اكتشف علماء بكتريا فريدة تأكل النفط في قاع خندق ماريانا، أعمق نقطة في محيطات الكرة الأرضية. &

إيلاف: كانت بكتريا مماثلة اكتُشفت في السابق، وحتى استُخدمت للمساعدة على التعامل مع بقع زيتية متسربة إلى البحر، مثل كارثة التسرب النفطي إثر انفجار في منصة ديب ووتر هورايزون، التابعة لشركة بريتش بتروليوم، في خليج المكسيك عام 2010. لكن الدراسة الجديدة كشفت أن خندق ماريانا موطن أكبر تركيز لهذه الأشكال من الحياة في العالم، كما أفادت صحيفة "إندبندنت". &

متوغلون في الفضاء أكثر
يقع خندق ماريانا، البالغ طوله 2550 كلم شرق المحيط الهادئ، ويبلغ عمقه نحو 11 ألف متر، بالمقارنة مع جبل إيفيرست، البالغ ارتفاعه 8848 مترًا. نتيجة لذلك يكون الوصول إلى قاع الخندق عملية محفوفة بالمخاطر وباهظة الكلفة، ولم تدرس الكائنات العضوية التي تعيش في هذه المنظومة البيئية إلا بعثات قليلة. &

نقلت صحيفة "إندبندنت" عن البروفيسور شياو هوا جانغ، الذي قاد الدراسة من جامعة المحيط في الصين، "إننا نعرف عن المريخ أكثر مما نعرف عن أعمق رقعة من المحيطات".
&
وأوضح الدكتور جونثان تود من جامعة إيست أنغليا البريطانية أن "فريقنا البحثي هبط لجمع عيّنات من الميكروبات الموجودة في أعمق جزء من خندق ماريانا، نحو 11 ألف متر تحت سطح المحيط. وبعد دراسة العّينات التي أُعيدت إلى السطح اكتشفنا مجموعة جديدة من البكتريا التي تفتت الهيدروكاربونات"، مشيرًا إلى أن الهيدروكاربونات تتكون من ذرات الهيدروجيبن والكاربون فقط، وتوجد في أشياء كثيرة، بينها النفط الخام والغاز الطبيعي. &

تحليل عينات
لمعرفة مصدر الهيدروكاربونات التي تتغذى عليها هذه البكتريا، قام الباحثون بتحليل عيّنات من ماء سطح المحيط نزولًا إلى الترسبات الموجودة في قاع الخندق. &

قال الدكتور نيكولاي بيدينتشوك من كلية الدراسات البيئية في الإمارات وعضو فريق الباحثين أن الفريق اكتشف أن الهيدروكاربونات موجودة على عمق 6000 متر تحت سطح المحيط، وربما حتى أعمق، وأن قسمًا كبيرًا منها على الأرجح هو نتيجة تلوث سطح المحيط. &&

وأكد الدكتور بيدينتشوك أن فريقه فوجئ باكتشاف هيدروكاربونات منتَجة بيولوجيًا في رواسب قاع الخندق، الأمر الذي يشير إلى أن مجموعة ميكروبية فريدة تنتج الهيدروكاربونات في هذه البيئة.&

مصدر غذائي
أضاف الدكتور ديفيد لي سمث من كلية الدراسات البيولوجية في الإمارات أن هذه الهيدروكاربونات قد تساعد البكتريا على البقاء تحت الضغط الساحق في قاع خندق ماريانا، الذي يعادل 1091 كلغم توضع على ظفر إصبع. وقال إنها يمكن أن تكون بمثابة مصدر غذائي لميكروبات أخرى تلتهم أي هيدروكاربونات ملوثة تغرق نحو قاع المحيط. ودعا الدكتور لي سمث إلى مزيد من الدراسات لفهم هذه البيئة الفريدة بصورة كاملة. &

وأفادت تقارير أن بكتريا مماثلة "أكلت" قسمًا كبيرًا من البقعة النفطية التي تسرّبت من منصة ديب ووتير هورايزون في خليج المكسيك عام 2010.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "إندبندنت". الأصل منشور على الرابط
https://www.independent.co.uk/news/science/bacteria-oil-eating-mariana-trench-uea-pollution-a8866911.html


&