إيلاف من لندن: فيما تشير توقعات الاحوال الجوية في العراق إلى هطول أمطار غزيرة في انحاء البلاد خلال الايام الثلاثة المقبلة وسط خشية من تكرار سيول ستسبب خسائر جديدة في الارواح والممتلكات، فقد اعلنت المنظمة الدولية للهجرة حال التأهب لجميع اجهزتها العاملة في هذا البلد.&

&وتشير هيئة الارصاد الجوية إلى أنّ العراق يواجه منخفضا جويا بدءا من مساء الغد وحتى السبت سيؤدي إلى أمطار غزيرة جدًا خاصة في المناطق الشمالية والغربية في محافظات نينوى وشمال صلاح الدين و السليمانية واربيل ودهوك و كركوك،&فيما تشهد المناطق الوسطى والجنوبية أمطارا ما بين المتوسطة والغزيرة يومي الجمعة والسبت.

وسجلت مدينتان عراقيتان الأحد الماضي ضمن الأعلى بكميات الأمطار في العالم ضمن جدول ضم 15 مدينة في العالم، حيث بين ان قضاء العزيزية بمحافظة واسط العراقية الجنوبية قد احتل المرتبة الثامنة وبكمية بلغت 108 ملم، فيما احتل قضاء الفاو في البصرة الجنوبية المرتبة 13 بكمية 82 ملم، فيما ادت الفيضانات والسيول الناتجة عن هذه الأمطار إلى مصرع 21 شخصا في عموم البلاد.

استعدادات دولية&

ولمواجهة آثار السيول الناتجة عن الأمطار المتوقعة، فقد اعلنت المنظمة الدولية للهجرة في العراق التأهب في اجهزتها العاملة في هذا البلد وستظل على أتم الإستعداد للإستجابة للاحتياجات الناشئة ازاء ذلك، وستواصل العمل بشكل وثيق مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية والشركاء الآخرين في المجال الإنساني لضمان الإستجابة الفعالة في الوقت المناسب للأشخاص الأكثر تضرراً.

&

&

واضافت المنظمة في تقرير اليوم تسلمت نصه "إيلاف" أن الفيضانات الواسعة النطاق التي شهدها العراق مطلع الاسبوع الحالي تسببت في حدوث دمار في جميع أنحاء العراق، مما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص وإلحاق أضرار واسعة النطاق بالمنازل والبنية التحتية والزراعة وتفاقم الظروف المعيشية للنازحين داخلياً.

وأوضحت انه في ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻧﯾﻧوى الشمالية فقد تضررت ﻣﺧﯾﻣﺎت القيارة وجدعه للنازحين جراء ﺎﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت ومن بين حوالي 7500عائلة تقيم في مخيم قيارة، فقد غرقت 2392 خيمة بالكامل، ما أجبر مئات العائلات على اللجوء إلى العيادة الصحية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وغيرها من المناطق العامة.&

فقد استضافت العيادة الصحية في مخيم قيارة ما يقرب من 300 فرد وزودت النازحين بالبطانيات والمدافئ وخدمات الرعاية الصحية الطارئة، كما نقلت سيارة الإسعاف التابعة للمنظمة الاشخاص الذين كانوا بحاجة إلى المساعدات الطبية لأنهم غير قادرين على الوصول إلى العيادة.

المياه في خيم النازحين إلى الرُكَب&

وقال كامل حسين وهو أحد سكان مخيم القيارة "لم نتمكن من النوم على الإطلاق لأن المكان كله مبلل، ولم نستطع&الجلوس ووصل مستوى المياه داخل خيمتنا حتى الرُكب فكل متعلقاتنا الخاصة وكل ما نحتاج إليه بشدة في هذا الشتاء اصبح عدماً بسبب الوحل المتبقي بعد الفيضان".&

&

سيول داخل المدن العراقية

&

وأضاف "كان علينا أن نضع أطفالنا فوق سطح المطبخ المشترك لإخراجهم من الوحل حتى الطعام والحبوب المخزون غرقا جراء الفيضانات. نحن في حاجة ماسة إلى الملابس والفرشات والبطانيات والوقود والمواد الغذائية ".&

600 شخص يقومون بعمليات مساعدة وإنقاذ

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أنّ فرق التقييم والإستجابة السريعة تحركت على الفور وقامت بتقييم الأضرار والاحتياجات في المخيمات حيث استخدمت المنظمة اكثر من 600 شخص من سكان المخيمات لتصفية قنوات الصرف الصحي لضمان تدفق المياه من المخيم وقامت بإصلاح الطرق المتضررة لإستعادة الوصول إلى المخيمات، مما سمح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى أكثر النازحين تضررا.

