إيلاف من برلين: تظهر استطلاعات الرأي العلمية ان الخوف من الزهايمر بين الألمان لايقل عن خوفهم من السرطان، وانه يقض مضاجع 50% منهم. فالخشية من فقدان الذاكرة والعته المرافق للمرض لايعد بحياة سليمة بالنسبة للألمان في مرحلة الشيخوخة.
وربما يكمن الأمل في عقار ألماني جديد يقول العلماء الألمان انه سيحدث خرقاً في وقف تقدم الزهايمر. أذ يتدخل عقار"Pri-002" في عملية تراكم البيتا-اميلويد في خلايا الدماغ ويوقف بالتالي تفاقم أعراض المرض.
ومعروف ان البيتا-اميلويد عبارة عن بروتينات صغيرة فائقة الحركة وضارة بخلايا الدماغ. ويؤدي تراكم البيتا-اميلويد في خلايا الدماغ إلى وقف نشاط الخلايا واضعاف الذاكرة ونشوء مرض الزهايمر. وتتجمع جزيئات البيتا-اميلويد على المستقبلات العصبية في الخلايا الدماغية، على سطوح هذه الخلايا، هذا يؤدي إلى فقدان الخلايا القدرة على الاتصال ببعضها.
ويعود الفضل في تطوير عقار Pri-002إلى فريق من العلماء الألمان من معهد يوليش للأبحاث الطبية في مدينة يوليش، والكلية الطبية في جامعة هايرنيش هاينه في مدينة دسلدورف.
الفئران استعادت ذاكرتها
وأكد البروفيسور ديتر فيلبولد، من معهد الابحاث في يوليش، ان العقار اثبت جدارته حتى الآن في التجارب على الفئران في المختبر. وكانت نتائج التجارب واعدة جداً بتقدير الباحث، واستعادت الفئران، التي عولجت بعقارPri-002 ، الكثير من ذاكرتها وقدراتها الذهنية وقابلياتها على التعلم.
وأشار فيلبولد إلى تجارب ستجرى على البشر قريباً للتأكد من ان العقار الجديد خال من الأعراض الجانبية والمضاعفات. وتجرى هذه التجارب على40 إنساناً متطوعاً من المعانين من مرض الزهايمر. ويفترض أن يتم تقسيمهم في مجموعتين، تتلقى المجموعة الأولى عقار Pri-002بشكل كبسولات، بينما تتلقى المجموعة الأخرى علاجاً كاذباً(بلاسيبو) من كبسولات مماثلة.
واعتبر فيلبولد الدراسة اللأولى المقبلة جزء من تجارب اختبار للعقار تجري في ثلاث مراحل. تتم تجربة العقار في المرحلة الثانية على عدد أكبر من المرضى باستخدام مجموعة مقارنة، في حين ستجري التجارب في المرحلة الثالثة على عدد كبير من مرضى الزهايمر من كل مستشفيات ألمانيا ومن مختلف البلدان الأوربية وغير الأوربية.
وقف تقدم المرض
وأكد الباحث الألماني ان العقار يوقف تراكم المزيد من بيتا-اميلويد في الخلايا العصبية، وعلى هذا الأساس فأنه يوقف تقدم المرض. وأضاف انه من غير الممكن استعادة الخلايا الدماغية، التي تلفت بسبب البيتا-اميلويد، وهذا يعني ان العقار لن يعيد للخلايا القديمة المصابة وظائفها الذهنية.
ويعتبر مرض الزهايمر عصياًعلى العلاج حتى الآن، ويعاني1,2 مليون ألماني من أعراضه، ونحو25 مليون انسان على المستوى العالمي، بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية التابعة إلى الأمم المتحدة.
ارتفعت نسبة الوفيات نتيجة للإصابة بالزهايمر بنسبة50% خلال15 سنة، لكن أدوية كثيرة مضادة للمرض لم تظهر. ولم تشهد أوربا اجازة عقار جديدة ضد الزهايمر منذ 2002، ولم تشهد الولايات المتحدة عقاراً جديداً ضده منذ 2003، رغم التكهنات حول ازدياد الاصابات به وعدم تراجعها.
لا خروقات حتى الآن في علاج الزهايمر
يعود الفضل إلى الباحث الألماني الويس الزهايمر في تشخيص ووصف أعراض المرض، الذي حمل اسمه، منذ العام1907، أي قبل عصر البنسلين، لكن ما تحقق من"خروقات" على صعيد علاجه أو وقف تقدمه لا تستحق الذكر.
وانفق العلماء الملياردات في محاولات الكشف عن آلية حصول المرض في الدماغ، لكن ما تفتق عن هذه الدراسات لايعدو نظريات، يختلف عليها العلماء أكثر مما يتفقوا. وإذ نجح العلم في تطوير آلاف المضادات الحيوية البديلة للبنسلين، يعول الأطباء على عدد قليل من العقاقير(مثل اريسبيت)، في معالجة الزهايمر، التي تقلل أعراض المرض ولاتكبح جماحه.
التعليقات