إيلاف من لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي في الرياض مع ولي العهد السعودي توسيع علاقات بلديهما في مختلف المجالات وترأسا اجتماعا مشتركا موسعا عراقيا سعوديا واكدا على تطوير علاقاتهما لمصلحة المنطقة كلها.

واجتمع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في وقت متأخر مساء الاربعاء مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الامير محمد سلمان حيث ترأسا جلسة مباحثات رسمية شارك فيها وفدان رسميان للبلدين يضمان مجموعة كبيرة من الوزراء والمستشارين ورجال الاعمال.

وبحثت جلسة المباحثات الرسمية المشتركة برئاسة الامير محمد وعبد المهدي سبل زيادة التعاون بين بلديهما في جميع المجالات وتنفيذ الاتفاقيات الثلاثة عشر التي وقت بين البلدين امس كما قال بين صحافي اليوم الخميس لمكتب عبد المهدي تابعته "إيلاف".

محمد بن سلمان: نضع كل امكاناتنا وخبراتها في خدمة العراق

وقال ولي العهد السعودي "ان المملكة تنظر إلى العراق بإكبار واحترام ونموه وقوته شيء اساسي بالنسبة لنا ويسرنا رؤية العراق بهذا المستوى من الاستقرار ونتمنى ان يزداد قوة واستقرارا ويأخذ المكانة التي يستحقها في محيطه العربي والاقليمي".

وشدد على ان السعودية تضع كل امكاناتها وخبراتها في خدمة العراق وشعبه ورفع مستوى التعاون في جميع المجالات ونتطلع معا للاستفادة من الطاقات والفرص الاقتصادية المتوفرة لدى البلدين .

ومن جانبه أكد عبدالمهدي ان تطوير العلاقات العراقية السعودية حاجة ملحة لنا وللمنطقة ويساعد بتحقيق السلم والتنمية والازدهار .. وقال "ان شعبنا بعد ماعاناه من حروب على مدى نصف قرن وارهاب يتطلع بعد عودة الحياة الطبيعية إلى عهد استقرار ورفاه اقتصادي وخدمات افضل".

&واضاف " ان مارأيناه خلال زيارتنا للمملكة يعكس الجدية والرغبة المشتركة بتطوير العلاقات وماتم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم يشكل بداية لفتح آفاق جديدة ويلبي مصالح الشعبين العراقي والسعودي ".

الأمير محمد بن سلمان وعبد المهدي خلال لقائهما في الرياض

وجرى خلال الاجتماع المشترك الذي ضم اعضاء الوفدين بحث التعاون في مجالات توفير الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والسكن والنفط ومشتقاته وتطوير القطاع الزراعي والتجاري وطرق الري والصناعات وتشجيع الاستثمارات في المجالات السياحية والثقافية والرياضية ، وامكانية زيادة حصة العراقيين في الحج وفق النسبة السكانية المتصاعدة ، وتأكيد الرغبة لرفع مستوى التعاون ضمن عمل المجلس التنسيقي بين البلدين .

&ووقع العراق والسعودية بأشرف العاهل السعودي الملك سلمان وعبد المهدي امس 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بمجالات المشاورات السياسية وبرنامج الاعتراف المتبادل بشهادة المطابقة للمنتجات وتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون الزراعي ومذكرات تفاهم في مجال الصناعة والثروة المعدنية ومجال النفط والغاز والطاقة الكهربائية والتفاهم في مجال التعاون العلمي والتعليمي بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية وبرنامج للتعاون الثقافي ومذكرة تفاهم بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التربية العراقية واخرى حول برنامج تعاون فني ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى الربط الكهربائي وللتعاون في المجال البحري و تتنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع على الطرق البرية .

