الرباط: قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي (المعارض) إن الحكومة تستمر في سياستها التي تؤدي إلى الهلاك، من خلال عملها على توسيع الفوارق الاجتماعية باعتماد سياسات ليبرالية غير متوازنة و نهج البعد الإحساني، مما ينتج عنه عودة قوية للهجرة السرية في صفوف المواطنين.

و أوضح بركة ، خلال استضافته في برنامج"حديث مع الصحافة" الذي تبثه القناة الثانية المغربية، مساء الأحد، أن الإشكال الحقيقي يتمثل في حكومة لا تنصت لصوت المواطنين ولا تتفاعل مع انتظاراتهم، وما تقدمه المعارضة من بدائل، وهو ما يظهر من خلال قلة عدد مقترحات القوانين التي تفاعلت معها، مما يمثل خطرا بالنسبة للبلاد.

وأشار الى أنها لم تقم بما وعدت به مما تسبب في حدوث إهدار في زمن الإصلاح، والذي يشمل مجالات عديدة، منها التعليم والقانون التنظيمي للأمازيغية الذي لم ير النور، إضافة إلى الإصلاحات الهيكلية، حيث وقع تراجع على إنجازات تم تحقيقها في حكومة عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق.

و على المستوى الاقتصادي، أفاد بركة أن المقاولات الصغرى تحتضر، حيث تم فقدان 8000 شركة السنة الماضية، و بالتالي التخلي عن 40 ألف منصب شغل.

و أفاد بوجود أزمة ثقة في العمل السياسي داخل المجتمع، وهو ما حرص الحزب على مقاربته من خلال وضع استراتيجية تشمل 5 ركائز، بالعمل على المصالحة الداخلية والتفاعل مع انتظاراتالمواطنين و خدمة المجتمع وتقديم البدائل والأفكار مع التركيز على مصداقية العمل السياسي من خلال ربط القول بالفعل.

و ذكر أن حزبه استند في المبادرات والمواقف التي طرحها للحكومة على الإنصات للمواطنين، بالقيام بزيارات ميدانية في حراك الحسيمة وجرادة.

و قال الأمين العام لحزب الاستقلال:"قدمنا مقترحا لوضع مخطط وطني خاص بالأقاليم الحدودية لتقليص الفوارق موازاة مع باقي مناطق المغرب، فضلا عن مذكرة تشمل بدائل للخروج من محطة"المقاطعة" التي تفيد باحتقان اجتماعي حقيقي".

و حول سبب تواتر الاحتقان الاجتماعي بالمغرب، عزا الأمر لزيادة اتساع الفوارق &الاجتماعية و المجالية و مشكل التوريث الجيلي للفقر، في ظل نموذج وصل مداه، بارتفاع البطالة و تراجع النمو.

و حول مقترحات الحزب للنهوض بوضعية الطبقة الوسطى، قال بركة:"من الضروري تنمية القطاعات الحيوية التي تشمل الصحة والتعليم، فالدولة مطالبة بخصم 600 درهم( 60 دولارا) في الضريبة على الدخل لرسوم التمدرس عن كل طفل يتلقى تعليمه في القطاع الخاص، علما أن المدارس الخاصة تقوم بأعمال خطيرة بإقرار زيادات كبيرة".

و بشأن حيثيات انتخابه أمينا عاما للحزب، أوضح بركة أن الأمر تم بناء على طلب العديد من المناضلين الذين اعتبروا أن المرحلة تستلزم تجميع القوى و تقوية البعد الفكري وإعطاء نفس جديد والاشتغال على المصالحة.

و عن رؤيته للشعبوية التي نهجها أمناء عامون سابقون لأحزاب مغربية، قال بركة:"الشعبوية خلفت أضرارا كبيرة في المجتمع، فهي تبين أن كل شيء سهل الحدوث، و الحال أن العصا السحرية غير موجودة، هي ضرب للمؤسسات المنتخبة أساسا، أدى لفقدان المصداقية، علينا نهج خطاب مسؤول، لدينا صعوبات كبرى يجب تجاوزها بعيدا عن منطق الشعبوية".

و حول الخدمة العسكرية الإجبارية بالمغرب، أفاد أنه لا يمكن اختصار إشكالية الشباب في قضية الخدمة العسكرية، التي تعتبر مسألة إيجابية، على أن تتم وفق استراتيجية مندمجة للنهوض بالشباب، الذين يبلغ عددهم مليوني شاب أقل من 30 سنة لا يعملون ولا يخضعون لتكوين، مما يستوجب القيام بتحفيزات تسمح لهم ولوج سوق الشغل.