عالجت الصحف المغربية اليومية الصادرة الثلاثاء، مجموعة جديدة من الأخبار، ضمنها: اتهام المغرب لإيران باستهداف أمنه الوطني، وتنسيق بين فرنسا وألمانيا بخصوص قضية الصحراء، واستدراج "بوليساريو" لمغربي وقتله، وتساؤل حول من يحكم قطاع السياحة في المغرب، ورفض وزاري لإعادة تعيين مسؤولين مغضوب عليهم، وانتقاد تدخل دبلوماسية أميركية في الشؤون الداخلية للمغرب. &
&
إيلاف المغرب من الرباط: أوردت صحيفة "الأحداث المغربية" في سياق تغطيتها لوقائع الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، في تونس، أن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، استعرض مخاطر التهديد الإيراني، قائلًا لنظرائه العرب إن طهران تقدم الدعم العسكري والمالي لأعمال العنف والإرهاب.
&
وذكرت الصحيفة أن المسؤول المغربي تطرق إلى "الظروف الإقليمية الجيواستراتيجية الدقيقة التي تنعقد فيها هذه الدورة، والتي تزيد من تحدياتها غير المسبوقة التهديدات التي تشكلها بعض الأطراف، من خلال تأجيج الفتن الطائفية وتشجيع التناحر الداخلي".
&
اعتبرت الصحيفة أن لفتيت، ورغم أنه لم يشر إلى إيران بالاسم، إلا أنها كانت المقصودة من كلامه. زاد قائلًا: "إن سعي هذه الأطراف لا يقتصر على منطقة معيّنة، بل هو طموح في الهيمنة والتمدد في جميع أرجاء الوطن العربي بوسائل مقيتة تعمل من خلالها على زرع الفوضى والفتنة وتبني سياسة التخريب وتقديم الدعم المالي والعسكري لأعمال العنف والإرهاب".

وأوضح لفتيت، حسب الصحيفة، أن المملكة المغربية شكلت هدفا لهذا المسعى الخبيث الهادف إلى تهديد الأمن الوطني وترويع المواطنين المغاربة من خلال تقديم كل المساعدات إلى أعداء الوحدة الترابية للمملكة من أجل تكوين قيادة عسكرية، وتأمين التدريب على الحرب وتوفير الأسلحة، ما ردت عليه المملكة بشكل حازم وقوي، وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية باعتبار أن أمن الوطن ووحدته خط أحمر لا يمكن بأي حال من الأحوال التساهل بشأنهما.&
&
تنسيق فرنسي - ألماني بخصوص قضية الصحراء
أفادت صحيفة "أخبار اليوم" أنه رغم الصعود القوي للدور الأميركي في ملف الصحراء في الشهور الأخيرة، فإن الأسابيع المقبلة، التي ستعرف جولة مشاورات جديدة بين أطراف الملف واجتماعًا مهمًا لمجلس الأمن لتجديد ولاية بعثة "مينورسو"، ستشهد تنسيقًا غير مسبوق من نوعه بين فرنسا وألمانيا.

أضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي ينتظر أن يجري فيه المبعوث الأممي، هورست كوهلر، مشاوراته الأولية مع المغرب و"بوليساريو" بين باريس وبرلين، اتفقت الدولتان الأوروبيتان على تقاسمهما رئاسة مجلس الأمن &خلال شهري مارس وأبريل، في سابقة من نوعها.&

وأعلنت فرنسا، التي تتولى رئاسة المجلس، رسميًا في باريس، اتفاقها مع ألمانيا، التي تتسلم المشعل في أبريل، على تقاسمهما هذه المهمة على مدى شهرين، في محاولة لاستعادة التوازن المفقود بين أوروبا وأميركا.
&
استدراج "بوليساريو" لمغربي وقتله
ارتباطًا بقضية الصحراء أيضًا، أوردت "أخبار اليوم" أن عائلة فرد من القوات المساعدة في مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، اتهمت جبهة "بوليساريو" بتعريض ابنها للتعذيب والتصفية داخل مخيمات تندوف، بسبب دفاعه عن مغربية الصحراء.

وقال السالك ولد محمد ولد بريكة، إن "بوليساريو" استدرجت ابنه عن طريق فتاة بعدما أظهرت له حبها، وتواعدا على الزواج، قبل أن تقترح عليه التوجّه معها إلى مخيمات تندوف لزيارة أهلها، مؤكدة له أنه لا خوف عليه هناك، ما جعله يثق فيها ويتوجّه إلى حتفه بقدميه.

وأشار المتحدث نفسه إلى أن ابنه جرى اعتقاله ليلة وصوله إلى المخيمات، قبل أن يجري اقتياده إلى سجن الذهيبية، حيث أعلنت وفاته هناك في منتصف شهر رمضان المنصرم، وهو ما أثار ثورة داخل المخيمات، وصلت إلى مسكن قائد "بوليساريو" بقيادة قبائل ثكنة.