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال المباحثات السعودية العراقية

مباحثات بين الملك سلمان وعبد المهدي

وقبل ذلك عقد عبد المهدي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اجتماعا في القصر الملكي بالعاصمة الرياض مساء امس حيث شدد الملك على وقوف المملكة &مع العراق.. وقال "ان مايجمعنا هو ديننا وامننا ومصالحنا المشتركة التي يجب ان تتعزز في جميع المجالات وقد وجهنا الوزراء والمسؤولين بإبداء كل ما يستطيعون من تعاون وتنسيق وتنفيذ للاتفاقات والمذكرات".

واكد ان المملكة حريصة كل الحرص على التعاون مع العراق ودعمه في جميع المجالات ومستعدة للتعاون لما فيه تحقيق المصالح المشتركة معربا عن ارتياحه لحالة الاستقرار التي يشهدها العراق.&

ومن جانبه قال عبدالمهدي ان العراق اليوم يعيش استقرارا امنيا ونتطلع إلى تحقيق نهضة اقتصادية وعمرانية وان المملكة العربية السعودية بلد جار وشقيق ومتطور وان الانفتاح العراقي عليها يحقق مصالح البلدين والشعبين.. مشيرا إلى أنّ اجتماع اللجنة التنسيقية العليا المشتركة اثمر سريعا عن التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم .

واضاف "ان العراق بلد غني بثرواته البشرية والطبيعية لكنها وضعت في غير محلها وبُددت بحروب نتيجة انحرافات وسياسات اضرّت العراق وشعبه، إلى جانب حرب داخلية & ثم ابتلينا بتنظيم القاعدة وداعش الارهابيين فقد استباحت داعش كل شيء وهي عصابة يجب ان تجتث كليا لان بقاء خلية واحدة منها يمكن ان يتكاثر".. مؤكدا "اهمية التعاون بن البلدين الشقيقين، وضرورة ان تستقر المنطقة وان نعمل وفق المشتركات الكثيرة التي تجمعنا" كما نقل عنهما بيان رسمي عراقي.

وأشار عبد المهدي إلى أنّ الحكومة تُديم الزخم الامني للحفاظ على استقرار البلاد وتحرص على اقامة علاقات مع جميع اشقائها وجيرانها . وشكر الملك سلمان على حُسن الاستقبال وعلى التعاون الذي يبديه الوزراء والمسؤولون السعوديون لتنفيذ الاتفاقات ومذكرات التفاهم &كما ثمن توجيهه بفتح الكعبة الشريفة امام الوفد العراقي .

&ووصل عبد المهدي الاربعاء إلى مدينة الرياض في مستهل زيارته إلى المملكة العربية السعودية التي تستغرق يومين يرافقه وفد كبير ضم وزراء النفط والمالية والخارجية والتخطيط والتجارة والتعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والشباب والرياضة والصناعة والمعادن والكهرباء والنقل.. اضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين والنواب والمحافظين والمستشارين ورؤساء الهيئات ورجال الاعمال والسفير العراقي لدى السعودية .

عبد المهدي يترأس وفدا يضم 150 عضوا

ويترأس عبد المهدي خلال زيارته هذه إلى السعودية بدعوة رسمية من عاهلها الملك سلمان بن عبد العزيز وفدا يضم حوالي 150 عضوا بينهم 11 وزيراً و68 مسؤولاً حكومياً وأكثر من 70 رجل أعمال من القطاع الخاص .

وتهدف الزيارة إلى فتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية &بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية لأفاق جديدة ضمن خطة عمل محددة ومتفق عليها من الجانبين" .

وكانت الحكومة العراقية قد وافقت مطلع الشهر الحالي على مشروع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين حكومتي العراق والسعودية من شأنها المساعدة على تطور علاقات البلدين ومواصلة العمل لزيادة التبادل التجاري والاقتصادي بينهما. &

ويرتبط البلدان منذ عام 2017 بمجلس تنسيقي مشترك يهدف إلى رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية والثقافية بينهما وتنسيق الجهود الثنائية بما يخدم مصالحهما المشتركة وتشجيع تبادل الخبرات الفنية والتقنية بينهما.


&