الرباط : قال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، الثلاثاء، بمراكش، إن "جمهورية مدغشقر تحتل مكانة خاصة في الخيال والذاكرة الجماعية للمغاربة"، مشيرا إلى أن هذا البلد ارتبط بملحمة كفاح المغاربة ضد الاستعمار، وهو الكفاح الذي قاده الملك الراحل محمد الخامس بشجاعة وتضحية.

وأكد الوزير المغربي، في كلمته بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين المغرب ومدغشقر، التي ترأسها إلى جانب أندريانتسيتوهانيا فرانك ميشيل نيانا وزير &الخارجية بجمهورية مدغشقر، أن علامات التضامن التي عبر عنها الشعب الملغاشي للملك الراحل محمد الخامس وللعائلة الملكية، ستبقى محفوظة إلى الأبد من قبل المغرب. وأكد أن هذا التعايش التاريخي هو ما يمنح العلاقات المغربية - الملغاشية رمزيتها. وأضاف، في هذا الصدد: "إن استحضار هذا الحدث المهم يثير فينا بفخر الدور الفعال والرمزي للملك الراحل محمد الخامس والتزامه الراسخ بالدفاع عن سيادة وسلامة المغرب وأفريقيا، بشكل عام".

وذكر بوريطة بأن الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين تعقد بعد الزيارة الأخيرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس إلى مدغشقر، في نوفمبر 2016، وهي الزيارة التاريخية التي، قال عنها إنها "أعطت زخماً كبيراً للتعاون المثالي الذي ربط البلدين الشقيقين".

وقال بوريطة إنه منذ تلك الزيارة، التي توجت بتوقيع 22 اتفاق تعاون تغطي عدة مجالات، تم تفعيل عدد من إجراءات التعاون، وتم تبادل عدة بعثات لتبادل المعلومات والخبرات، كما تم الشروع في تفعيل عدد من الاتفاقيات.

وأكد الوزير المغربي تضاعف التجارة بين البلدين، منذ ذلك الحين، لتناهز 284 مليون درهم( 24,8 مليون دولار &في عام 2018، مما يجعل مدغشقر الزبون 93 للمغرب والمورد الثالث والثمانين. ومع ذلك، يضيف بوريطة، فإن "هذه النتائج لا تتوافق، حتى الآن، مع الإمكانات والطموحات الاقتصادية لبلدينا". وأكد أن هذه الإمكانات، وهذا النقص المسجل، هو ما سعت الجهود المشتركة المكثفة منذ 2016 إلى تداركه في العديد من المجالات، معددا، في هذا الصدد، جملة من مجالات التعاون التي تم الاشتغال عليها.

وأشاد بوريطة بنجاح العملية الانتخابية في ديسمبر 2018 بمدغشقر، وقال &"هذا النجاح يمثل خطوة حاسمة في الانتقال الديمقراطي، يفتح آفاقا واعدة لتحقيق الاستقرار والازدهار في هذا البلد الشقيق"، مشيرا إلى أن مبادرة "إقلاع مدغشقر"، التي أطلقها الرئيس أندري راجولينا، "ستسهم بالتأكيد في التنمية الاقتصادية لمدغشقر".

كما أشاد بوريطة بالالتزام المستمر لجمهورية مدغشقر بالسلام والاستقرار في مجالها الجهوي وفي أفريقيا، مشيرا إلى أن المغرب ومدغشقر، اللذان تحركهما نفس مبادئ التضامن والسلام والإخاء، لديهما رؤى متطابقة بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وأكد بوريطة أن التاريخ المشترك للبلدين والرغبة المشتركة لرئيسي البلدين، من أجل شراكة أفضل، في خدمة التقدم والتنمية والرفاهية وتلبية تطلعات الشعبين الشقيقين، تمخضت عن برمجة توقيع تسع اتفاقيات جديدة، بمناسبة الدورة الأولى للجنة المشتركة، تشمل اتفاق تعاون حول اللامركزية، واتفاق إطار للتعاون في مجال المنح الدراسية والتكوين في المغرب، ومذكرة تفاهم في مجال التكوين الدبلوماسي، ومذكرة تفاهم في مجال إعداد التراب الوطني والتخطيط الحضري والإسكان وسياسة المدينة، وبرنامج تنفيذ لاتفاقية التعاون في مجال الشباب والرياضة للسنوات 2019، 2020 و2021، وبروتوكول تعاون في مجال الأدوية والمنتجات الصحية، واتفاقية توأمة وتعاون بين المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط والمستشفى الجامعي جوزيف رافوهانيجي أندريانافالونا بأنتاناناريفو، ومذكرة تفاهم في التعليم والبحث العلمي، ومشروع اتفاقية تعاون في المجال الاجتماعي.

وخلص بوريطة الى التطلع &للافتتاح المرتقب لسفارة جمهورية مدغشقر بالرباط، بشكل يوطد الصداقة المغربية - الملغاشية.