لفت والد الشاب المتوفى إلى أنه توصل بمساومات من عناصر انفصالية، وأن هناك محاولات كثيرة لطيّ الملف، غير أنه متشبث بوطنيته، مؤكدا أنه لا حل إلا عن طريق السلطات المغربية.
&
تساؤل حول من يحكم قطاع السياحة بالمغرب
كشفت صحيفة "المساء" أن الحاضرين في حفل نظم نهاية الأسبوع المنصرم على هامش زيارة قام بها وفد صحافي للإطلاع على الإمكانيات السياحية لجهة فاس، فوجئوا بتصريح لمحمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، قال فيه إنه "يستغرب عدم إدراج فاس في أي خطة للنهوض بالسياحة"، رغم أنه هو المسؤول عن القطاع، وهو الذي بإمكانه القيام بهذه الخطوة.

فتح هذا التصريح، الباب أمام نقاشات في الكواليس حول من يحكم القطاع السياحي في المغرب، وحول دور الوزارة الوصية، التي يبدو أنها تكتفي بمراقبة ما يجري من اختلالات وخروقات في القطاع، من دون أن تحرك ساكنًا.

ولاحظت الصحيفة أن ساجد تسلل إلى خارج قاعة الحفل مباشرة بعدما أنهى كلمته، تفاديًا لأي إحراج أو أسئلة يمكن أن يوجّهها إليه الصحافيون.
&
رفض وزاري لإعادة تعيين مسؤولين مغضوب عليهم &
في خبر آخر، قالت "المساء" أيضًا إن مصادر مطلعة كشفت أن عددًا من الوزراء يرفضون إعادة تعيين مسؤولين سبق أن صدرت في حقهم قرارات بالإعفاء، خاصة بعد فضيحة الاختلالات التي شهدتها مشاريع الحسيمة منارة المتوسط (شمال المغرب).

واستنادًا إلى مصادر الصحيفة فإن هؤلاء المسؤولين، ورغم توصلهم بأجورهم الشهرية، إلا أنهم ابتعدوا عن القطاعات التي كانوا يتحملون المسؤولية فيها، وذلك في انتظار إعادة تعيينهم، في وقت تؤكد مصادر من داخل بعض القطاعات الحكومية، أنه "لا يمكن منح المسؤولية لأسماء متورطة في اختلالات، وكانت موضوع قرارات بالإعفاء من المهام التي كانت تشرف عليها في سياق ملف بحجم منارة المتوسط".
&
ورجحت مصادر الصحيفة أن تظل مجموعة من الأسماء خارج أي قرار بإعادة التعيين خلال الفترة القريبة، خاصة أن الإعفاءات التي صدرت في حق عدد من الوزراء شكلت "إعدامًا سياسيًا" لهم.
&
انتقاد تدخل دبلوماسية أميركية في الشؤون الداخلية للمغرب
في ركنها "حديث اليوم" انتقدت صحيفة "العلم" قيام رئيسة قسم الشؤون السياسية في سفارة الولايات المتحدة بزيارة إلى مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، واجتماعها مع أشخاص بشكل شبه سري في أحد البيوت الخاصة، والتحادث معهم حول قضايا تهم الشؤون الداخلية للمغرب، ووصفت ذلك التصرف بأنه يدعو إلى التساؤل والاستغراب.
&
علقت الصحيفة قائلة إن المسؤولة الدبلوماسية الأميركية، ومهما حاولت تبرير ما أقدمت عليه، فإن الأمر لا يستقيم، "فحتى وإن تسترت وراء القول إن النزاع حول الصحراء المغربية لا يزال معروضًا على أنظار الأمم المتحدة، فإننا لا نخال أن الأمم المتحدة خوّلت السفارة الأميركية بعضًا من صلاحياتها للقيام بدور ما، بل إن الولايات المتحدة كغيرها من دول العالم مفروض عليها الالتزام بدور الأمم المتحدة وبعدم التدخل في هذا الشأن. أما أن تدفع بتبرير أنها منشغلة بأوضاع حقوق الإنسان في هذه الربوع، فإن هذه المهمة تبقى من صلاحيات المنظمات الحقوقية الدولية المختصة، ومن اختصاصات الأمم المتحدة حصرًا".

تأسيسًا على ذلك، استخلصت الصحيفة أن &ما أقدمت عليه المسؤولة الدبلوماسية في سفارة الولايات لمتحدة يعتبر تطاولًا على اختصاصات الأمم المتحدة، وتدخلًا سافرًا في ما لا يعنيها وفي الشؤون الداخلية للمغرب.
&
وفي الختام تساءلت الصحيفة: "ماذا لو تدخل المغرب مثلًا في الحروب المثيرة التي أشعلها الرئيس الأميركي على الجبهات الداخلية والخارجية، هل تقبل الإدارة الأميركية بهذا التطاول؟... إنه مجرد سؤال بريء جدًا".
&