لندن: في عملية وصفها بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بالنوعية والشجاعة الحازمة، استعادت إسرائيل ما قالت إنه تذكار من مقاتل عظيم قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل. 

فقد أعلن في إسرائيل أن جهاز (الموساد) استعاد ساعة الجاسوس الشهير إيلي كوهين "المصري المولد لأسرة مهاجرة من حلب" الذي كانت أعدمته السلطات السورية 1965 وسلمها لأرملته في مراسيم خاصة في مايو/ ايار الماضي. 

ولم يتم الكشف عن تفاصيل "العملية الخاصة" التي نفذت في الأوان الأخير وحصلت فيها الموساد على الساعة من سوريا.

وقال رئيس الموساد:"إيلي ارتدى ساعة اليد هذه في سوريا حتى يوم إلقاء القبض عليه وكانت الساعة جزء من هويته العربية المزيفة باسم كامل أمين ثابت".

عرض الساعة 
وفقا للحكومة الإسرائيلية، فقد تم عرض الساعة في مقر الموساد في تل أبيب كنصب تذكاري لكوهين، الذي تصفه بـ"البطل الأسطوري"، وسيتم نقل الساعة إلى عائلة الجاسوس خلال عطلة عيد الميلاد في روش هاشانه في سبتمبر.

 

ساعة يد الجاسوس كوهين معروضة في مقر الموساد

 

وقالت نادية كوهين أرملة كوهين لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنه تم شراء الساعة على ما يبدو، لكنها لم تعرف من أين، وفقاً لصحيفة "هآرتس". 

من جهتها قالت ابنته للإذاعة الإسرائيلية إنها أعيدت إلى إسرائيل بعد أن تم شراؤها على الإنترنت.

عرض للبيع
وقالت: "لا أعلم إذا ما كان سمح بنشر ذلك، لكن الساعة كانت معروضة للبيع في دولة معادية وتم شراؤها عبر الإنترنت". 

وأوضحت ابنة كوهين أن "شخصا ما توجه للموساد وأكد أن لديه الساعة، وأن الموساد أجرى الدراسات والاختبارات اللازمة للتأكد من كونها ساعة كوهين، وبعد ذلك قام بشرائها".

يشار إلى أن إيلي كوهين (الياهو بن شاؤول كوهين) المولود العام 1924 في مصر، كان هاجر إلى إسرائيل عام 1957، وانتسب إلى الخدمة في الوحدة 188 التابعة لدائرة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي عام 1959.

مجال التجسس
وعمل في مجال التجسس في الفترة 1961–1965 في سوريا، حيث أقام علاقات وثيقة مع التسلسل الهرمي السياسي والعسكري، وأصبح المستشار الأول لوزير الدفاع، وحصل على معلومات لا تقدر بثمن عن الجيش السوري وخططه العسكرية.

وكانت إسرائيل أرسلته العام 1961 إلى الأرجنتين ليكتسب هوية أرجنتيني من أصل سوري يحمل اسم كمال أمين ثابت.

 
الجاسوس كوهين وساعة يده
 

 وأرسل في نهاية العام ذاته إلى أوروبا ليعمل ممثلا لشركة بلجيكية ليتم إرساله من هناك إلى سوريا.

وكشفت سلطات مكافحة التجسس السورية في نهاية المطاف عن مؤامرة التجسس، واعتقلت كوهين وأدانته بموجب القانون العسكري قبل الحرب، وحكمت عليه بالإعدام في مايو/ أيار 1965. 

وقيل أن المعلومات الاستخبارية التي جمعها قبل إلقاء القبض عليه كانت عاملًا هامًا في نجاح إسرائيل في حرب 1967.