بيروت: يتوقع البعض عودة العلاقات بين لبنان وسوريا بعد تشكيل الحكومة في لبنان، فعلى أي أساس ستعود؟

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن العلاقات بين لبنان وسوريا مرتبطة بالعلاقات بين سوريا والدول العربية، وعندما تتخذ الجامعة العربية قرارها بإعادة العلاقات بشكل رسمي وكامل مع سوريا حينها يلتزم لبنان بتلك القضية بغض النظر عن تأليف الحكومة أو عدم تأليفها.

العلاقات

عن كيفية وصف العلاقات اللبنانية السورية اليوم، يرى علوش أن العلاقات اللبنانية السورية تختلف من جهة إلى أخرى فهناك بعض اللبنانيين الذين يفتحون على النظام السوري ولا يزالون على علاقة تبعية له، وجزء من اللبنانيين يعتبر&أن مسألة النأي النفس هي أساس العلاقة مع سوريا حاليًا لتجنيب لبنان المزيد من التداعيات، ولكن بالنهاية رسميًا هناك التزام نسبي بقرارات الجامعة العربية بخصوص سوريا، وبانتظار تغيير هذه القرارات فلبنان الرسمي سيأخذ بها، أما على المستوى الشعبي فهناك من يرفض العلاقة مع النظام السوري، وآخرون منفتحون عليه.

الوضع الإقتصادي

كيف يؤثر تأزيم العلاقة مع سوريا على الوضع الإقتصادي في لبنان؟ يجيب علوش أن لا شك أن الإستقرار في سوريا وإعادة علاقات ندية ومصلحية بين البلدين خارج إطار الهيمنة والأذية كما كان يفعل النظام السوري، يبقى مفيدًا للبنان، ولسوريا أيضًا، وهذا يرتبط بمن سيكون في النظام السوري وكيفية وضع النظام في سوريا، هل سيقبل النظام السوري أن يكون لبنان مجاورًا وهناك مصالح بين الإثنين أم سيحاول مجددًا العبث بأمن لبنان هذا ما يجب انتظاره لكي نرى كيف ستتطور العلاقات بين البلدين في المستقبل.

المستفيد

وردًا على سؤال من المستفيد أكثر من حسن العلاقة بين البلدين لبنان أم سوريا؟ يجيب علوش أن العلاقات بين طرفين متجاورين يجب أن تكون مشتركة، والإثنان مستفيدان، لكن الضرر الذي كان يأتي للبنان من النظام السوري أعلى بكثير من المنافع، لكن يبقى أن العلاقات المبنية على المنافع المشتركة هي التي تنفع، فلبنان سيستفيد من العلاقة مع سوريا وكذلك سوريا من لبنان، وتبقى النسب متحركة وغير ثابتة مع الوقت.

ولدى سؤاله بأن بعض الدول العربية تحاول اليوم إعادة علاقاتها مع سوريا، ماذا عن لبنان؟ يلفت علوش إلى أن حسابات الدول العربية مرتبطة بميزان العلاقات مع إيران، والواضح أن كل محاولات للتقرب من سوريا هو لدفعها بعيدًا عن الهيمنة الإيرانية، أما بالنسبة للبنان قد يكون الإشكال الأساسي هو أن سوريا على حدود لبنان، والأردن علاقته مع سوريا كانت تشبه علاقة لبنان بها، خلال السنوات الماضية، ولبنان حاول قدر الإمكان أن يحافظ رسميًا على نوع من الحياد، ولكن يجب ألا ننسى أن جزءًا من اللبنانيين أي حزب الله كان مشاركًا في الحرب في سوريا.

الأذية

وردًا على سؤال هل يمكن للبنان أن ينسى حجم الأذية الذي لحق به من النظام السوري؟ يجيب علوش علينا ألا ننسى كي لا نعود إلى الأسباب التي أدت إلى تلف العلاقات، علينا العودة إلى علاقات بين دولتين متجاورتين لديهما مصالح مشتركة، والا تكون على أسس استفادة طرف دون الآخر، ولكن الأهم تبقى المسألة الأمنية والسياسية والملفات الأمنية العالقة بين لبنان وسوريا.

ولدى سؤاله هل من تأثير للوضع السوري والعلاقة مع سوريا في تأخير تشكيل الحكومة في لبنان؟ يجيب علوش في هذه اللحظة على الأقل، المسؤولون اللبنانيون يؤكدون أن لا ارتباط بين الموضوعين، ولكن هل بعض الأطراف في لبنان تربط بين هذين الموضوعين؟ فعلى الأرجح نعم.


&