ومنذ خروجه من البيت الأبيض، بدأ وهج بانون يخف أكثر فأكثر، حتى أسقطه ترمب بالضربة القاضية في مطلع العام الحالي إثر تصريحات أدلى بها للكاتب مايكل وولف، صوّب خلالها على أفراد عائلة ترمب، ووصف اجتماع برج ترمب، الذي ضم نجل الرئيس وصهره جاريد كوشنر، ورئيس حملته الانتخابية السابق بول مانافورت مع شخصيات روسية، بالخيانة.

فشل أوروبي
وإذا كان بانون قد فقد دوره في الولايات المتحدة حاليًا، فإن جهوده الأوروبية في محاولة قيادة الثورة الشعبوية في القارة العجوز لن يكتب لها النجاح غالب الظن، وذلك لسبب بسيط يتمثل في الفكرة الرئيسة لهذا الحراك المستندة إلى القومية. فدعاة هذا التيار (الشعبوي) داخل كل دولة أوروبية لا يقبلون بتزعم شخصية من خارج دولتهم عليهم، حتى وإن كان أوروبيًا، فكيف سيتقبلون فكرة قيادة أميركي قادم عبر المحيط الأطلسي لحركتهم.


...