فيما كشفت مصادر عراقية عن وضع القوات الأمنية على الحدود مع سوريا في حالة تأهب قصوى فقد وصف الصدر تهديدات ترمب مشق بأنها استفزازية محذرًا من جر المنطقة إلى الهاوية.. في وقت حذر فصيل شيعي عراقي موالي لايران من عواقب وخيمة على المنطقة من ضرب سوريا.
إيلاف من لندن: حذر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر من جر المنطقة إلى الهاوية اثر تأكيد الرئيس الاميركي دونالد ترمب بأن بلاده ستضرب سوريا.. وأكد زعيم التيار الصدري قائلا "لن نقف مكتوفي الايدي اذا تعرضت مقدساتنا للخطر في سوريا".
جاء ذلك في رد للصدر على سؤال لاحد انصاره حول التهديدات الاميركية قال فيه " كثيرا ما يصرح رئيس دولة الشر اميركا ضد الوطن العربي وإلى الان العرب ساكتون عما يحدث بالمنطقة.. وتصريحاتهم توحي وكأن العرب ملكهم.. قبلها القدس والان سوريا واليمن فما هو ردك على هذه التصريحات؟ ونحن نعلم انك رافض للتدخلات الاجنبية بشؤون الشعوب".
وقد رد الصدر على ذلك في جواب اطلعت "إيلاف" على نصه قائلا "نعم تصريحات الرئيس الاميركي بخصوص سوريا في هذه الايام تصريحات استفزازية ستجر المنطقة إلى الهاوية فالحروب
ليست حلا عقلانيا على الاطلاق والتدخل بشأن الشعوب والدول امر مرفوض فالشعب السوري هو المعني الأوحد في تقرير مصيره وحكومته".
واضاف الصدر "ثم اننا في العراق لن نسمح ان تتوسع الحرب في سوريا وتنسحب على العراق ومن هنا فنحن نبدي للحكومة العراقية استعدادنا لحماية الحدود الغربية لكي نبعد الشر الاميركي بل الاحتلال الاميركي لسوريا وسوف لن نقف مكتوفي اليد فيما اذا تعرضت مقدساتنا في سوريا للخطر كما انصح الشعب السوري لرفض التدخل الاميركي والا تكررت مآسينا عندهم.
ومن جهتها قالت مصادر عراقية ان القوات العراقية على حدود الغربية مع سوريا قد وضعت في حال تأهب.. مشددة على ان هذه القوات مستعدة لمواجهة أي عمل عدائي قد ينطلق من المناطق السورية المتاخمة للحدود العراقية وذلك ردا على تصاعد الاحتمالات بإمكانية شن الولايات المتحدة ضربات على سوريا.
فصيل شيعي موالي لايران يحذر من عواقب وخيمة لضرب سوريا
وعلى الصعيد نفسه اعتبر هاشم الموسوي المتحدث باسم حركة "النجباء" احدى الفصائل الشيعية العراقية المسلحة الموالية لإيران الاربعاء اي عمليات عسكرية تشنها القوى الغربية وحلفاؤها على سوريا ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة بشكل عام.
وقال الموسوي ان "الحرب في سوريا ستكون اشبه ببرميل من البارود سوف ينفجر ولن تتمكن القوى الغربية من السيطرة على ذلك على الاطلاق وسوف يؤثر ذلك تأثيرا كبيرا على المشهد السياسي في المنطقة خاصة انه سيعد متنفسا لبعض العصابات كجبهة النصرة وجيش الإسلام" كما نقلت عنه وكالة "شفق نيوز" العراقية.
وأشار المسؤول الشيعي العراقي إلى ان "اميركا وبعض الدول الحليفة تدفع لإحداث مثل هذه الحرب والاضرار لن تطال سوريا فقط بل سوف تطال بعض المناطق".. واوضح ان "هناك موقفا رسميا ستعلنه النجباء في وقت لاحق اليوم".
معروف ان الاف العناصر المسلحة المنتمية إلى المليشيات الشيعية العراقية المدعومة من ايران تقتل في سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الاسد ضد معارضيه.
وفي وقت سابق اليوم اكد الرئيس ترمب عبر حسابه في "تويتر" بتغريدة مثيرة ردا على تهديدات روسية قائلا "استعدي يا روسيا الصواريخ قادمة" وذلك بعد أن توعدت موسكو في تصريحات سابقة بإسقاط أي صاروخ أميركي يطلق على الأراضي السورية.
وشدد ترمب على ان بلاده ستقصف سوريا بصواريخ متطورة وذكية وكتب على موقع تويتر ان على روسيا الاستعداد فصواريخ قادمة إلى سوريا ولن نسمح لأحد بحماية نظام مجرم. واضاف مخاطبا روسيا "لا يجب أن تكوني شريكا لحيوان قتل بالغاز شعبه ويستمتع بذلك".
وكان تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني قد نقل عن السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكي، قوله إن "أي صاروخ أمريكي يطلق على سوريا سيُسقط، وستُستهدف مواقع إطلاقه". وأضاف أن أي اشتباك "سوف يُستبعد حدوثه، ولذلك فنحن مستعدون لإجراء مفاوضات".
وقال زاسبكي إن تصريحه يعد تأكيدا على بيان الجيش الروسي منتصف مارس الماضي، الذي حذر بأنه سيرد على أي ضربة تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا.
ورد ترمب على تصريحات السفير الروسي قائلا "روسيا تتعهد بإسقاط جميع الصواريخ التي تطلق على سوريا. استعدي يا روسيا، الصواريخ قادمة، بحلتها الذكية الجديدة".. متابعا "لا ينبغي أن تكونوا شركاء مع حيوان قاتل بالغاز. يقتل شعبه ويستمتع بذلك".
تأتي هذه التوترات في الوقت الذي تبحث فيه واشنطن وحلفاؤها توجيه ضربة جديدة للنظام السوري، ردا على الهجوم الكيماوي الذي نفذه الأخير في دوما بالغوطة الشرقية قبل أيام وأدى إلى مقتل ما يزيد على 170 مدنيا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس ترمب ألغى الثلاثاء جولة مقررة إلى أمريكا اللاتينية هذا الأسبوع للتركيز على الرد على واقعة سوريا. وكان ترمب حذر يوم الاثنين من رد سريع وقوي بمجرد التأكد ممن تقع عليه مسؤولية الهجوم الكيماوي في سوريا.
وتعارض موسكو أي ضربة غربية على حليفها المقرب الأسد وعرقلت تحرك مجلس الأمن بشأن سوريا 12 مرة.
ومن المحتمل أن تشمل أي ضربة أصولا بحرية بالنظر إلى الخطر الذي قد تتعرض له الطائرات من منظومات الدفاع الجوي الروسية والسورية. وترابض في البحر المتوسط المدمرة دونالد كوك التابعة للبحرية الأميركية والمزودة بصواريخ موجهة.
التعليقات