لندن: اكتشف علماء أن إنسان النيندرتال لم يكن أكثر عنفاً من الانسان الحديث ومهارته في الصيد لا تقل عن مهارة الانسان الحديث، في خطوة جديدة نحو رد الاعتبار إلى النيندرتال.&

وكانت دراسات سابقة لجماجم النيندرتال اظهرت معدلات عالية من الاصابات الرأسية في مؤشر إلى أنّهم كانوا كثيري العراك مع حيوانات كبيرة ومع بعضهم البعض.&

وتعني هذه الأدلة ضمناً ان البنية الاجتماعية التي عاش فيها افراد النيندرتال كانت بنية فوضوية تؤدي إلى الاقتتال العنيف واستخدام طرق صيد بدائية تعتمد على اسلحة الاشتباك القريب بحيث كانوا في احيان كثيرة يقعون فريسة الدببة أو الضباع.

ولكن مراجعة جديدة للأدلة توصلت إلى أنّ للانسان الحديث اعداداً مماثلة من الاصابات الرأسية في مؤشر إلى أنّ نمط حياته كان على الأرجح مماثلا لنمط حياة النيندرتال، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف.&

ونقلت الصحيفة عن البروفيسورة كاترينا هارفاتي من معهد النشوء والإيكولوجيا في جامعة توبنغين الالمانية قولها "ان نتائج دراستنا تدحض الفرضية القائلة ان افراد النيندرتال كانوا أكثر عرضة للاصابات الرأسية من البشر الحديثين، ولذلك نحن نعتقد ان من الضروري إعادة النظر بالرأي الشائع الذي يذهب إلى أنّ سلوكيات النيندرتال تسبب مستويات عالية من الاصابات نتيجة العنف والقدرات المتخلفة في الصيد".&

وأضافت البروفيسورة هارفاتي ان المحصلة تقول ان انماط حياة النيندرتال لم تكن أخطر من أنماط حياة أسلافنا من البشر الحديثين الأوائل.&

عاش أفراد النيندرتال في غرب يوريشيا منذ 400 الف عام إلى أنّ انقرضوا قبل نحو 40 الف سنة ممهدين الطريق لتطور الانسان الحديث.&

وكان يُعتقد على نطاق واسع ان البشر الحديثين انتصروا عليهم في المنافسة ولكن الدراسة الجديدة تشير إلى أنّ عاملا آخر قد يكون السبب.&

درس الباحثون قاعدة بيانية أُنشأت حديثاً لأكثر من 800 عينة متحجرة تضم 114 جمجمة بشرية و90 جمجمة نيندرتال، بإصابات ومن دون إصابات. ثم صمموا نماذج احصائية دقيقة تأخذ في الاعتبار الجنس والعمر وزمن الوفاة والموقع الجغرافي والحالة التي احتفظت بها العظام.&

وأظهرت النتائج ان الذكور كانوا أكثر عرضة للاصابة من الاناث بين النيندرتال والبشر الحديثين الأوائل على السواء في مؤشر إلى وجود تقسيم عمل. ولكن لم يكن هناك فارق في عدد الاصابات وتواترها بين النيندرتال والانسان الحديث.&

وعلقت الباحثة مارتا لار من جامعة كامبردج قائلة ان هذا يعني ان المخاطرة والخطر كانا جزء من حياة افراد النيدندرتال بقدر ما كانا جزء من ماضينا النشوئي وان النتيجة تسند الأدلة المتزايدة على ان افراد النيندرتال كانوا يشتركون بالكثير مع المجموعات البشرية المبكرة.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.telegraph.co.uk/science/2018/11/13/neanderthals-no-violent-modern-humans-study-suggests/
&


&