وقالت المنظمة انها بدأت بالتنسيق مع كيانات إدارة المخيم وممثل منظمة نينوى الطوعية للنازحين والمجلس الدنماركي للاجئين على الفور بتوزيع المئات من مجموعات الإغاثة على الأسر الأكثر تضرراً.&

وأوضحت انه منذ يوم الجمعة تم توزيع أكثر من 3150 مجموعة من الأدوات الأساسية غير الغذائية للأسر في مخيمي القيارة وجدعه والتي تتكون من الفرش والشراشف والأغطية البلاستيكية ومصابيح تعمل&بالطاقة الشمسية والضوء القابل لإعادة الشحن وطباخات ومجموعة من ادوات المطبخ.
&
تفاقم الظروف المعيشية&للنازحين

وفي هذا الصدد، قال جيرار وايت رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق "لقد أدت الأمطار والفيضانات التي أعقبتها في جميع أنحاء العراق خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى تفاقم الظروف المعيشية للسكان الأكثر تضررا بما في ذلك الأسر النازحة المقيمة في المخيمات، حيث أبرزت الفيضانات أهمية الجهات الفاعلة في المجال الإنساني التي تحافظ على القدرة التشغيلية في العراق من أجل زيادة المساعدات الطارئة في حالة وقوع الكوارث".&

واكدت المنظمة انه مع توقع هطول المزيد من الأمطار خلال الأيام المقبلة، فإنها تظل على أتم الإستعداد للإستجابة للاحتياجات الناشئة ازاء ذلك وستواصل المنظمة العمل بشكل وثيق مع وزارة الهجرة والمهجرين التابعة للحكومة العراقية والشركاء الآخرين في المجال الإنساني لضمان الإستجابة الفعالة في الوقت المناسب للأشخاص الأكثر تضرراً.

وتسببت الفيضانات الاخيرة في وفاة 21 شخصا بينهم نساء وأطفال، كما أدت أيضا إلى نزوح عشرات آلاف العائلات بحسب ما قال متحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، موضحًا أن "البعض قتل بفعل انهيار أسقف المنازل أو حوادث سير أو صعقا بالكهرباء" في المحافظات الشمالية والجنوبية على السواء.

ومن أكثر المناطق تأثرًا كانت ناحية الشرقاط (250 كيلومترا شمال بغداد)، حيث دمرت آلاف المنازل وفرت العائلات مع اجتياح السيول للمنطقة.

25 الف شخص بمحافظتين بحاجة إلى المساعدة

وأشارت بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق إلى أنّ هناك ما يقرب من 10 آلاف شخص في محافظة صلاح الدين و15 ألف شخص في محافظة نينوى بحاجة إلى المساعدة، بمن فيهم آلاف الأسر التي تعيش في مخيمات النازحين.

ومسألة الفيضانات ليست جديدة في العراق إذ قضى 58 عراقيا في العام 2015 نتيجة السيول والصعقات الكهربائية أثناء هطول أمطار غزيرة، وذلك بسبب البنى التحتية المتهالكة بفعل سنوات الحرب التي عاشتها البلاد.

يذكر أن الأمطار الغزيرة في العراق تتسبب سنوياً بمقتل وإصابة العشرات، إضافة إلى تخريب آلاف المساكن في المحافظات المحاذية لايران بسبب السيول التي تنحدر من مناطق مرتفعة في الأراضي والمرتفعات الايرانية المجاورة وغياب التخطيط لاحتواء هذه السيول في سدود أو بحيرات على الحدود يمكن الاستفادة منها في فصل الصيف الجاف.