قررت السلطات في إندونيسيا تغيير العاصمة الحالية جاكرتا، حسبما أعلن وزير التخطيط.
وقال الوزير، بامبانج برودجونيغورو، إن الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، اختار نقل العاصمة في "قرار مهم".
ولم يتضح المكان الجديد للعاصمة. لكن وسائل الإعلام الرسمية أفادت بأن مدينة بالانغكارايا، في جزيرة بورنيو، ضمن أبرز المدن المرشحة.
وتفيد دراسات بأن منسوب جاكرتا، التي يقطنها أكثر من 10 ملايين شخص، ينخفض بوتيرة من الأسرع على مستوى العالم.
ويأتي هذا الإعلان بعدما أعلن ويدودو فوزه في الانتخابات العامة في البلاد في وقت سابق من هذا الشهر، على الرغم من أن النتائج الرسمية لن تُعلن حتى 22 مايو/ أيار.
- وفاة 272 من موظفي الانتخابات فى إندونيسيا جراء الإرهاق في فرز الأصوات
- السعودية تطلق سراح عاملتي منزل محكومتين بالإعدام "لممارستهما السحر"
لماذا تغيير العاصمة؟
طرحت فكرة نقل العاصمة عدة مرات منذ استقلال البلاد عن هولندا في عام 1945.
وفي عام 2016، خلص مسح إلى أن المدينة الضخمة تعاني أسوأ اختناق مروري في العالم. ويتعين على جهاز الشرطة مرافقة وزراء الحكومة ليصلوا إلى اجتماعاتهم في الأوقات المحددة لها.
ويقول وزير التخطيط إن ازدحام حركة المرور في جاكرتا يكلف الاقتصاد 100 تريليون روبية (6.8 مليار دولار) في السنة.
وخلال العقدين الماضيين، باشرت السلطات مشروعا لإلغاء مركزية الحكومة، في محاولة لمنح المزيد من السلطة السياسية والموارد المالية للمجالس البلدية.
وتعتبر جاكرتا واحدة من أسرع المدن غرقا في العالم، إذ يقول باحثون إن أجزاء كبيرة من المدينة قد تغرق بالكامل بحلول عام 2050.
وقد غرق شمال جاكرتا 2.5 متر خلال السنوات العشر الماضية، ولازالت مستمرة في الغرق بمعدل 1-15 سم سنويا.
وجاكارتا مدينة ساحلية تقوم على أرض مستنقعات، ويقطعها 13 نهرا.
ويقع نصف المدينة تحت مستوى سطح البحر. ومن أحد الأسباب الرئيسية لهذا استخراج المياه الجوفية التي تستخدم للشرب والاستحمام.
ما هي الخيارات المحتملة؟
نوقشت ثلاثة خيارات في اجتماع حكومي مغلق ثم عرضت على الرئيس.
يقضي أحد الخيارات بإنشاء منطقة خاصة لمكاتب الحكومة داخل العاصمة الحالية، ويقترح آخر نقل المكاتب خارجها، أما المقترح الثالث، والمفضل لدي الرئيس، فيقضي ببناء عاصمة جديدة في جزيرة أخرى.
ويسود اعتقاد بأن مدينة بالانغكارايا، الوقعة على بعد مئات الكيلومترات إلى الشمال الشرقي في وسط منطقة كاليمانتان، هي المدينة المرشحة. وكان مؤسس إندونيسيا، سوكارنو، قد اقترح جعلها العاصمة في الماضي.
وتباينت ردود الأفعال في بالانغكاريا بشأن نقل العاصمة إلى مدينتهم التي تشتهر بالهدوء.
وقال أحد طلاب المدارس الثانوية لبي بي سي "آمل أن تتطور المدينة وأن يصبح التعليم جيدا كما هو الحال في جاكرتا".
لكنه أبدى قلقة من استخدام الأراضي والغابات، وقال "سنخسر ما تبقى لنا من الغابات".
وقال وزير التخطيط في تصريح صحفي إن عملية نقل العاصمة قد تستغرق 10 سنوات.
وأضاف أنه إذا كانت بلدان أخرى، كالبرازيل وكازاخستان وميانمار، استطاعت تحقيق ذلك، فإن إندونيسيا بدورها قادرة على تحقيق الأمر.
التعليقات