الأمم المتحدة: طلبت سوريا الثلاثاء عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، التّابع للأمم المتّحدة، إثر قرار الولايات المتّحدة الاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على مرتفعات الجولان.

ووقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين إعلانًا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، التي احتلّتها عام 1967 وضمّتها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.&

وفي رسالة إطّلعت عليها وكالة فرانس برس، طلبت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة من رئاسة مجلس الأمن، التي تتولاها فرنسا في شهر مارس، أن تُحدّد موعدًا لعقد اجتماع عاجل بهدف "مناقشة الوضع في الجولان السوري المحتل، والانتهاك الصارخ الأخير من قِبل دولة دائمة العضوية لقرار مجلس الأمن ذي الصلة".

لم تُحدّد فرنسا موعدًا للاجتماع على الفور. وقال دبلوماسيّون إنّ مناقشةً ستجري داخل المجلس في شأن طلب سوريا. وكانت سوريا طلبت يوم الجمعة الفائت من مجلس الأمن تأكيد قرارات تنصّ على انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان.

وحضّ سفير سوريا بشار الجعفري، الجمعة، المجلس في رسالة إطّلعت عليها فرانس برس على "اتّخاذ إجراءات عمليّة تكفل ممارسته لدوره وولايته المباشرين في تنفيذ القرارات" التي تنص على انسحاب إسرائيل من الجولان "إلى خط الرابع من يونيو لعام 1967". &&

ومن المقرّر أن يُناقش مجلس الأمن قضيّة الجولان، الأربعاء، خلال اجتماع من أجل تجديد ولاية قوّة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة بين إسرائيل وسوريا في الجولان، والمعروفة باسم قوّة الأمم المتّحدة لمراقبة فضّ الاشتباك "أندوف".

دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إلى اعتماد خيار "المقاومة" لاستعادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل، غداة اعتراف واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، مطالبًا جامعة الدول العربية بالتحرّك في قمّة تونس بعد أيّام.

ووصف نصرالله خطوة ترمب بأنّها "حدث مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي"، وتعكس "الاستهانة والاستهتار بالعالمين العربي والإسلامي.. فقط من أجل إسرائيل ومصلحة إسرائيل".

شدّد نصرالله على أنّ قرار ترمب "يوجّه ضربة قاضية إلى ما تُسمّى عملية السلام في المنطقة القائمة على أساس الأرض مقابل السلام"، معتبرًا أن ذلك ما كان ليحصل لولا "سكوت العالم" عن اعتراف واشنطن في العام الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأعلنت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا وبولندا، الأعضاء في مجلس الأمن، الثلاثاء، في بيان، رفضها القرار الأميركي الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان. وقال سفراء هذه الدول "لا نعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي تحتلها منذ يونيو 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان".

وقال السفير الأميركي بالوكالة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين في اجتماع لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط إنّ واشنطن اتّخذت قرارًا بمواجهة الرئيس السوري بشّار الأسد وإيران.

واعتبر كوهين أنّ "السّماح للنظامين السوري والإيراني بالسّيطرة على مرتفعات الجولان سيكون بمثابة غضّ الطرف عن الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وعن وجود إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة". أضاف إنه لا يُمكن التوصّل إلى "اتّفاق سلام لا يُلبّي على نحوٍ مُرضٍ احتياجات إسرائيل الأمنيّة في مرتفعات الجولان".&
&