أعلن تنظيم "جيش الإسلام"، أكبر الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية، أنه توصل إلى اتفاق مع روسيا، الداعم الرئيسي للحكومة السورية، على إجلاء المصابين من المنطقة المحاصرة.

وأوضح التنظيم أن إجلاء المصابين سيحدث على مراحل، لكنه لم يحدد موعد بدء العملية.

ولم تؤكد روسيا التوصل إلى اتفاق، لكن الأمم المتحدة قالت إن ثمة محادثات كانت تجرى بهذا الشأن.

وقتل أكثر من 1100 شخص وأصيب 4 آلاف منذ كثفت الحكومة عملياتها العسكرية ضد الغوطة الشرقية في 18 فبراير/ شباط.

واستعاد جنود ومسلحون مساندون للحكومة 60 في المئة من الغوطة الشرقية الواقعة في ضواحي العاصمة دمشق، وقسموها إلى ثلاثة جيوب في الأيام القليلة الماضية.

وأدى تقدم القوات الحكومية إلى نزوح آلاف العائلات، وهو ما أدى إلى وقوع ما يصفه مجلس المعارضة في دوما بـ"كارثة" إنسانية.

وقال المجلس إن الملاجئ أصبحت مكتظة حتى أن بعض العائلات أصبحت مضطرة للمبيت في العراء، وأن ما لا يقل عن 70 شخصا دفنوا في متنزه بسبب تعذر الوصول إلى المقابر.

في هذه الأثناء، قالت الولايات المتحدة إنها أعدت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف الأعمال العسكرية في أنحاء سوريا لمدة 30 يوما.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا بالفشل في ضمان تنفيذ قرار لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار أقر قبل أسبوعين.

ملاجئ
Reuters
تشير تقارير إلى أن الملاجئ في دوما فاقت طاقتها الاستيعابية

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد قدم تقريرا للمنظمة الدولية بعد ظهر أمس قال فيه إن الأعمال القتالية قد استؤنفت في أنحاء سوريا وتكثفت في الغوطة الشرقية، بالرغم من القرار.

وأضاف قائلا إنه لم يتم فك الحصار في أي موقع، كما لم يجر إجلاء أي من المصابين أو المرضى.

وقال إن المنظمة الدولية عرضت التوسط بين الحكومة السورية والمسؤولين الروس من جهة والتظيمات الرئيسية الثلاثة المعارضة في الغوطة الشرقية، وهي جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام، من جهة أخرى.

وكانت هناك اجتماعات بين مسؤولين روس وتنظيم جيش الإسلام الأسبوع الماضي أثناء تقدم القوات السورية نحو المراكز العمرانية في الغوطة الشرقية.

وقال غوتيريس إن تقدما قد أحرز في المحادثات.

وكانت روسيا قد أخبرت الأمم المتحدة السبت أن وقفا أحادي الجانب لإطلاق النار سيبدأ في الجيب الشمالي حول دوما التي يسيطر عليها جيش الإسلام.

واستؤنفت المحادثات الأحد والإثنين. وأعلن جيش الإسلام على إثرها التوصل إلى اتفاقية لإجلاء المصابين من أجل تقديم العلاج لهم خارج الغوطة.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف شخص مصابون أو في أوضاع صحية خطيرة، معظمهم من النساء والأطفال، يحتاجون للإجلاء بشكل ملح، ومنهم 77 حالة طارئة.

وعبر غوتيريس أيضا عن قلقه من قصف المعارضة لأحياء سكنية في دمشق الذي خلف عشرات القتلى.

في هذه الأثناء، أعلن الجيش السوري بسط سيطرته على قرية وبعض المزارع في ضواحي بلدة جسرين في الجيب الشمالي الذي يسيطر عليه تنظيم فيلق الرحمن.