إيلاف من نيويورك: جعل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، المستحيل مع ايران، ممكنا، فالسياسات التي اتبعها ضد الاخيرة، بدأت تؤتي بثمارها وفق صحيفة نيويورك دايلي نيوز.

وقالت الصحيفة، إن الشعارات التي رفعها المدافعون الغربيون عن ايران وتوقعاتهم بفشل سياسة الإدارة الأميركية، أتت بنتائج عكسية، فهناك أدلة متزايدة على أن إيران تعاني نقديا بالتزامن مع معاناة جماعاتها في الشرق الأوسط.

سياسة تؤتي بثمارها

وأضافت، "لهذا السبب حان الوقت لإعلان ما بدا مستحيلًا عندما ترشح ترمب للرئاسة. يبدو أن سياسته تجاه إيران، والتي تركز بشكل أساسي عليها لإنهاء رعايتها للميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإعادة التفاوض حول الصفقة النووية، تؤتي ثمارها".

تراجع ظريف

وأصر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في الشتاء الماضي على أن العقوبات الأميركية لم تنجح، وإيران لن تفاوض أبدًا على الصفقة النووية، وان واشنطن أصبحت معزولة وليس طهران، لكنه تحدث في الرابع والعشرين من الشهر الفائت عن تقديمه مقترحا الى الإدارة الأميركية لتبادل السجناء، &ثم عاد بعد أربعة أيام ليقول إن بلاده قد تضطر الى الانسحاب من الاتفاق النووي، علما بأن هذا الاتفاق اصبح في عداد الأموات بالنسبة للولايات المتحدة، وبينما فشلت الدول الأوروبية في مساعدة ايران على التعافي من العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي.

مطلب واشنطن

وفي الوقت الذي كانت فيه المفاوضات السابقة بين البلدين تتركز على الملف النووي، اصبح البيت الأبيض يركز بنفس القدر، إن لم يكن أكثر من ذلك، على أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، ونتيجة لذلك فإن الوقت يقف إلى جانب ترمب، ويبدو أنه كلما زاد الضغط على الاقتصاد الإيراني، ستزداد التنازلات التي قد تقدمها طهران في المستقبل.

وقبل انتهاج سياسة تصفير الصادرات، ساهمت العقوبات التي فرضتها واشنطن في تخفيض مبيعات النفط من 2,5 مليون برميل الى مليون برميل، مما اثر بشكل كبير على وكلاء ايران الإقليميين.

معاناة حزب الله

وضربت الصحيفة في حزب الله مثلا عن تداعيات معاناة ايران ماليا، ولكنها أشارت "إلى انه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا الضغط سيقيد الأنشطة الإقليمية لهذه الجماعة، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو أي مكان آخر. لكن التداعيات المحلية واضحة بالفعل، فالحزب اضطر إلى خفض الرواتب وتأخير المدفوعات لآلاف المقاتلين، ولم يحصل العديد من الموظفين الذين يعملون في المؤسسات الدينية والاجتماعية والطبية على رواتبهم على الإطلاق، وبات حزب الله يتنافس مع حزب أمل الشيعي على المناصب في إدارات الدولة، وهي خطوة تجنبها منذ فترة طويلة، وقد تزرع بذور الصراع بينهم في المستقبل، كما يُشتبه بمحاولته الاستفادة من أموال الدولة، كما ناشد امينه العام حسن نصرالله، أنصاره بتقديم التبرعات".

والأسد أيضا

وتابعت الصحيفة، الازمة المالية أضعفت إيران في سوريا أيضًا، ومع خفض رواتب المجموعات التي تقاتل الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، تراجعت شحنات النفط التي كانت تصل دمشق من 66000 برميل يوميًا في نهاية عام 2018 إلى لا شيء، مما أدى إلى نقص في مادة البنزين، الامر الذي أجبر السوريين على الانتظار لمدة تصل إلى 19 ساعة على محطات الوقود".

تأثير على الداخل

وعلاوة على ذلك، فإن العقوبات تجبر طهران على التراجع في الداخل، ووفقا لصوت أميركا، تخطط الحكومة الإيرانية لخفض ميزانية وزارة الدفاع بنسبة 50 ٪ وخفض ميزانية الجيش بنسبة 8 ٪.

هل تتنازل؟

وعن إمكانية ان يؤدي الضغط على إيران إلى إجبارها على التفاوض بشأن القضايا الرئيسية وتقديم تنازلات مؤلمة؟ أشارت الصحيفة "إلى ان هذا لا يزال غير مؤكد. على الرغم من عرض ظريف بمبادلة السجناء، فإن وزير الخارجية ليس لديه رأي في القضايا التي يهتم بها البيت الأبيض أكثر كتدخلات إيران في سوريا واليمن ولبنان والعراق، وبرامجها الصاروخية والنووية"، متحدثة في هذا السياق عن امتلاك قاسم سليماني للقرار في هذه الأمور، واعتباره ان أي مفاوضات مع واشنطن في هذه الفترة يعني الخضوع لها.

أمل 2020

وختمت دايلي نيوز "يبدو أن سياسة طهران تعتمد على الأمل في ألا تتم&إعادة انتخاب ترمب في عام 2020. لكن حتى لو حصلت إيران على رغبتها، فقد يكون من الصعب سياسياً على خليفة ترمب عكس المسار، وحتى إذا استطاع ذلك، فإن الضرر الذي لحق بـ الاقتصاد الإيراني أصبح كبيرا، ولهذه الأسباب وحدها، حتى الآن، تعتبر إيران مكسبًا كبيرًا للرئيس الاميركي.

&